محافظة حضرموت

مليونية المكلا تدعو إلى توسيع نطاق الهبة الحضرمية ليشمل محافظات الجنوب كافة

متابعات

اكتظت مدينة المكلا، مساء اليوم السبت، بالزاحفين إليها من مختلف مدن وقرى حضرموت الشاسعة، تلبية لدعوة الهيئة التنفيذية للمجلس الانتقالي الجنوبي بالمحافظة للاحتشاد، دعما للهبة الحضرمية الثانية.

فبرعاية كريمة من قبل الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، شهدت ساحة الحرية بمدينة المكلا، مليونية مباركة، أعلن أبناء حضرموت فيها، بمختلف انتماءاتهم الفكرية والسياسية، وفي مقدمتهم قيادة وأعضاء الهيئة التنفيذية للمجلس الانتقالي الجنوبي بالمحافظة، رفضهم وتنديدهم بنهب ثروات محافظتهم، مؤكدين أن أبناء حضرموت، باتوا اليوم صفا واحدا، وأكثر قوة للدفاع عن حقوقهم.

   وتحدث في المليونية، التي استهلت بالقرآن الكريم، ثم النشيد الوطني الجنوبي، وحضرت فيها بكثافة أعلام الجنوب العربي، ودول التحالف العربي، الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، العميد سعيد أحمد المحمدي، رئيس الهيئة التنفيذية للمجلس الانتقالي بحضرموت.

وهنأ المحمدي المحتشدين على هذا الالتفاف والاصطفاف والتوحد،  مطالبا بمزيد من التلاحم، و بأن يكونوا يدا واحدة للحصول على مطالبهم المشروعة، مؤكدا أن أي قوة لن تستطيع أن تقف في وجه إرادتهم وإصرارهم وعزيمتهم على انتزاع حقوقهم وحماية ثروات بلادهم، داعيا إلى المضي بهذه الروح وبهذا التوحد لتحقيق الأهداف المطلبية لحضرموت، والأهداف العظيمة والسامية لشعبنا الجنوبي، في التحرر والاستقلال.

 كما تحدث في المليونية العميد علي أحمد حسين الجبواني، رئيس الهيئة التنفيذية للقيادة المحلية للمجلس بمحافظة شبوة، معبرا عن دعم وتأييد أبناء شبوه لمطالب أبناء حضرموت في تمكينهم من ثروات أرضهم.

 

وعدد الجبواني في كلمته التي تفاعل معها المحتشدون بالتصفيق والهتاف بالشعارات الجنوبية، الفضائل التي قدمتها حضرموت وأبناؤها للأمة الإسلامية، والمقابل الذي حصلت عليه من دولة الوحدة،  في تهميش أبنائها ونهب ثروات أرضها، مؤكدا أن أبناء شبوه يساندون بقوة هبة حضرموت المباركة ويقفون إلى جانبهم حتى انتزاع حقوقهم كاملة، مبشرا بهبة شبوانية مماثلة تقتلع الفاسدين وتطهر شبوة من الإرهابيين.

كما تحدث في المهرجان المقدم سالم مبارك بن سميدع رئيس كتلة حلف وجامع حضرموت .. مؤكدا حق أبناء حضرموت في حماية ثروات بلادهم من النهب والاستنزاف ، ومحاربة الفساد في مرافق الدولة والتشهير باللصوص والفاسدين، مشددا على أهمية الاستمرار في الإجراءات التصعيدية، التي باشرت باتخاذها اللجان الشعبية المنفذة لمخرجات لقاء حضرموت العام المنعقد بمنطقة حرو، بإقامة نقاط شعبية في  مداخل ومخارج المحافظة، حتى تحقيق الأهداف كاملة غير منقوصة.

كما ألقيت في المهرجان كلمة باسم أسر الشهداء من قبل سالم أحمد المرشدي مدير إدارة الشهداء بالهيئة التنفيذية للمجلس بالمحافظة، باركت جهود القائمين على الهبة الثانية، وعبرت عن امتنان وتقدير أسرة شهيد الهبة الأولى عمر علي بازنبور  للحشود في هذه الساحة المباركة، لإكمال مسيرة الهبة وتحقيق أهدافها التي سقط من أجل تحقيقها الشهداء، 

مشيرة إلى إن هذه الجهود وهذا العزم على المضي قدما في استعادة حقوق حضرموت وحماية ثرواتها وتمكين أبنائها من إدارة مواردها، وطرد قوات المنطقة العسكرية الأولى من وادي حضرموت، يمنح أسر الشهداء العزاء والمواساة، ويبعث في نفوسهم الرضاء والعزة والشموخ والاحساس بالفخر بتضحياتهم البطولية، ويعكس روح الوفاء والعرفان لتضحياتهم..

واستمعت الحشود إلى عدد من القصائد الشعرية المعبرة، استهلها الشاعر الكبير رمضان باعكيم بقصيدة حماسية ألهبت مشاعر الجماهير .

واختتمت الفعالية بتلاوة البيان الختامي الصادر عنها، من قبل مدير الإدارة السياسية بالهيئة التنفيذية للمجلس بحضرموت، والذي عبر عن التأييد الكامل والمطلق لمخرجات لقاء حضرموت العام في منطقة حرو ومطالب الهبة الشعبية الحضرمية الثانية، داعيا أبناء حضرموت والجنوب عمومًا إلى تسخير  الطاقات والإمكانات اللازمة لإنجاحها وتوسيع نطاقها ليشمل كافة محافظات الجنوب.

 

كما عبر البيان عن تأييد أبناء حضرموت  الكامل لجهود التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة، مشيدا بالدور المتميز للاشقاء في دولة الامارات العربية المتحدة في مواجهة بغي المليشيات الحوثية.. 

 وأكد البيان على ضرورة نقل مكاتب الشركات النفطية من صنعاء إلى العاصمة عدن.. مطالبا حكومة المناصفة بين الجنوب والشمال إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع التعامل مع أية شركات لا تتخذ من العاصمة عدن مركزًا رئيسًا لعملها.

ودعا البيان التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، بصفتهم رعاة لاتفاق الرياض إلى تسخير كافة الإمكانات والقدرات اللازمة لتمكين أبناء حضرموت من إدارة  شؤون محافظتهم ، ونقل القوات العسكرية من مدن وادي وصحراء حضرموت إلى جبهات التصدي للميليشيات الحوثية.

 كما دعا المجلس الانتقالي الجنوبي إلى مضاعفة دعمه لتمكين أبناء حضرموت.

وأكد البيان على ضرورة تحرير عمليات الاستكشاف والإنتاج النفطي في حضرموت وشبوه والجنوب عامة من نفوذ الميليشيات الحوثية والجماعات الراعية للإرهاب والقوى المتنفذة الراعية للفساد، بما يضمن استفادة أبناء مناطق الامتياز خاصة وأبناء الجنوب عامة من عائدات ثرواتهم النفطية والمعدنية والسمكية والزراعية.

ودعا أبناء الجنوب كافة إلى تعزيز التلاحم والاصطفاف الوطني لحماية المكتسبات الوطنية وقطع دابر أية اختراقات تستهدف الجنوب وطنا ودولة وهوية وقضية وطنية، والمضي معا في صف واحد نحو استقلال الجنوب واستعادة وبناء دولته الفيدرالية المستقلة والعادلة، بما يحقق التوازن والشراكة الوطنية ويعزز مبادئ الشفافية والمساءلة.

وأشار البيان إلى إن المشاركون في المليونية يؤكدون تمسكهم بوحدة حضرموت الجغرافية والإدارية في إطار الجنوب العربي، ورفض أي محاولات لتقسيمها مع تمسكهم بأن تكون حضرموت منطقة عسكرية واحدة ، فضلًا عن تأكيدهم على رفض عمليات الاستيطان والتغيير الديموغرافي الجارية تحت غطاء النازحين في مديريات المحافظة وغيرها من محافظات الجنوب.

وأكد على أولوية معركة شعبنا الجنوبي ضد الميليشيات الحوثية والمشروع التوسعي الإيراني، جنبا إلى جنب مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، ودول التحالف العربي عامة، فضلًا عن معركتنا المستمرة لاجتثاث الإرهاب وتحرير الجنوب من ويلاته ومن القوى والجماعات الراعية له.

وذكر أن المحتشدين يجددون تفويضهم للمجلس الانتقالي الجنوبي ممثلا بالرئيس القائد عيدروس الزُبيدي للمضي قدما صوب تحقيق آمال وتطلعات شعب الجنوب الحر في وطن آمن مستقر في دولة جنوبية فيدرالية مستقلة ذات سيادة تعز ولا تذل، تجمع ولا تفرق، تندمج في بوتقة النسيج القومي العربي وتكون رأس حربة وسياجاً منيعًا لصد أية تدخلات تستهدف المستقبل السياسي والاقتصادي للمنطقة.

كما أكد البيان دعم المشاركين لاتفاق الرياض، داعيا الوفد الجنوبي المفاوض إلى ممارسة أشكال الضغط اللازم لاستكمال تنفيذه، بما في ذلك نقل القوات العسكرية من شبوه ووادي حضرموت والمهرة إلى جبهات التماس ضد الحوثيين، وتعيين محافظين ومديرين للأمن في محافظات الجنوب، واستكمال ترتيبات الملف الاقتصادي المنصوص عليها في الاتفاق.

وجدد البيان تأكيد المحتشدين على استمرار الاحتجاجات الشعبية ورفع وتيرتها حتى تحقيق مطالب الهبة الشعبية المباركة كافة.. محذرا القوى المعادية والناهبة لثروات حضرموت من مغبة استخدام أي شكل من أشكال القوة أو التهديد بها لكسر إرادة أبناء حضرموت الأبطال، ومحييا مشائخ القبائل والشرائح والشخصيات الاجتماعية التي تصدرت موكب وقيادة الهبة الشعبية، وخص بالذكر كتلة حلف وجامع حضرموت من أجل حضرموت والجنوب، والهيئة التنفيذية لتنفيذ مخرجات لقاء حضرموت العام .