سطو الشرعية على أراضي الجنوب.. باب خلفي لتمويل الإرهاب
تضاعفت جرائم سطو مليشيات الشرعية على أراضي الجنوب خلال الفترة الماضية، ويبدو الهدف الأساسي من تلك الجرائم هو محاولة تغيير التركيبة الديموغرافية في المحافظات الجنوبية، لكن يظل هناك سبب أخر أكثر خطورة يتمثل في إقدام الشرعية على بيع تلك الأراضي بأسعار مرتفعة وتوظيف عوائدها في تمويل الجرائم والعمليات الإرهابية التي ترتكبها في المحافظات الجنوبية.
لا تفوت الشرعية فرصة واحدة من الممكن أن تقود لسيطرتها على مزيد من الأراضي دون أن تستغلها على نحو سيء، ولعل أخر هذه الوقائع ما حدث في محافظة لحج إذ أقدم المحافظ الموالي لتنظيم الإخوان الإرهابي أحمد تركي على حرمان أسرة شهيدين من أرضهما، وقام بإزالة أسمائهما من قائمة المستحقين.
تورط تركي كغيره من قيادات السلطة المحلية التابعة للشرعية الإخوانية في المحافظات الجنوبية بجرائم سرقة أراضي الجنوب، وهو ما يشي بأن الشرعية تستهدف بالأساس تحقيق أكثر من هدف وراء تلك الجرائم، ففي حال لم تستطع توطينها بآخرين محسوبين عليها بفعل تضييق الأجهزة الأمنية الجنوبية على عمليات النزوح السياسية فإنها بإمكانها أن تستخدم تلك الأراضي في جني مزيد من الأموال التي دائما ما تكون باباً خلفيًا لتمويل العمليات الإرهابية بعيداً عن مسارات عوائد تهريب النفط.
تدرك الشرعية الإخوانية بأن الهبات الشعبية التي تندلع بين الحين والآخر في المحافظات الجنوبية تعرقل خطط تهريب المشتقات النفطية أو على الأقل تُرغمها في مرات عديدة على وقف عمليات التهريب بشكل مؤقت لحين مرور العاصفة التي دائما ما تنحني لها، وبالتالي فإن عمليات سرق الأراضي قد تتصاعد في ذلك الوقت بحثاً عن عوائد مالية أخرى.
يمكن القول بأن الشرعية الإخوانية تستغل سطوتها الأمنية الغاشمة في عدد من المحافظات من أجل الاستيلاء على خيرات الجنوب، وتُسيطر على الأراضي التي قد يكون هناك مشكلات بشأنها أو لم يتم التعرف بعد أصحابها، أو قد هجرها البعض الأخر ممن طالتهم العمليات الإرهابية خلال السنوات الماضية.
وحرمت لجنة أراضي أسر الشهداء التابعة لمحافظ لحج الموالي لتنظيم الإخوان الإرهابي المدعو أحمد تركي، اليوم الأحد، أسرة شهيدين من أرضها، واتهمت مصادر مطلعة في تصريحات لـ "المشهد العربي" اللجنة الإخوانية باستبعاد الشهيدين من قائمة المستحقين، عن طريق التحايل رغم صحة مستنداتها.
وكشفت المصادر ذاتها عن دأب اللجنة الإخوانية على حرمان العديد من الأسر المستحقة، مؤكدة أن المدعو تركي يتعاون مع نافذ لشراء أراضي الشهداء والجرحى بمبالغ زهيدة للتربح منها.
وقبل أيام استولت قيادات إخوانية في محافظة شبوة، على مخطط أراضٍ زراعية لـ"جدفره بن عيدان" في مدينة عتق، يأتي هذا فيما كشف محمد بن فرج الخليفي مالك الأرض، عن مداهمة مليشيا الشرعية الإخوانية أرضه، وإجراء استحداثات للمرة الثانية، وبحسب الخليفي، فقد استحدثت العناصر الإخوانية وثائق ملكية من السلطة المحلية الإخوانية، لتمكينها من الأرض دون وجه حق.