سانشيس يعول على إعادة الجزائر للمنطقة الخلفية
هل ينجح الضغط العالي لقطر أمام الجزائر؟
حصدت قطر فوزاً كبيراً على الإمارات بخماسية نظيفة سُجّلت جميعها في الشوط الأول في ربع نهائي كأس العرب لكرة القدم، بفضل تكتيك بُني على الضغط العالي تأمل في تكراره الأربعاء ضد الجزائر في نصف النهائي.
يشرّح الترينيدادي دوايت يورك، الخبير في مجموعة الدراسات الفنية في مركز الاتحاد الدولي (فيفا) للتدريب، أسلوب لعب المدرب الإسباني فيليكس سانشيس الذي قاد قطر لأول ألقابها في كأس آسيا عام 2019 في الإمارات.
في كل كرة أثناء الشوط الأول، ضغط لاعبو قطر على حامل الكرة الإماراتي، سعياً لإعادة الفريق الأبيض إلى منطقة خلفية وابعاده عن مرماهم.
قال يورك، هداف مانشستر يونايتد الإنكليزي السابق "كانت نيتهم واضحة منذ البداية: حاوِلوا وادفعوا الإماراتيين إلى الخلف نحو مرماهم، اضغطوا عليهم عالياً واجبروهم على ارتكاب أخطاء مبكرة".
هذا ما حصل، سجّل علي سالمين عن طريق الخطأ في الدقيقة السادسة على استاد البيت أمام 63 ألف متفرج، في أكبر حضور جماهيري خلال هذه البطولة "هذا الهدف أطلق شرارة كل ما حدث لاحقاً".
تابع المهاجم المعزّ علي بضغطه المرتفع مجبراً الدفاع الإماراتي على ارتكاب الاخطاء، بمساعدة من صانع اللعب أكرم عفيف "استمرّ الزخم من هناك. يمكنك ملاحظة نوعيتهم، طاقتهم والتوازن داخل الفريق فعانى الإماراتيون لاحتوائهم".
مع إطلاق صافرة نهاية الشوط الأول، كانت قطر قد سجّلت خمسة أهداف دون ردّ، واللافت أن نسبة استحواذهم للكرة بلغت فقط 25.8%. لكن لاعبي المدرب الهولندي بيرت فان مارفيك الذي واجه انتقادات لاذعة بعد المباراة، أبقوا الكرة في ملعبهم بنسبة 68% محاولين دون نجاح بناء اللعب من الخلف.
ومن الأرقام التحليلية اللافتة في الشوط الأول أن الإمارات حاولت كسر الخط الدفاعي الآخر لقطر 36 مرة ونجحت 4 مرات، فيما حققت قطر الرقم عينه لكن من 16 محاولة نتج عنها أحد الأهداف.
قال يورك "هذا أحد أفضل الأشواط الأولى التي رأيتها في البطولة الحالية على صعيد التنفيذ. لقد طبقوا الخطة بحذافيرها. كانوا مباشرين ودقيقين للغاية من الخلف إلى المقدمة. الانتقال كان جيداً مع تأمين الكرات للمهاجمين ودعمهما على الأجنحة ومن منطقة خط الوسط".
وخلافاً لأسلوب الضغط المعتمد في دور المجموعات أمام البحرين وعمان والعراق، طبّق لاعبو "العنابي" ضغطاً أعلى في ربع النهائي. الأحداث الدفاعية الضاغطة من قبلهم في الشوط الأوّل (587) كانت أعلى بكثير من مواجهة الإمارات (370)، وذلك بسبب نسبة الاستحواذ الأكبر من الإمارات الراغبة في تقليص الفارق.
كانت قوّة الضغط الدفاعية أمام البحرين 0.5، ما يعني انه في كل تمريرتين بحرينيتين في ثلثهم الدفاعي، قام لاعب قطري بالضغط مرّة على حامل الكرة، فيما تراوحت الأرقام بين 0.55 في مباراة عمان و0.63 ضد العراق، لتصل إلى ذروتها (0.78) في ربع النهائي أمام الإمارات التي تعرّضت لخسارة كبيرة جديدة أمام قطر بعد كأس الخليج وكأس آسيا.
يأمل لاعبو "الأدعم" الاستمرار على هذا النسق التصاعدي بحثاً عن لقبهم الأول في كأس العرب، عندما يتواجهون مع الجزائر الأربعاء في الدور نصف النهائي على استاد الثمامة المونديالي. اهتزت شباك الجزائر مرة وحيدة في دور المجموعات بركلة جزاء جدلية ضد مصر، ثم مرتين أمام المغرب في ربع النهائي الذي انتهى بركلات الترجيح.
ضغط متقدّم يساهم بتنفيذه فضلا عن المهاجمين المعز علي وأكرم عفيف، لاعبو الوسط كريم بوضياف وحسن الهيدوس وعبد العزيز حاتم "يمكنكم ملاحظة تحضيرهم الكبير لهذا الضغط وامتلاكهم مهاجمين مستعدين لتنفيذ العمل. فوجئت بعدم تغيير الإمارات خطة بناء اللعب في وقت مبكر، عندما لاحظوا هذا الضغط المتقدّم".