ليل لاستعادة توازنه بعد إنجازه القاري

بطولة فرنسا: سان جيرمان للعودة لسكة الانتصارات

باريس

صحيحٌ أن ليل فقد الأمل في الاحتفاظ بلقب الدوري الفرنسي لكرة القدم الذي أحرزه الموسم الماضي لأول مرة منذ 2011، إلا أنه يمني النفس بشق طريقه صعوداً نحو المراكز المتقدمة معولاً على الدفع الذي حصل عليه من إنجاز التأهل إلى دور الـ16 بدوري أبطال أوروبا.


كانت الأنظار موجهة كالعادة نحو باريس سان جيرمان الذي أضاف هذا الموسم نجماً آخر إلى ترسانته بالتعاقد مع الأرجنتيني ليونيل ميسي، ضمن طموح الذهاب حتى النهاية في دوري أبطال أوروبا وتحقيق حلم مالكيه القطريين بإحراز اللقب القاري. لكن الإنجاز جاء هذا الأسبوع من ليل الذي وضع خلفه خسارته لمهندس التتويج المحلي المدرب كريستوف غالتييه المنتقل إلى نيس، والحارس مايك مانيان المنتقل لميلان الإيطالي ولاعب الوسط بوبكاري سوماري المنتقل لليستر الإنجليزي، وبلغ دور الـ16 بدوري الأبطال للمرة الأولى منذ موسم 2006 - 2007.


الإنجاز الذي حققه ليل كان خارج الحسابات، استناداً إلى بدايته المتعثرة تماماً محلياً كان أو قارياً، إذ استهل مشواره في دوري الأبطال بعدم الفوز بأي من مبارياته الثلاث الأولى، إلا أنه انتفض وفاز بالمباريات الثلاث التالية، آخرها الأربعاء على أرض فولفسبورغ الألماني 3 - 1 ليتصدر مجموعته، وهو ما عجز عنه سان جيرمان الذي حل وصيفاً لمانشستر سيتي الإنجليزي في مجموعته القارية.


والآن، سيكون ليل من ضمن الفرق المصنفة في قرعة دور الـ16 بدوري الأبطال، ما سيجنبه مواجهة فرق كبيرة، إلا إذا عانده الحظ وأوقعه مع تشيلسي الإنجليزي حامل اللقب أو أتلتيكو مدريد الإسباني اللذين عجزا عن تصدر مجموعتيهما. وعلق المدرب جوسلان غورفينيك على إنجاز بلوغ دور الـ16 بالقول: «إنها المرة الأولى التي يتصدر فيها ليل مجموعته، بالتالي إنه إنجاز تاريخي. هذه لحظة مهمة في تاريخ النادي. لقد جعلنا دوري ليغ 1 فخوراً»، في إشارة إلى الدوري الفرنسي.


توج ليل بلقب الدوري الفرنسي في مايو (أيار) رغم الديون الغارق فيها، ثم خسر مدربه غالتييه وتعاقد مع مدرب كان من دون وظيفة منذ أن أقاله غانغان عام 2019 بعد هبوطه إلى الدرجة الثانية. وبدا أن كل شيء انهار بعد بداية كارثية لحملة الدفاع عن اللقب، لكن إنجاز التأهل إلى دور الـ16 بدوري الأبطال، تزامناً مع تحقيق الفوز في المباراتين الأخيرتين له في الدوري، أعادا الأمل بإمكان إنقاذ الموسم رغم أن الفريق ما زال قابعاً في النصف الثاني من الترتيب لكن بفارق 5 نقاط فقط عن المركز الثالث المؤهل إلى دوري الأبطال الذي يحتله مرسيليا.


وبقيادة الهداف الكندي جوناثان ديفيد الذي سجل 11 هدفاً في الدوري هذا الموسم و14 في جميع المسابقات، يبحث ليل عن مواصلة الصحوة حين يستضيف اليوم ليون الغارق ليس فقط في مشاكله الفنية ونتائجه المتأرجحة وحسب، بل بمشاكله مع جمهوره الذي تسبب بحسم نقطة من رصيده بسبب عبوة المياه التي رميت على نجم مرسيليا ديميتري باييت وأدت إلى إيقاف اللقاء بين الفريقين الشهر الماضي. وبات ليون بعد حسم النقطة متخلفاً عن ليل بفارق نقطة وخلفه مباشرة بعدما كان أمامه بفارق الأهداف.


وبعد تعادلين مخيبين أمام نيس ولنس، يأمل باريس سان جيرمان المتصدر في العودة إلى سكة الانتصارات لكن بانتظاره مواجهة صعبة اليوم على أرضه ضد غريمه موناكو السابع الذي لم يذق طعم الهزيمة في المراحل الخمس الأخيرة، بينها الفوز بمباراتيه الماضيتين. وستكون مواجهة اليوم الأولى بين فريقي العاصمة والإمارة منذ نهائي مسابقة الكأس في مايو الماضي، حين فاز سان جيرمان بهدفين نظيفين للأرجنتيني ماورو إيكاردي وكيليان مبابي.


ورغم التعثر في المرحلتين الماضيتين، لا يزال سان جيرمان في وضع مريح لأنه يتصدر الترتيب بفارق 11 نقطة عن رين الثاني الذي يخوض اليوم اختباراً شاقاً على أرضه ضد نيس الرابع المتخلف عنه بفارق أربع نقاط، فيما يتقدم فريق المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو على غريمه الآخر مرسيليا الثالث بـ13 نقطة مع مباراة أقل للأخير نتيجة إيقاف لقائه مع ليون الذي سيعاد من بدايته في موعد يحدد لاحقاً. ويلعب مرسيليا في هذه المرحلة في ضيافة نانت الثالث عشر، اليوم مع مضيفه ستراسبورغ ومهاجمه المتألق لودوفيك أجورك الذي سجل 9 أهداف في الدوري حتى الآن، آخرها هدف الافتتاح في الفوز على نيس 3 - صفر في المرحلة الماضية.