اليمن

شرعية في خدمة الحوثي.. قراءة في المخطط الإخواني لمحاربة القوات المشتركة

متابعات

كما كان متوقعًا، بدأت الشرعية الإخوانية العمل على تخفيف الضغط على المليشيات الحوثية في مناطق الساحل الغربي، بعدما وجدت الأخيرة نفسها تتعرض للخنق ميدانيًّا في مواجهة القوات المشتركة.

فبين تحركات عسكرية، وبعثرة سياسية للأوراق، تعمل الشرعية الإخوانية على خدمة الحوثيين من أجل إنقاذ المليشيات من الانهيار، وهو ما بدأت تتضح معالمه في الساحل الغربي بشكل كبير.

فعلى الصعيد العسكري، عُقدت اجتماعات لقيادات المليشيات الإخوانية، بقيادة المدعو خالد فاضل، رئيس ما يسمى محور تعز، ومرشد التنظيم الإخواني الإرهابي المدعو عبده فرحان (سالم).

القيادات الإخوانية قررت استدعاء قيادات وحدات المليشيات، والانعقاد الدائم للرد على السقوط السريع لمواقع مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، بيد القوات المشتركة.

واتفقت هذه القيادات على نشر مسلحي مليشيات الشرعية الإخوانية، في جبهتي الكدحة ومقبنة، تحت اسم المقاومة الشعبية لخلط الأوراق، وتشكيل لوائين عسكريين، لإطلاق محور جديد باسم (محور مقبنة والساحل)، على غرار محور طور الباحة المؤسس بتمويل قطري، ويقوده الإرهابي الإخواني المدعو أبوبكر الجبولي.

ومنحت قيادات المليشيات الإخوانية مهمة إطلاق المحور العسكري الجديد للإخواني المدعو رامي الخليدي، قائد فصائل مسلحة، وأحد المتهمين بجرائم قتل وتعديات على أراضي المحافظة.

الخطوة التي أقدمت عليها الشرعية تعكس حجم الجنون الذي أصابها من جرّاء الهزائم العديدة التي تتلقاها المليشيات الحوثية على يد القوات المشتركة، وهي هزائم جاءت بعد فترات طويلة من الركود العسكري بفعل السياسات الخاطئة والعبثية التي اتبعتها الشرعية الإخوانية خلال هذه الفترة.

الشرعية الإخوانية تُظهر من خلال هذه التحركات حجم تخادمها مع الحوثيين، وكيف أنها تستميت من أجل ضمان عدم انهيار المليشيات المدعومة من إيران عسكريًّا، باعتبار أنّ هذا الأمر كفيل بأن يقود إلى انهيار الأجندة الإخوانية المعادية للتحالف وللجنوب أيضًا.

المخطط الإخواني دخل حيز التنفيذ سريعًا، إذ اقتحم القيادي الإخواني المدعو أمجد خالد قائد ما يسمى لواء النقل الخاضع لمليشيا الشرعية الإخوانية، مدينة التربة في مديرية الشمايتين، بمحافظة تعز، بـ 20 طقمًا مسلحًا.

وطوقت القوة المسلحة الإخوانية، المكونة من عناصر إرهابية هاربة بعد دحرها من العاصمة عدن في أغسطس من العام 2019م، السجن لإطلاق سراح محتجزين من اللواء.

وهذا اللواء الإخواني يأوي في قوامه عناصر من تنظيمي داعش والقاعدة الإرهابيين، تحظى بدعم اللواء الرابع حماية رئاسية تحت قيادة الإرهابي المدعو أبوبكر الجبولي، تهميدًا لحشدهم في تعز لإيقاف تقدم القوات المشتركة على الجبهات مع مليشيا الحوثي الإرهابية في المحافظة.

وفي الوقت الذي تدفع فيه الشرعية الإخوانية الأوضاع العسكرية نحو المزيد من الانهيار على هذا النحو، فإنّها ذهبت إلى محاولة بعثرة الأوراق سياسيًّا، وتجلّى ذلك بوضوح في البيان المعادي للتحالف والمتخادم مع الحوثيين الصادر عن المدعوين أحمد عبيد بن دغر وفؤاد جباري.

يرتبط هذا النهج الإخواني أيضًا بالمواقف الميدانية التي تُقدِم عليها الشرعية الإخوانية والتي تتمثل تسليم المواقع للمليشيات الحوثية لا سيّما في الجنوب لإغراقه بإرهاب المليشيات،وبالتالي تنسحب الأكاذيب التي تسوقها الشرعية الإخوانية والتي تدعي محاربتها للمليشيات الحوثية.

وتعي المليشيات الإخوانية أن هزيمة الحوثيين ستكون مدمرة لأجندة التنظيم، فسقوط المليشيات الحوثية عسكريًّا يعني هزيمتها سياسيًّا وهو أمرٌ لا ترغب فيه الشرعية، كونها تستمثر في الحرب وتتكسب من ورائها سواء ماليًّا أو سياسيًّا.