المجلس الانتقالي الجنوبي
الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي يوجّه كلمة هامة لشعبنا الجنوبي بمناسبة الذكرى الـ54 للاستقلال الوطني المجيد
وجّه الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، القائد الأعلى للقوات المُسلحة الجنوبية، كلمة هامة لشعبنا الجنوبي في الداخل والخارج بمناسبة الذكرى الـ54 للاستقلال الوطني المجيد، في الـ30 من نوفمبر 1967م.
في مايلي نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الصادق الأمين
يا أبناء شعبنا الجنوبي الأبي في الداخل والخارج
يا أبطال قواتنا المسلحة الجنوبية الباسلة
نُحييكم تحية الثورة والنضال والانتصارات المباركة، تحية مقرونة بالاعتزاز والتهاني بمناسبة الذكرى الـ54 للاستقلال الوطني المجيد، في الـ30 من نوفمبر 1967م، الاستقلال الذي لم يكن نصراً جنوبياً فقط، بل كان نصراً عروبياً، ورد اعتبارٍ للكرامة العربية حينذاك.
المواطنون الأحرار المقاتلون البواسل:
لم يكن الاستقلال المجيد في الثلاثين من نوفمبر، سوى تتويج لسنوات طويلة من نضالات شعبنا على امتداد أراضي الجنوب، والتي مثلت ثمرة طبيعية، لدماءٍ غزيرةٍ سالت في نهر الثورة، ونِتاج لتضحيات كبيرة قدمها شعبنا خلال 129 عاما من المعاناة، والنضال، والمقاومة، وهو المبدأ الذي انطلقت لأجله الثورة الجنوبية المباركة لمقارعة المحتلين الجدد منذ عام 1994م، ومشاريعهم التي قامت على منهجية فرّق تسد.
يا أبناء شعبنا الجنوبي العظيم:
نُدرك اليوم إن كثيراً من المؤامرات قد رافقت نصر الاستقلال الأول ودولته الفتيّة، من خلال الدفع به نحو مشاريع أثبتت الأحداث والسنوات أنها لم تكن سوى مشاريع تآمرية على الجنوب، وشعبه، ووجوده، وهويته الأصيلة، على رأسها مشروع الوحدة الفاشلة، وبالرغم من ذلك، فإن عظمة هذا الحدث المهم في تاريخ شعبنا، تكمن في قدرته على ترسيخ قِيم ومبادئ الرفض والمقاومة لكل مشاريع الاحتلال والإذلال، وتعزيز إيماننا العميق بمواجهة المشاريع المفروضة على شعبنا وهزيمتها مؤمنين بحتمية انتصار الحق على الباطل، والخير على الشر، وهي ذاتها الروح والقيم والمبادئ التي يستمد منها شعبنا نضاله اليوم نحو الحرية والخلاص ونيل استقلاله الثاني.
وبهذه المناسبة نُحيي شعبنا الجنوبي الصامد الصابر، رغم المعاناة التي بلغت حدا غير مسبوق، في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة بسبب انهيار العملة، وغلاء المعيشة، وغياب الخدمات، والتي تستخدمها قوى الفساد، كعقاب جماعي، هدفه تركيع شعبنا، وثنيه عن خياراته وتطلعاته السياسية، وهي سياسة رفضناها ونجدد رفضنا ومقاومتنا لها، ونُحذر من التمادي فيها واختبار مدى صبر شعبنا، إذ أن للصبر حدود وصبر شعبنا لن يطول أمام ذلك.
كما نُحيي أبطال قواتنا المسلحة الجنوبية الباسلة المرابطين في مختلف الجبهات في ظل ظروف معيشية بالغة الصعوبة، باعثين لهم رسالة شكر وعرفان، بأن انتصاراتهم وثباتهم في ميادين الشرف والفداء، هي من تعزز وتحمي الانتصارات الوطنية وتقوي الموقف السياسي الذي يعبر عنه بقوة وثبات المجلس الانتقالي الجنوبي في مختلف المحافل واللقاءات.
أيها الشعب الجنوبي العظيم:
ونحن نحتفل بذكرى الاستقلال اليوم نتذكر بإجلال واعتزاز، أولئك الرجال المخلصين الذين رووا بدمائهم الزكيّة الطاهرة، ومازالوا يروون، شجرة الحرية، مجددين العهد بالمُضي قدمًا على ذات الهدف الوطني الذي ارتقوا إلى الله في سبيل تحقيقه.
يا أبناء شعبنا الصابر المقاوم:
لعل مما يحزُّ في النفوس ويؤلمها، اليوم أن يكون شعبنا في الجنوب المحرر بعد سبع سنوات من دحر ميليشيات الحوثي من الجنوب، في هذا الحال من المعاناة والواقع المؤلم، وما وصل إليه من الافتقار لأبسط متطلبات الحياة، ليس لسببٍ، سوى لرغبة انتقامية من قوى الشرِّ والفساد، التي تسعى من خلال ممارساتها هذه، لإبقاء شعبنا تحت هيمنتها.
وإزاء ذلك، فإننا ندعو الأشقاء في التحالف العربي، لسرعة التدخل لإنقاذ شعبنا في الجنوب، من خلال دعم حكومة المناصفة للقيام بواجباتها، وإنعاش العملة، وإصلاح السياسات المالية والاقتصادية، ودفع الرواتب وتحسين الخدمات، والضغط على الأطراف المعرقلة للتوقف عن استخدام قوت المواطن ومعيشته في سياسية العقاب الجماعي وحربها ضد الجنوب وقضيته الوطنية، وأن ترفع أيادي الفساد والفشل، عن دوائر صنع القرار، والحد من عبثها، الذي يوشك أن يشعلها ثورة عارمة، وهي ثورة مشروعة ومباركة، طالما كانت دفاعا عن مصالح الناس، وكرامتها وحقها في الحياة.
كما ندعو إلى إعادة صياغة الاستراتيجية وتصويب البوصلة بما يجسد التنفيذ الكامل والفعال لاتفاق الرياض، ويحقق إعادة هيكلة منظومة الدولة بجميع مؤسساتها ومختلف مستوياتها على النحو الذي ينهي الفساد ويعالج الترهل والانهيار الاقتصادي والعسكري، والاستئثار بسلطة القرار من قبل قوى الفساد والمتنفذين على حساب قوت المواطن، ومستقبل شعبنا في الجنوب.
يا أبناء شعبنا الأبي في الداخل والخارج:
إننا ونحن نُحيي ذكرى نوفمبر المجيد، نجدد التأكيد على التزام المجلس بما سبق أن تعهد به، بمواصلة المُضي بثباتٍ وإصرارٍ على طريق الشهداء، نحو تحقيق آمال وتطلعات شعبنا في الحرية والخلاص من واقع الاحتلال اليمني المَرير الذي يعيشه اليوم باسوأ تفاصيله، وصولاً إلى الاستقلال الثاني وإقامة الدولة الجنوبية الفيدرالية المستقلة، وعاصمتها عدن كتتويج لنضالات شعبنا وتضحياته منذ العام 1994م، وانتصاراته المحققة منذ العام 2015م.
المواطنون والمواطنات:
لا يفوتنا بهذه المناسبة وفي ظل ما يتحقق لوطننا من انتصارات عسكرية وسياسية، أن نُثمن عالياً دور الأشقاء في التحالف العربي، وما أبدوه من حرصٍ على سلامة واستقرار المنطقة، ودعمهم اتفاق الرياض، كمخرج آمن لتجاوز الأزمة الحالية.
يا أبناء شعبنا المناضل:
نؤكد أن معركتنا مع مليشيا الحوثي المدعومة من إيران تمثل أولوية عسكرية وسياسية لنا، فطالما ظلت هذه المليشيات تستهدف أرضنا ووطننا وقضيتنا، وتسعى لتهديد أمننا القومي العربي، لذلك فإن نجاح جهود السلام تبدأ من توقف هذه المليشيات عن عبثها واستهدافها لأمن الجنوب والمنطقة، وفي هذا الصدد ندعم جهود المبعوث الأممي لبدء عملية سلام شاملة وواقعية، تفضي إلى ايقاف الحرب، وتستوعب الثوابت على الأرض، ويكون المجلس الانتقالي الجنوبي مشاركاً في كل مراحلها، بما يجعل الجنوب وقضية شعبه وحقه في الاستقلال، حاضرا وأولوية لا تقبل التسويف، أو التاجيل.
يا أبناء شعبنا الجنوبي:
إننا إذ نتابع باهتمام تطورات الأحداث وتدهور الأوضاع في داخل الوطن، ومن ذلك تزايد معاناة شعبنا وآلامه، كما نتابع بقلق، تنامي مخاطر التنسيق الحوثي الإخواني، وما ينتج عنه من تسليم المناطق للمليشيات الحوثية دون مقاومة، كما حدث ويحدث اليوم في بيحان بمحافظة شبوة الواقعة تحت سيطرة مليشيات الإخوان.
وفي هذا السياق، فإننا نُبارك ونُحيّي التحرك الشعبي والقبلي لأبناء شبوة البطلة، داعمين لمطالبهم التي عبّروا عنها في مهرجان الوطاة بمديرية نصاب، في 16 نوفمبر الجاري، وداعين إلى سرعة الاستجابة لهذه المطالب حماية لشبوة ومصالح أبناءها، ومستقبل المنطقة.
إن المجلس الانتقالي يرى إن المدخل الحقيقي والسليم لمعالجة الأزمة، يكمن في تنفيذ اتفاق الرياض وإعادة النظر في آلية الإدارة والقيادة وصناعة القرار.
المجد والعزة لشعبنا الجنوبي العظيم
النصر لقواتنا المسلحة الجنوبية البطلة
الرحمة والخلود للشهداء الأبرار، والحرية للأسرى، والشفاء العاجل للجرحى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته