معارك تعيد إحياء نزاع حدودي بين البلدين
قتلى من الجيش السوداني في توغل للقوات الإثيوبية في الفشقة
أعلن الجيش السوداني الأحد مقتل 6 عناصر من قواته في هجوم للقوات الإثيوبية في منطقة الفشقة المتنازع عليها، فيما ذكر موقع "سودان تريبيون" الإخباري أن المعارك أسفرت عن مقتل 21 من القوات السودانية وجرح ما لا يقل عن 30 آخرين.
وقال المقدم إبراهيم الحوري، رئيس تحرير صحيفة القوات المسلحة، في مقال نشرته الصفحة الرسمية للجيش على فيسبوك الأحد "زفت القوات المسلحة 6 شهداء في الفشقة ليرتفع العدد إلى 90 شهيدا (منذ بدء العمليات بالمنطقة في ديسمبر الماضي)".
وذكر موقع "سودان تريبيون" نقلا عن مصادر عسكرية موثوقة قولها إن المعارك التي دارت فجر السبت على الشريط الحدودي مع إثيوبيا، أسفرت عن مقتل 21 من القوات السودانية وجرح ما لا يقل عن 30 آخرين.
وأعلن الجيش السوداني السبت تعرض قواته بمنطقة الفشقة لاعتداء وهجوم من مجموعات للجيش والميليشيات الإثيوبية، وسقوط عدد من أفراده دون ذكر أرقام وأعداد محددة، وذلك في تطور يعيد إحياء نزاع حدودي بين البلدين.
وقال الجيش السوداني في بيان "تعرضت قواتنا التي تعمل في تأمين الحصاد بالفشقة الصغرى في منطقة بركة نورين لاعتداء وهجوم من مجموعات للجيش والميليشيات الإثيوبية، استهدفت ترويع المزارعين وإفشال موسم الحصاد والتوغل داخل أراضينا".
وأضاف "تصدت قواتنا للهجوم بكل بسالة وكبدتها خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات، واحتسبت القوات المسلحة عددا من الشهداء" دون تحديد عددهم.
وفي وقت سابق السبت، نقلت صحيفة "سودان تريبيون" عن مصادر عسكرية رفيعة قولها إن الجيش السوداني رد على توغل قوات إثيوبية وميليشيات للأمهرة داخل الأراضي السودانية بشرق بركة نورين، عند مستوطنة ملكاوا، بعمق 17 كيلومترا.
وأشارت إلى أن المواجهات التي اندلعت بالأسلحة الثقيلة استمرت حتى ظهر السبت.
ويأتي ذلك على خلفية معارك يخوضها الجيش السوداني مع القوات الإثيوبية والجماعات الداعمة لها، منذ إعلان انتشاره على أراضي الفشقة في نوفمبر 2020.
ويعيد هذا الاشتباك إحياء الصراع الحدودي بين أديس أبابا والخرطوم حول الفشقة الزراعية الخصبة، حيث يعمل مزارعون إثيوبيون.
ومساحة الفشقة تبلغ نحو مليوني فدان، وتمتد إلى مسافة 168 كلم مع الحدود الإثيوبية من مجمل المسافة الحدودية لولاية القضارف مع إثيوبيا، البالغة حوالي 265 كم.
وفرض الجيش السوداني في ديسمبر الماضي سيطرته على أراضي الفشقة، بعد أن استول عليها لمدة ربع قرن ما قالت الخرطوم إنه "عصابات إثيوبية"، بينما تتهم أديس أبابا السودان بالسيطرة على أراض إثيوبية، وهو ما تنفيه الخرطوم.
وتشهد العلاقات بين السودان وإثيوبيا تدهورا منذ أشهر، بسبب التنازع على الفشقة التي يؤكد البلدان أنها داخل حدودهما الدولية، ويتبادلان الاتهامات بانتهاك سيادة أراضي الطرف الآخر.
هذا فضلا عن الخلاف بين أديس أبابا من جهة، والقاهرة والخرطوم من جهة أخرى، بشأن سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا على النيل الأزرق، الفرع الرئيسي المكون لنهر النيل.
وعلى مدى أكثر من عقدين استقر الآلاف من المزارعين الإثيوبيين في الفشقة وزرعوا أرضها.
وظلت القوات السودانية خارج الفشقة حتى اندلاع النزاع في إقليم تيغراي الإثيوبي في نوفمبر 2020، وقد عادت إليها من أجل "استعادة الأراضي المسروقة".
وعقد البلدان محادثات عدة على مر السنين، لكنهما لم يتوصلا أبدا إلى اتفاق على ترسيم خط الحدود الفاصل بينهما.