حزب الله رفض استقالة أو إقالة قرداحي بعد إساءاته لدول الخليج
نصرالله يؤجج الأزمة بين لبنان ودول الخليج
أجج الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله اليوم الخميس التوترات بين لبنان ودول الخليج، مدافعا عن موقف وزير الإعلام جورج قرداحي ومعتبرا أن الردّ السعودي مبالغ فيه وجزء من المعركة ضد حزب الله.
ولا تخفي الرياض موقفها من الجماعة اللبنانية المدعومة من إيران وهي السبب الرئيسي الذي دفع دول الخليج لتقليل الدعم المالي للبنان في ظل مخاوفها من وصول أموالها إلى ايدي حزب الله وهو شريك مهيمن على الحكم.
وسبق للولايات المتحدة أن فرضت عقوبات على وزراء سابقين مقربين من حزب الله بتهمة الفساد المالي والإداري وقالت إنهم قدموا تسهيلات للجماعة الشيعية وبعضها في إطار صفقات عمومية.
ولحزب الله شركات كثيرة مهيمنة في لبنان خارج عن رقابة وسلطة الدولة على غرار امتلاك الحرس الثوري الإيراني إمبراطورية اقتصادية تمكنه من موارد مالية ضخمة لتمويل وإدارة أنشطته التي تقول واشنطن ودول غربية وعربية إنها "إرهابية".
واعتبر نصرالله الخميس أن رد فعل السعودية على تصريحات وزير الإعلام اللبناني والتي أثارت أزمة دبلوماسية بين البلدين "مبالغا به، مجددا في خطاب اتسم بالهدوء رفض حزبه استقالة أو إقالة وزير الإعلام جورج قرداحي.
وبدأت الأزمة الدبلوماسية بين البلدين على خلفية تصريحات لقرداحي، سجلت قبل توليه مهامه وتم بثّها الشهر الماضي وقال فيها إنّ المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن "يدافعون عن أنفسهم" في وجه "اعتداء خارجي" من السعودية والإمارات.
وقال نصرالله في كلمة متلفزة في أول تعليق له على الأزمة، إن "ردة الفعل السعودية على تصريحات قرداحي مبالغ فيها جدا جدا وغير مفهومة".
وطلبت السعودية ثم البحرين والكويت نهاية الشهر الماضي من رؤساء البعثات الدبلوماسية اللبنانية مغادرة أراضيها، كما استدعت سفراءها من بيروت. كما استدعت الإمارات دبلوماسييها وقررت السلطات الكويتية "التشدد" في منح تأشيرات للبنانيين.
وبينما أعربت الحكومة اللبنانية مرارا عن "رفضها" تصريحات قرداحي، مؤكدة أنها لا تعبّر عن موقف لبنان الرسمي، رفض وزير الإعلام الاعتذار وقال لقناة محلية إن استقالته "غير واردة".
وقال نصرالله في كلمته "أيدنا موقف وزير الإعلام ألا يستقيل ورفضنا أن يُقال"، متسائلا "هل المصلحة الوطنية في الخضوع للإملاءات الخارجية؟".
وكان رئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي دعا مرارا قرداحي إلى "تغليب المصلحة الوطنية"، في إشارة ضمنية إلى استقالته. كما اعتبر الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي أن الاستقالة قد "تنزع فتيل الأزمة".
وتشهد العلاقة بين لبنان والسعودية فتورا منذ سنوات على خلفية تزايد دور ونفوذ حزب الله، الذي تعتبره الرياض منظمة "إرهابية" تنفذ سياسة إيران، خصمها الإقليمي الأبرز. واعتبر وزير الخارجية السعودي أنه لا يمكن اختزال الأزمة الراهنة بتصريحات قرداحي بل تكمن المشكلة "في استمرار هيمنة حزب الله على النظام السياسي" في لبنان.
ورأى نصرالله من جهته أن الأزمة التي قال إنها مفتعلة "هي جزء من معركة مع المقاومة في لبنان"، مضيفا "لا ننكر أننا جهة مؤثرة.. نحن أكبر حزب في لبنان على المستوى السياسي، على مستوى الهياكل التنظيمية، وعلى مستوى الجماهير الشعبية، لكن نحن لا نهيمن على البلد"، معتبرا أن حجة الرياض حول هيمنة حزب الله "كذب ومحض وافتراء كامل وحجة ليس أكثر".، في تصريح يتناقض مع واقع الحال حيث أن كل التعطيل الذي يعيشه لبنان ناجم عن نفوذه وحلفائه (حركة أمل والتيار الوطني الحر).
وقال نصرالله "بالنسبة لنا نحن في لبنان، أدعو إلى الصبر والتحمل والهدوء والحفاظ على السيادة والكرامة الوطنية"، مضيفا "لسنا ذاهبين لنقوم بمعركة مع السعودية أو أي من دول الخليج".
وتطرق في كلمته إلى زيارة وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد آل نهيان الثلاثاء لسوريا في أول زيارة لمسؤول إماراتي رفيع منذ قطعت دول خليجية عدة علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق إثر اندلاع النزاع.
ورأى نصرالله أن الزيارة هي "اعتراف عربي بهزيمة المشروع الذي انفق فيه مئات مليارات الدولارات العربية"، مضيفا "هذه الزيارة هي تعبير، هي إعلان الهزيمة".