قصة قصيرة
حياةٌ طرديّةٌ
تلكَ البهجةُ التي كُنَّا نحاولُ أنْ نسرِقَها من جيوبِ الحياةِ، لنلتمسَ ابتسامتَنا في ملابسِنا الجديدةِ، وهندامِنا المختلفِ كلَّ عام؛ العامُ الذي يأتي محملًا معهُ بالأعيادِ التي تحاولُ أنْ تساوي الكثير لتجعلَها بأبهى حلّة، ننامُ ونحنُ نحملُ الفرحَ بقلوبِنا، وملابسنا وحلّتنا الجديدة بجانبنا...
أمرُّ على صديقِي أمجد، والكثيرِ من أطفالِ الحارة؛ نجتمعُ جميعًا، لنذهبَ ونحنُ نحملُ تلكَ الطقوسَ طارقين الأبوابَ نتلقّى العيديّةَ ببهجةٍ طفوليّةٍ عارمةٍ، لم ولن تتكررَ على مدى العصور. نأتي المدينةَ وهي مليئةٌ بالأطفالِ، وبالألعابِ المختلفة. نهرعُ إلى "المدن" بما تلقّينا من عيديّةٍ مفرغين كلَّ ما في جيوبِنا وحقائبنا، على المراجيح وغيرها من ألعابِ المدن. نصرخ كثيرًا مستمتعين بحياةٍ لا تشبِهُ ملامحَنا، لكنّها تشبِهُ قلوبَنا الطُفوليّةَ المحرومة...
بينما أطفالُ المدينة يهرعون خلفَ الرّجُلِ القرويّ الذي يجرُّ عربةَ النّاقةِ التي تحملُ أطفالَ المدينةِ مستمتعين بلفِّهم حولَ حاراتِ "عدن"، بمبلغٍ بسيط،– نحن نُعلِّي بالمراجيح فوقَ عالمِهِمُ الممتلئ نقودًا.