ضحية تعنت الداخل وخذلان الخارج

تحركات أميركية للإيحاء بزخم غير حقيقي لتسوية الملف اليمني

متابعات

استهل المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيموثي ليندركينغ الخميس جولته الجديدة في المنطقة بزيارة إلى العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، فيما بدا محاولة للإيحاء بوجود زخم دولي لتحقيق السلام في اليمن، لكن مثل هذه التحركات لا ترقى في واقع الأمر إلى مبادرات جدية للتسوية، في ظل تصلب المتمردين الحوثيين ومحاولتهم فرض أمر واقع جديد في شمال البلاد.

وكانت وزارة الخارجية الأميركية ذكرت في وقت سابق أن ليندركينغ سيلتقي ممثلين عن المجتمع المدني ومسؤولي حكومات في المنطقة. وأكدت الوزارة أن المبعوث لا يزال يركز على ضرورة “أن يوقف الحوثيون هجومهم على مأرب، وكذلك الهجمات المتكررة على المناطق المدنية التي تفاقم الأزمة الإنسانية”.

وتشهد مأرب معارك شرسة، مع تقدم المتمردين الحوثيين وقرب محاصرتهم لمركز المحافظة الغنية بالنفط والغاز، والتي تعتبر آخر معاقل الحكومة في شمال البلاد.

ويقول نشطاء يمنيون إن الولايات المتحدة تريد من خلال زيارة ليندركينغ، وهي الثانية إلى المنطقة في غضون أسابيع قليلة، إعطاء انطباع بحرصها على تحقيق التسوية السياسية في اليمن، مستبعدين أن تسفر هذه الزيارات عن أي نتائج في ظل الانقسامات المسجلة بين أجنحة السلطة الشرعية، وتصلب الحوثيين الذين يصرون وحليفتهم إيران على المضي قدما في الخيار العسكري.

وتزامنت زيارة المبعوث الأميركي مع عودة المبعوث الأممي هانس غروندبرغ من زيارة رسمية هي الأولى له إلى إيران. ويبدو من خلال تصريحات الدبلوماسي الأممي أنه لم يحقق أي اختراق حقيقي خلال هذه الزيارة.

وأكد مكتب المبعوث الأممي في بيان أصدره الخميس، أن غروندبرغ التقى خلال الزيارة التي اختتمها الأربعاء، بكبار المسؤولين الإيرانيين وممثلين عن المجتمع الدولي في طهران، مضيفا أن المبعوث شدد خلال هذه اللقاءات على الحاجة إلى دعم جهود الأمم المتحدة الرامية إلى التوصل إلى حل تفاوضي للنزاع.

ولفت البيان إلى أن غروندبرغ أعرب خلال هذه اللقاءات عن قلقه البالغ إزاء التصعيد العسكري الحالي في اليمن، محذرا من أن هذا التصعيد يجلب خسائر فادحة في أرواح المدنيين بمن فيهم الأطفال، ويقوض المساعي الرامية إلى إحلال السلام.

ولفت بيان مكتب المبعوث إلى وجود حاجة ملحة إلى خفض التصعيد في كافة أنحاء اليمن، بما في ذلك محافظة مأرب الاستراتيجية، وأشار إلى أن غروندبرغ ناقش خلال الزيارة أيضا ضرورة معالجة الوضع الإنساني والاقتصادي المتدهور، وأهمية ضمان حرية حركة الأشخاص والسلع إلى البلاد وداخلها.

ونقل البيان عن المبعوث الأممي قوله إن “يمنا سلميا ومستقرا سيصب في مصلحة المنطقة بأكملها”، مضيفا “أعتزم على العمل مع دول المنطقة لمساعدة اليمن على التوصل إلى حل سلمي للنزاع”.

ويلقى الحوثيون دعما كبيرا من إيران، ويرى مراقبون أن إصرار الحوثيين على الحل العسكري ما كان ليتم لولا هذا الدعم الذي يقف المجتمع الدولي عاجزا عن وقفه.

ويقول المراقبون إن الضغط الدولي والمواقف التي تصدر من هنا وهناك غير كافيين لإجبار إيران والمتمردين على وقف العمليات الجارية في مأرب، والتي من الواضح أن سقوطها بات مسألة وقت فقط.

ويذهب البعض حد الإشارة إلى أن هناك فترة مراوحة دولية بانتظار ما ستسفر عنه المعارك الدائرة في مأرب، والتي قد تقود إلى نهاية سلطة عبدربه منصور هادي، وانضمام شركاء جدد إلى العملية السياسية، مشيرين إلى أن كل ما يصدر من مواقف دولية تجاه مأرب ليس سوى “تبرئة ذمم”.