المقاطعة تعصف بأكبر المتاجر جذبا للسياح

خسائر كبيرة لمتجر هارودز.. كوفيد أم المقاطعة الخليجية

لندن

يعيش متجر هارودز الشهير في لندن على وقع خسائر كبيرة. وفيما يقول مالكوه القطريون إن هذا التراجع عائد إلى مخلفات الجائحة، يذكر مراقبون أن هذه الخسائر ترجع إلى ما قبل موجات كورونا، وأنها تعود إلى مخلفات المقاطعة التي نفذتها دول خليجية ضد قطر ومختلف مشاريعها في الخليج وخارجه خلال صيف 2017.

ويقول هؤلاء المراقبون إن المتجر، الذي كان إلى حدود ما قبل قرار المقاطعة أكثر المتاجر جذبا للسياح الخليجيين الأثرياء، تراجع عدد قاصديه بشكل لافت بعد 2017 إلى أن جاءت موجة كورونا لتفاقم متاعبه. كما يواجه المتجر الآن إضرابًا من قبل العشرات من عمال المطاعم.

وتم شراء هارودز من قبل شركة قطر القابضة، الذراع الاستثمارية لصندوق الثروة السيادي القطري، في عام 2010 مقابل 1.5 مليار جنيه إسترليني.

وبلغت قيمة الديون والتسهيلات اليوم ما يعادل نصف ثمن المتجر تقريبا عند شرائه، حيث أكد في بيان أنه مدد شروط قرض بقيمة 620 مليون جنيه إسترليني وتسهيل ائتماني بقيمة 200 مليون جنيه إسترليني قابل للسداد في أبريل المقبل لمدة 18 شهرًا.

وألقت الشركة باللوم في تراجع عائداتها على قرار الإغلاق الذي اتخذته الحكومة البريطانية. وقالت إنها خفضت الإنفاق بأكثر من النصف، أي إلى ما يقل قليلاً عن 45 مليون جنيه إسترليني، بينما خفضت عدد الموظفين بمقدار 145 إلى أقل بقليل من 4000.

وخفض هارودز الوظائف خلال الصيف الماضي بعد أن قال الرئيس التنفيذي مايكل وارد إن انخفاض أعداد السياح والحاجة إلى التباعد الاجتماعي كان لهما “تأثير كبير في قدرتنا على مواصلة الأعمال التجارية”.

وأعلن المتجر أنه يعتزم الاستغناء عن 672 وظيفة بسبب أزمة فايروس كورونا التي أبقت فرعه الرئيسي في وسط لندن مغلقا منذ نحو ثلاثة أشهر.

 

وعزت نقابة “الأصوات المتحدة في العالم”، التي تمثل النوادل والطهاة، التحرك الاحتجاجي الذي تقوده إلى أنه ناجم عن عبء العمل الثقيل على الموظفين بعد الاستغناء عن الوظائف.

وقال بيتروس إيليا، الأمين العام للنقابة، “يعمل أعضاؤنا في أشهر متجر فاخر في العالم، ومع ذلك يحصلون على أجور زهيدة بينما يدرّون لرؤسائهم أرباحًا تقدّر بالملايين من الجنيهات”، مضيفا “أعضاؤنا ليسوا على استعداد لتحمل هذا بعد الآن”.

وعزا متحدث باسم هارودز الأزمة إلى أن المتجر “واجه 18 شهرًا صعبًا للغاية، مع فترات طويلة من الإغلاق أدت تمامًا إلى إلغاء قدرتنا على العمل كالمعتاد. ومع ذلك، وطوال هذه المدة، كانت أولويتنا المطلقة هي رفاهية موظفينا وحماية أكبر عدد ممكن من الوظائف”.

وقال المتحدث “نحن نراجع باستمرار سياسات الأجور الخاصة بنا للتأكد من أنها تتماشى مع ما يجري به العمل وكذلك الراتب الأساسي. يتلقى موظفو هارودز أجور ساعات عمل إضافية سخية ، ورسوم خدمة بنسبة 100 في المئة (مطروحة منها رسوم إدارية طفيفة) وحزمة من المزايا”.

وكانت الشركة نشرت ملاحظة في حساباتها هذا الأسبوع تقول إن جائحة كوفيد – 19 كانت “تحديًا كبيرًا” للأعمال التجارية، والتي وضعت غالبية الموظفين في إجازة خلال الإغلاق القسري للمتاجر. ومع ذلك كان هناك ارتفاع في المبيعات عبر الإنترنت خلال هذه الفترة.

وقال هارودز إن تكاليف استيراده زادت بمقدار 500 ألف جنيه إسترليني نتيجة الإدارة والضرائب الإضافية، في حين أن إلغاء التسوق المعفى من الرسوم الجمركية للمسافرين في يناير من هذا العام من المرجح أن يلحق الضرر بالتجارة.

وفي بيان صدر بعد نشر الحسابات قال هارودز إنها عكست التأثير “المدمر” للوباء على الأعمال التجارية، لكن الاحتياطيات النقدية السليمة والنمو القوي قبل الوباء ساعدا بائع التجزئة في “التغلب على العاصفة القادمة”.