أبناء المسيمير: نتعرض لحرب إبادة جماعية وتدمير ممنهج لكل أشكال الحياة بطلها مصنع أسمنت الوطنية

محمد مرشد عقابي

عبر ابناء مديرية المسيمير بمحافظة لحج عن سخطهم واستيائهم الشديد جراء حالة الصمت التي تبديها سلطات الدولة ازاء ما يتعرضون له من حرب إبادة ممنهجة تهدف للقضاء على كل صور حياتهم وتهدد وجودهم بالفناء تنفذها بحقهم الشركة الوطنية للأسمنت ومحطة الفحم الحجري التابعة لها المملوكه للتاجر اليمني الراحل هائل سعيد أنعم والواقعة في نطاقهم الجغرافي.

ودعا رئيس مجلس تنسيق الفعاليات والعصيان المدني الدكتور ياسين سعيد دنشل، كافة ابناء الحواشب للخروج عن دائرة الصمت والتوجه صوب هذه الشركة وتنظيم المسيرات والتظاهرات والإعتصامات والوقفات الإحتجاجية باستمرار حتى يرضخ القائمون عليها لمظلومية أهالي المديرية، مجدد دعوته لجميع المواطنين للحضور والمشاركة الفاعلة في التظاهرة الجماهيرية الكبرى المقرر إقامتها يوم الأحد القادم الموافق 2021/11/7م والتي ستطالب بإيقاف محطة الفحم الحجري، وإلزام الشركة بتعويض المتضررين والمنكوبين والإذعان لإستغاثات المستضعفين والأرامل والمساكين الذين يتعرضون للموت والهلاك بسبب الغازات والمخلفات السامة المنبعثة من موقعها والإستجابة لمطالبهم الحقوقية المشروعة.

واكد دنشل: بان الشركة الوطنية للأسمنت تتنصل عن مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية تجاه ابناء المديرية وتتجاهل دوما مناشدات الأهالي ولم تبدي أي إهتمام لتلك الدعوات السلمية التي أطلقت خلال الفترات الماضية، بل انها تتعنت وتتعمد انتهاج أساليب قذرة وغير إنسانية وتصر على الأضرار بحياة الناس وممتلكاتهم بتشغيل محطة الفحم الحجري بصورة مخالفة للنظم والقوانين والأعراف، وكأن تلك المآسي والآلام التي يتجرعها المواطنين الغلابى والمكلومين ويدفعون حياتهم ثمنا لها لاتعني هذه الشركة.

من جانبه لفت رئيس مجلس الدفاع عن حقوق المزارعين والفلاحين الشيخ هيمان محسن رمضان محسن علي الحوشبي، بأن إدارة شركة اسمنت الوطنية تتجاهل النداءات والمناشدات والمطالب الحقوقية المشروعة لابناء مديرية المسيمير المتضررين والمنكوبين من كارثة محطة الفحم الحجري، حيث يصر القائمون على هذه الشركة على انتهاك الحقوق وتجاوز القانون الذي يكفل للإنسان الحق في الحياة والتمتع باسباب العيش الكريم وبالأجواء الصحية وبالبيئية الخالية من التلوث.

وقال رمضان: الذي يؤكد ما نقول هو قيام الشركة بأنشاء محطة للفحم الحجري لتشغيل المصنع من خلالها، لتتحول هذه المنشأة من نعمة استبشر بها الناس للنهوض بواقعهم الخدمي والتنموي الى نقمة تنشر لهم الموت في كل الأرجاء وتهدد حياتهم بالفناء، مضيفا من الظلم ان تاتي مثل هذه الشركات لتعبث بحياة الناس وممتلكاتهم وتستغل ظروف فقرهم وعوزهم لتفرض عليهم بالإجبار قانون الغاب وان يرضخوا للعيش تحت هذا التهديد والخطر الداهم والمحدق، علما بان مديرية المسيمير لم تستفيد من إنشاء وبقاء هذه الشركة في أراضيهم غير تلويث الهواء ونشر الأوبئة والأمراض والدمار الذي لحق بكل صور واشكال الحياة الطبيعية.

وتابع قائلا: تسببت الشركة الوطنية للأسمنت بنشر أوبئة مدمرة وفتاكة لم تكن معروفة في الماضي بين اوساط المواطنين مثل السرطانات والفشل الكلوي وغيرها من الأمراض القاتلة، في حين يخصص لمجال النظافة والتحسين شيئا قليل من الفتات يتم توريده عن طريق عائدات المبيعات، وهذه الشركة لا تفي بشروط وبنود وإلتزامات الإستثمار كاملة ولا تلتزم بدفع رسوم حماية البيئة ورسوم صحة المواطن لإبناء المديرية المتضررين والمنكوبين بأضرارها الناجمة عن قرب موقعها من مساكنهم.

الى ذلك طالب عدد كبير من أهالي المسيمير الحواشب، بضرورة إنشاء صندوق لمعالجة مرضى الفشل الكلوي والسرطانات والأمراض الخطيرة والمستعصية، تقوم شركة الأسمنت بدعمه وتمويله لدرء مخاطرها وإغاثة المنكوبين من الكوارث التي تسببت بإحداثها، مؤكدين بأن اضرار إقامة هذه المنشأة وصلت الى حد لايطاق وتعدت مستوى هلاك كل ما له صلة بالحياة وتضرر منها القطاع الزراعي والحيواني والنحل وتسببت في إجهاض الأجنه والتشوهات الخلقية وغيرها من الأشياء الغريبة وغير المألوفة وفتكت بكافة صور ومكونات البقاء والحياة.

واشار الأهالي الى ان الأوبئة والأمراض التي انتشرت مؤخرا لم تكن تعرف سابقا بين السكان، حيث ارتفعت نسبة الوفيات بين الجنسين بمختلف الأعمار المتأثرين بالأوروام السرطانية، فضلا عن ظهور وتفشي أمراض غريبة يصعب تشخيصها تؤدي الى الوفاة بصورة مباشرة.

وفي ذات السياق، دعت مذكرة ممهورة بتوقيعات عدد كبير من المشايخ والأعيان وممثلوا النخب والمكونات السياسية والإجتماعية ومنظمات المجتمع المدني، جميع ابناء الحواشب للخروج وإعلان الرفض القاطع لإستمرار العبث بحياتهم وأرواحهم وصحتهم وممتلكاتهم، والعمل على تنظيم كل الفعاليات للتنديد بممارسات القتل الممنهج للحياة التي تقدم على إرتكابه على مرأى ومسمع السلطات ما تسمى بالشركة الوطنية للأسمنت، كما دعت المذكرة جميع المواطنين للتظاهر امام بوابات مكاتب السلطات المعنية بمحافظة لحج للضغط على إدارة شركة الوطنية للأسمنت وإلزامها بوضع حد لمسلسل الإستهتار بحياة الناس.

واوضحت المذكرة، بانه سبق وان تم رفع العديد من المذكرات بهذا الصدد للقائمين على مصنع أسمنت الوطنية لكنهم قابلوها بأذن من طين وأخرى وهو ما يعبر عن مدى إستهتارهم بحياة الناس وتجاهلهم للمطالب الحقوقية المشروعة، ونوهت المذكرة بوجود وثائق صادرة عن جهات رسمية تثبت تورط الشركة بنشر الأوبئة والأمراض التي دمرت عوامل الحياة، وسياتي اليوم الذي سيقاضى فيه هؤلاء المجرمين عن كل الإنتهاكات التي أضرت بحياة الناس واملاكهم.

وعلى صعيد متصل، قال رئيس مؤسسة حماية البيئة والإنسان بمحافظة لحج الأستاذ وحيد فضل البكيلي، بان المؤسسة تطالب إدارة الشركة الوطنية للأسمنت بالإستجابة العاجلة للمطالب الحقوقية والبيئية والإنسانية المشروعة للمواطنين من أبناء مديرية المسيمير الحواشب.

معبرا عن إدانته واستنكاره الشديد لقيام المسؤولين على هذه الشركة بتشغيل المصنع بواسطة محطة الفحم الحجري لما له من أضرار كارثية وبيئية وصحية وإنسانية جسيمة، محذرا من استمرار هذا التمادي والإستهانه بمطالب المواطنيين الحقوقية المشروعة.