على الموعد مع التاريخ
دعوات المقاطعة تثقل كاهل استضافة أولمبياد بكين الشتوي
تحتفل بكين الأربعاء بمناسبة 100 يوم قبل انطلاق أولمبياد 2022 الشتوي، لكن الاستعدادات طغت عليها دعوات إلى المقاطعة وتفشي موجات جديدة من فايروس كورونا.
وستصبح العاصمة الصينية في فبراير المقبل أول مدينة تستضيف الألعاب الصيفية والشتوية، وقد رحّبت الأسبوع الماضي بالشعلة الأولمبية بحفل بسيط مع اقتراب الحدث الكبير.
ولم تكن هناك أي علامات معارضة في الصين الخاضعة لسيطرة صارمة، لكن مراسم إيقاد الشعلة في اليونان تعطّلت بسبب عدد صغير من النشطاء الذين رفعوا علم التيبت ولافتة كتب عليها "لا للإبادة الجماعية".
ولم يقدّم المنظمون أية معلومات حول خططهم للاحتفال بمئة يوم على انطلاق الألعاب، فيما تبدو الاحتفالات مختصرة، إذ تسارع السلطات الصينية الخطى للقضاء على تفشي الفايروس في سعيها لتقليص عدد الإصابات.
وتأجل ماراثون بكين نهاية الأسبوع الماضي، وكشفت الصين الإثنين عن 39 إصابة جديدة فيما حثت الناس على تجنب السفر غير الضروري خارج العاصمة. وتحارب الصين، حيث ظهر الفايروس نهاية العام 2019، الجائحة عبر الاختبارات الجماعية وعمليات الإغلاق الصارمة ومن خلال إغلاق حدودها إلى حدّ كبير.
ستقام الألعاب الشتوية المقرر انطلاقها بعد ستة أشهر من أولمبياد طوكيو الصيفي المقام دون جماهير في “فقاعة” مغلقة صارمة لمنع تفشي العدوى. ويتعيّن على 2900 رياضي التطعيم بشكل كامل أو مواجهة حجر صحي لمدة 21 يوما بعد وصولهم إلى العاصمة الصينية.
وخلافا لألعاب طوكيو ستحضر الجماهير لكن مبيعات التذاكر ستقتصر على القاطنين في الصين. وبعد أيام من استهداف حدث إيقاد الشعلة الأولمبية في اليونان وصف التركي إينيس كانتر لاعب كرة السلة المحترف في الدوري الأميركي الرئيس الصيني شي جينبينغ بـ”الدكتاتور الصارم”، مدينا سياسة الصين في التيبت ومؤكدا كيفية استخدام الرياضيين النجوم لأصواتهم من أجل التعبير عن قضايا حسّاسة.
وينتقد حكام الصين الشيوعيون "تسييس" الرياضة، فيما تعتبر الأولمبية الدولية أنه ليس من اختصاصها "الذهاب إلى بلد ما وإخبارهم بما يجب القيام به".
لكن الحملة الدولية من أجل التيبت قالت إن ردّ فعل الصين على تدخل كانتر، في ظل استبعاد مباريات فريقه بوسطن سلتيكس عن النقل المباشر، بمثابة تأكيد إضافي على أن البلاد كانت “خيارا خاطئا” لاستضافة الألعاب الأولمبية.
ودعت المجموعة التي تتخذ من العاصمة الأميركية واشنطن مقرا لها زعماء العالم إلى مقاطعة دبلوماسية، تماشيا مع مطالب نشطاء آخرين، لكنها لم تصل إلى حد المطالبة بوضع البلاد على القائمة السوداء بالكامل
خضعت للتدقيق في السنوات الأخيرة الحملة الصينية المستمرة في هونغ كونغ المستعمرة البريطانية السابقة، ومعاملتها للمسلمين الأويغور في منطقة تشينجيانغ التي وصفتها واشنطن بأنها "إبادة جماعية". وبعدما أنكرت بداية وجود معسكرات في تشينجيانغ، دافعت عنها الصين معتبرة أنها مراكز تدريب مهنية تهدف إلى الحد من التطرف الإسلامي.
إذا كان أولمبياد بكين 2008 الصيفي علامة فارقة في تاريخ البلاد الرياضي، فإنه يُنظر إلى أولمبياد 2022 كجزء من حملة السلطة لجذب 300 مليون شخص، أي نحو ربع إجمالي عدد السكان نحو الرياضات الشتوية.
وقال وانغ تشانغيو أحد كبار المسؤولين في اللجنة المنظمة الأسبوع الماضي “من خلال الأشكال والأساليب الفريدة ذات الخصائص الصينية، نأمل في أن يختبر الناس من مختلف أنحاء العالم ثقافة الصين الرياضية النابضة ويقدّروا حماسة كل صيني للمشاركة ودعم الألعاب الأولمبية".
وستستفيد الألعاب المقررة بين الرابع والعشرين من فبراير المقبل من بعض منشآت أولمبياد 2008 الصيفي على غرار "عش الطائر" المخصّص لحفلي الافتتاح والختام.