حذّروا من تسبب ضم الجزيرة إلى الصين في تغيير النظام العالمي

مشرعون أميركيون يؤكدون التزامهم دعم تايوان

واشنطن

على الرغم من محاولات البيت الأبيض التخفيف من حدة تصريحات كل من الرئيس جو بايدن، ووزير الدفاع لويد أوستن، حول مستقبل العلاقة مع تايوان في مواجهة الصين، فإن مواقف عدد من كبار أعضاء الكونغرس الأميركي، من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، تبعث بـ«رسالة أميركية موحدة» إلى الصين.

فقد حذر كل من السيناتور الجمهوري دان سوليفان عضو لجنة القوات المسلحة في الكونغرس، والسيناتور الديمقراطي كريس كونز عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، من أن استيلاء بكين العسكري العنيف على تايوان من شأنه أن يغير النظام العالمي بشكل ملحوظ. وكان السيناتوران قد سافرا في يونيو (حزيران) الماضي إلى تايوان، مع السيناتور الديمقراطي تامي داكوورث، لتقديم 750 ألف لقاح مضاد لـ«كوفيد - 19»، في استعراض تضامني، وصفه كونز بأنه تعبير عن التزام الولايات المتحدة تجاه شعب تايوان.

وقال السيناتور سوليفان في تصريحات لـ«صوت أميركا»، إن «على قادة العالم دعم تايوان ديمقراطية، لأنها مهددة بالزوال من قبل حكومة استبدادية ذات سلطة هائلة وطموح وشهية». وأضاف أن تايوان ليست «عرضاً جانبياً في منافسة القوى العظمى العالمية، بل هي خط المواجهة بين الحرية والاستبداد، كما كانت برلين الغربية خلال ذروة الحرب الباردة».

وتابع سوليفان أنه شاهد ما جرى في هونغ كونغ عن كثب، وكيف اختفت إلى حد كبير سيادة القانون وحرية التعبير وتكوين الجمعيات والانتخابات الحرة منذ أن سيطرت بكين على الإقليم، خلافاً لتعهداتها بالحفاظ على أسلوب الحياة القائم فيها لمدة 50 عاماً. وأضاف: «من وجهة نظرنا، إن توحيد تايوان والصين، إذا كان سيحدث، يجب أن يتم بشكل سلمي».

وكان السيناتور الديمقراطي كونز قد أعلن خلال زيارته لتايوان، أن «هناك بعض الدول التي تتساءل عما إذا كانت الولايات المتحدة ستقدم مساعدة لأصدقائنا في تايوان، أم لا، هذه هي اللحظة المناسبة للقول إنه من الملح والمهم بالنسبة لنا أن نوضح أننا نعتزم القيام بذلك». ورداً على سؤال من إذاعة «صوت أميركا»، حول الرد المناسب لواشنطن على استعراضات القوة المتكررة من جانب بكين ضد تايوان، قال كونز إن «الولايات المتحدة يجب أن تستمر في معارضة الإجراءات أحادية الجانب التي تتخذها الصين لتقويض استقرار مضيق تايوان ومنطقة المحيطين الهندي والهادي». وأضاف: «يجب علينا أيضاً بذل مزيد من الجهود لتعزيز موقفنا التنافسي فيما يتعلق بالصين هنا في أميركا، من خلال إرسال قانون الابتكار والمنافسة الأميركي إلى مكتب الرئيس بايدن، والذي مررناه بالفعل في مجلس الشيوخ بتوافق من الحزبين».

وقال كونز إن التشريع سيسمح بـ«استثمارات كبيرة من شأنها أن تساعد في تقوية تايوان والشركاء الآخرين في المحيطين الهندي والهادي الذين يبذلون قصارى جهدهم للدفاع عن الديمقراطية والوقوف في وجه الصين التي تزداد حزماً». وأكد أن إدارة بايدن اتخذت خطوات محسوبة لتعميق العلاقات مع تايوان، «بما يتفق مع كل من سياسة الصين الواحدة وقانون العلاقات مع تايوان».

واتخذت الإدارة الأميركية في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب خطوات مهمة لتعميق العلاقات مع تايوان، بما في ذلك إرسال مسؤولين رفيعي المستوى في مجال الصحة والتجارة إلى تايبيه، ورفع القيود التي فرضت قبل عقود من الزمن والتي منعت التبادلات الرسمية بين الولايات المتحدة وتايوان لعدم إغضاب بكين. كما اتّخذت إدارة بايدن خطوات إضافية، بما في ذلك محادثات التجارة والاستثمار بين الولايات المتحدة وتايوان التي بدأت في يونيو (حزيران)، وتسليم ما يقرب من مليون جرعة لقاح، والموافقة على بيع أسلحة على نطاق واسع في أغسطس (آب).

واعتُبرت مواقف الإدارتين الجمهورية والديمقراطية، ومختلف التيارات الحزبية، من اليسار واليمين والوسط، رداً قوياً على الصين ودعماً مطلقاً لتايوان، الأمر الذي يتوقع أن ينعكس على استعراضات القوة الصينية، التي بلغت ذروتها في اختراق أكثر من 150 طائرة حربية في يوم واحد، لمجال الدفاع الجوي للجزيرة، قبل أسابيع.