«موهبة» تطلق رحلة البحث عن الموهوبين في السعودية

واشنطن

دشنت (الأربعاء)، رحلة البحث عن الموهوبين السنوية في مختلف مناطق السعودية لعامها الثاني عشر، وذلك برعاية وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ، بحضور الأمين العام لمؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع «موهبة» الدكتور سعود المتحمي، ونائب وزير التعليم المكلف الدكتور سعد الفهيد، والدكتور عبد الله القاطعي المدير التنفيذي للمركز الوطني للقياس بهيئة تقويم التعليم والتدريب.
وأقيم حفل تدشين (البرنامج الوطني للكشف عن الموهوبين) في مقر مؤسسة «موهبة»، إيذاناً بانطلاق أكبر رحلة سنوية في السعودية لاكتشاف الموهوبين والموهوبات في المجالات العلمية في مختلف مناطق المملكة، من الصف الثالث الابتدائي وحتى الثاني الثانوي، من خلال المؤسسة، بشراكة استراتيجية مع وزارة التعليم، وهيئة تقويم التعليم والتدريب.
وأكد نائب وزير التعليم المكلف الدكتور سعد الفهيد أن الاهتمام برعاية الموهوبين له بالغ الأثر في التقدم العلمي والتكنولوجي، لذا سعت الجهود إلى احتواء الموهوبين والمخترعين وتنمية إبداعاتهم وقدراتهم وتقدير عقولهم، فظهر لنا جيل مبدع بأفكار جديدة.
وأضاف نائب وزير التعليم أن الجهود الكبيرة التي تبذلها الوزارة في الكشف عن الموهوبين بالشراكة مع مؤسسة موهبة، تأتي امتداداً لتحقيق أهدافها، وسعيها نحو زيادة عدد الطلبة المستفيدين من برامج رعاية الموهوبين، حيث أصبح لدينا طلبة يبادرون ويقدمون الأعمال الإبداعية ويصممون ويخططون للوصول إلى أهداف ترتقي بهم.
وفي كلمته أمام الحفل، قال الدكتور سعود المتحمي الأمين العام لـ«موهبة»: «إن القيادة تطمح لشعبها في غد أفضل، وكان دعمها لمؤسسة موهبة دافعاً لعدم القبول بغير المركز الأول، لتبقى السعودية مرجعاً وسنداً لكل من يسعى للارتقاء بأدائه في مجال الموهبة والإبداع، بحرصها على مد جسور التعاون والشراكة مع شركاء نجاحها الاستراتيجيين، ممثلة في المظلة الكبرى وزارة التعليم، وهيئة تقويم التعليم والتدريب».
وأضاف أن البرنامج الوطني للكشف عن الموهوبين في عامه الثاني عشر، يُعد أنموذجاً للعمل التكاملي بين مؤسسات الدولة، من خلال الشراكة الاستراتيجية بين «موهبة»، ووزارة التعليم وهيئة تقويم التعليم والتدريب (قياس) في مجال اكتشاف ورعاية الموهوبين في السعودية.
منطلقاً منذ تدشينه عام 2011م، من ركيزة ثابتة وقاعدة صلبة من الشراكة الفاعلة والمثمرة التي عملت وفق منظومة متكاملة، صوبت أهدافها نحو الاستثمار في الموهوبين كقادة المستقبل كونهم صانعي فرص العمل ومنتجي التقنية.
وعدد الدكتور المتحمي حصيلة السنوات الإحدى عشرة الماضية من عمر البرنامج التي شهدت ترشيح أكثر من 630 ألف طالب وطالبة، اختبر منهم ما يزيد على 430 ألفاً، وتأهل منهم أكثر من 144 ألف طالب وطالبة، وسجلت أعداد المرشحين والمختبرين والمؤهلين في البرنامج ارتفاعاً كبيراً خلال السنوات الإحدى عشرة الماضية من عمر البرنامج، خاصة في عام 2020م.
وبيّن الأمين العام أن المؤسسة استطاعت خلال أزمة «كورونا» أن تتجاوز تحديات الحظر بطريقة مرنة تصب في صالح الموهوبين، وتحافظ على سلامتهم؛ إذ نفذت برامجها المختلفة بكل جدارة وكفاءة، مستفيدة من تحولها الرقمي مع تحويلها الأزمة إلى فرصة ووثبة للمستقبل.
مما مكن الطلاب من تحقيق الجوائز وارتقاء منصات التتويج ليرفعوا رصيد السعودية من الجوائز في المسابقات الدولية إلى 453 جائزة من بينها 53 جائزة خلال العام الحالي 2021. كل ذلك عبر جهد دؤوب، ومن خلال 20 برنامجاً إثرائياً ومسابقات نوعية وفصولاً دراسية ومناهج متطورة، ليكون ترتيب المملكة الأول عالمياً في رعاية الموهوبين والاهتمام بهم، لامتلاكها البرنامج الأكثر شمولية في اكتشاف ورعاية وتمكين الموهوبين.
من جهته، أوضح الدكتور عبد الله القاطعي المدير التنفيذي للمركز الوطني للقياس بهيئة تقويم التعليم والتدريب، أن البرنامج يعد استثماراً مهماً في الموارد البشرية، مؤكداً أن السعودية كانت سباقة في التركيز عليه، وتعكس الإحصاءات التي سجلتها المؤسسة خير دليل على أهمية المحافظة على هذه البرامج.
وأعرب الدكتور عن التطلع في هذا التدشين إلى توسيع قاعدة الكشف والتعرف، لتشمل مواهب فنية وأدبية، وأن تنال هذه المجالات مزيداً من العناية في مجال الرعاية.
ويعد البرنامج الوطني للكشف عن الموهوبين إحدى البوابات الرئيسية التي تمكّن مَن يجتازه من الدخول في برامج الرعاية التي تقدمها إدارات الموهوبين في وزارة التعليم، إضافة لأكثر من 19 مبادرة مختلفة لرعايتهم تقدمها «موهبة» مع شركائها الاستراتيجيين، منها فصول مخصصة لهم والتي توجد بأكثر من 100 مدرسة متميزة في السعودية.
تقدم مناهج علمية إضافية متقدمة في مواد العلوم لطلبة الرابع الابتدائي حتى الثالث الثانوي، إضافة لبرامج إثرائية أكاديمية وبحثية في مجالات العلوم والهندسة والطب، وبرامج متعددة لتأهيل الطلبة للحصول على قبول في الجامعات المرموقة ومعسكرات تدريب لتأهيل الطلبة للمشاركة بالمسابقات الدولية بمجالات العلوم والبحث العلمي والابتكار.