إستونيا تحصم حدودها مع روسيا بـ«أسنان التنين».. «خطوة دفاعية»
وسط تصاعد التوترات على الحدود الشرقية لحلف الناتو، بدأت إستونيا بتحويل أرضها الحدودية إلى شبكة من الملاجئ والتحصينات الخرسانية، في خطوة تعكس مخاوف دول الجناح الشرقي للحلف من تهديدات روسية محتملة.
هذه الملاجئ ليست مجرد بنى تحتية عسكرية، بل جزءًا من استراتيجية دفاعية شاملة تهدف إلى تعزيز البنية الأمنية لدول البلطيق، وتهيئة القوات للتصدي لأي تصعيد محتمل، سواء كان هجومًا محدودًا أو محاولة استنزاف للحدود.
ومع الإعلان عن «خط الدفاع البلطيقي»، تتقدم إستونيا ولاتفيا وليتوانيا بسرعة في بناء دفاعات برية متعددة المراحل، تشمل الخنادق والملاجئ و«أسنان التنين» المضادة للدبابات، في حين تدرس هذه الدول حتى تفكيك شبكات السكك الحديدية المؤدية إلى روسيا وبيلاروسيا.
وفي الوقت الذي تتفاوت فيه تقديرات الاستخبارات حول قدرة موسكو على شن هجوم، تؤكد هذه التحركات أن دول الجناح الشرقي للناتو تختار التحصين الوقائي كخطوة استراتيجية لحماية سيادتها وضمان استقرار المنطقة في مواجهة أي تحديات مستقبلية.
فما أسباب الخطوة وتداعياتها؟
بحسب صحيفة «نيوزويك» الأمريكية، فإن إستونيا بدأت في إنشاء ملاجئ خرسانية على طول حدودها مع روسيا، في إطار سباق دول الجناح الشرقي لحلف الناتو لتعزيز الدفاعات البرية.
وكانت دول البلطيق: إستونيا ولاتفيا وليتوانيا، وقعت اتفاقًا في يناير/كانون الثاني 2024 لتعزيز الحماية على حدودها البرية مع روسيا وحليفها الرئيس، بيلاروسيا.
وقالت إستونيا حينها إنه سيتم إنشاء «شبكة من الملاجئ ونقاط الدعم وخطوط التوزيع» على الحدود، ضمن ما أصبح يعرف باسم «خط الدفاع البلطيقي». كما أطلقت بولندا مبادراتها لتعزيز الدفاع على أطراف أراضيها.
تختلف تقييمات الاستخبارات بين دول الناتو، لكن عدة تقارير حذّرت من إمكانية شن روسيا هجومًا مسلحًا على عضو في الحلف خلال السنوات المقبلة.
واقترح بعض المسؤولين أن موسكو قد تحاول السيطرة على أراضٍ من إحدى دول البلطيق عبر «عملية عسكرية محدودة» على الحدود. وقد تقدمت دول الجناح الشرقي للناتو على غيرها من الدول في الحلف بزيادة الإنفاق الدفاعي.
وتأمل إستونيا في تركيب 28 ملجأً على الحدود بحلول نهاية 2025، حسبما قال كريسمار روسين، مسؤول في «المركز الإستوني للاستثمار الدفاعي» – الوكالة الرئيسية لشراء المعدات لصالح وزارة الدفاع – لموقع «Defense News » في مقال نشر يوم الجمعة، فيما ستوجد أولى الملاجئ على الحدود الجنوبية الشرقية لإستونيا.
وذكرت إذاعة ERR العامة الإستونية في وقت سابق من هذا الشهر، أن تركيب الملاجئ تأخر نحو عام كامل، ومن المقرر الانتهاء منه بحلول نهاية 2027. وتخطط الحكومة لإنشاء حوالي 600 ملجأ، مصممة أساسًا لحماية الجنود من القذائف المدفعية.
خط الدفاع البلطيقي
وقال كادي-كاي كولو، مسؤول آخر في المركز، للإذاعة: «من المهم للغاية اختيار مواقع كل من الملاجئ والخنادق بعناية».
وتمول كل دولة أقسامًا من «خط الدفاع البلطيقي» بشكل مستقل، وستتضمن أنواعًا مختلفة من التحصينات مثل ما يُعرف بـ«أسنان التنين» لمكافحة الدبابات. و«أسنان التنين» عبارة عن كتل خرسانية تُستخدم لإيقاف تقدم الدبابات ومنع المشاة الميكانيكيين من السيطرة على الأراضي، وقد امتلأت بها الأراضي الأوكرانية.
وقالت لاتفيا إنها بدأت تعزيز حدودها الشرقية في مارس/آذار 2024، وستنفق إجمالي 303 ملايين يورو (355.7 مليون دولار) على مدى خمس سنوات.
وأعلنت وزارة الدفاع الليتوانية في أغسطس/آب أنها ستبني دفاعات متعددة المراحل على بعد يصل إلى 50 كيلومترًا (حوالي 30 ميلًا) من خط الحدود، باستخدام جسور وخنادق وحفر قابلة للهدم بسهولة.
وأفادت صحيفة Delfi الإقليمية في وقت سابق من ديسمبر/كانون الأول، أن قادة الدول الثلاث يدرسون تفكيك السكك الحديدية التي تربطهم بروسيا وبيلاروسيا.
قال «المركز الإستوني للاستثمار الدفاعي»: «لقد شاهدنا تقديرات مختلفة لسرعة إعادة بناء روسيا لقوتها العسكرية، ويجب أن نستخدم هذا الوقت بحكمة – الوقت لإجراء جميع الاستعدادات اللازمة هو الآن».
وقال وزير الدفاع الإستوني، هانو بيفكور، في يناير/كانون الثاني 2024 عند الإعلان عن «خط الدفاع البلطيقي»: «نحن نقوم بهذا الجهد حتى يشعر شعب إستونيا بالأمان، وإذا ظهر أدنى خطر، سنكون مستعدين للتطورات المختلفة بشكل أسرع».