الخضر محمد الجعري

لا مرجعيات ولا مبادرات.. شعبنا مرجعيتنا

وكالة أنباء حضرموت

لازال البعض يلوك عبارة المرجعيات والمبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن..هذا حدث ويحدث منذ عام ٢٠١١م فلا هذه المرجعيات والمبادرات والقرارات اصلحت النظام واقامت الحكم الرشيد ولا هي منعت انقلاب ديسمبر عام  ٢٠١٤م  ولاهي منعت حرب عدوانية على الجنوب في عام٢٠١٥م
تدخل على أساسها التحالف العربي تحت شعار عاصفة الحزم لاستعادة الدولة ؛ ولكن مضى ١١ عاما ولم تستعد الشرعية صنعاء ولم تقم سلطة صالحه ونزيهة في المحافظات المحررة..بل ولم تستطع حتى ضمان تقديم ابسط الخدمات او انتظام صرف الرواتب..
رضي الجنوبيون ان يكونوا ضمن مصفوفة الشرعية استجابة لرغبة التحالف على أمل تحسين الأوضاع واستعادة الدولة في الشمال كماقيل  وإيقاف النهب والسلب..وتحسين ظروف معيشة المواطن الجنوبي والحصول على حقوقه السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي خرج من أجلها في محطات تاريخية وبدأ  بتأسيس مكوناته السياسية المعبرة عن مشروعه في استعادة الدولة الجنوبية بدءا بتاسيس حركة تاج في ٧-٧-٢٠٠٤م ومالحقها من  تأسيس بقية المكونات مرورا بمشروع التصالح والتسامح في١٣ يناير ٢٠٠٦م في جمعية ردفان وأخيرا خروج الحراك الجنوبي السلمي الى العلن في العاصمة عدن  بالتنسيق مع حركة المتقاعدين العسكريين في ٧-٧-٢٠٠٧م ..وخلال هذه الفترة  وما تلاها ظل الجنوبيون يتظاهروا سلميا ويتعرضوا للقمع والقتل في مجازر عديده كانت الضحايات تبلغ  بين ٥٠ الى ٧٠ شهيدا وجريحا في بعض المظاهرات ؛ ناهيك عن الآلاف الذين زج بهم في السجون من قبل نظام الاحتلال اليمني..
وطوال كل  سنوات التنكيل  هذه حتى عام ٢٠١٥م لم تلتفت دول الخليج الى معاناة شعب الجنوب وتضحياته ولا الجامعة العربية بل ان اعلام وقنوات دول الخليج كانت تستكثر على الضحايا الجنوبيين ورود أشارة  ولو في الشريط الإخباري في قنواتهم..عن مليونياتهم او المجازر بحقهم..
اليوم يهددون القوات الجنوبية بأسوأ العقوبات ان لم ينسحبوا من أراضيهم في حضرموت والمهرة..بينما يصمتون امام زحف القوات الشمالية نحو الوديعة الجنوبية ويتدخلوا بطريقة فجه تتنافى وحق الجوار أو مراعاة الشراكة في المعارك منذ عام ٢٠١٥م وحتى اليوم..
مضى ٣١ عاما والجنوبيون يستصرخون دول الجوار والعالم للتدخل وفك الارتباط بطرق سلمية وحضارية تجنبا لمزيد من العنف  كما حصل  في تشيكوسلوفاكيا..
لكنهم اكتفوا بعدم اللامبالاة حتى وصلت الأمور الى ما وصلت اليه..وحتى لا يضطر الجنوبيون لسلوك ماسلكته أرض الصومال..
فبامكان دول الخليج وضع حلول منها قبول دولتي الشمال والجنوب في منظومة مجلس التعاون كدولتين مستقلتين أو فك الارتباط بطريقة حضارية تجنبا لمزيد من اراقة الدماء أو قبول الجنوب منفردا كعضو في مجلس التعاون ان رفض الشمال..
اما الحديث عن الشرعية والمرجعيات والمبادرات واستعادة صنعاء فلم تعد تلقى قبولا الا لمن لازال يدفن راسه كالنعام..فلا مبادرات ولا مرجعيات عاد لها قيمة وحضور..فلم يبق أمامنا  الا مرجعيتنا وهي ارادة شعبنا.