مهيب الجحافي

حضرموت أولاً.. فعالية أصحاب القرار وصوت السيادة

وكالة أنباء حضرموت

حين يرفع أبناء حضرموت شعار "حضرموت أولاً"، فهم لا ينطقون به عبثًا، ولا ينادون به لمصلحة فئوية أو مطمع شخصي، بل هو صرخة كرامة في وجه مشاريع العمالة، وإعلان واضح بأن زمن الصمت قد انتهى، وأن حضرموت لن تكون لقمة سائغة في فم الطامعين، ولا ورقة تفاوض في يد المرتزقة.

حضرموت اليوم ليست تلك التي عرفتموها بالأمس، إنها قلعة صلبة، وجدار سياسي لا يُخترق، تقف بشموخ في وجه مخططات التقسيم والتبعية، وتقول لأبواق الفتنة: كفى عبثًا! من يتحدث باسم حضرموت ويقف خارج صفها، فهو كاذب، ومن يزعم حبها ويطعنها في الخفاء، فهو خائن يستحق العزل والمواجهة.

فعالية "حضرموت أولاً" ليست فعالية عابرة، بل هي فعل مقاومة، وهي رسالة صريحة لأعداء الأرض والهوية: لن تمروا. ومن يحاول تشويه هذه الفعالية، أو التقليل من شأنها، فهو إما مدفوع الثمن، أو مرتهن الولاء، أو مصاب بمرض الحقد والتبعية.

حضرموت ستخرج تحتفل بيوم التحرير، لا كذكرى فقط، بل كعهد جديد، وصرخة سيادة، ورفض تام للوصاية من أي طرف كان. يوم الانتصار هو يوم الولاء للدم، لا للريال، هو يوم الانتماء للتراب، لا للصفقات الرخيصة.

ولتكن الرسالة واضحة: حضرموت لا تُباع، ولا تُشترى، ومن يريد لها أن تنحني، فليعلم أن أبناءها الأحرار قد عقدوا العزم على الدفاع عنها حتى آخر رمق. أما الطامعون، فعليهم أن يعودوا إلى جحورهم، فحضرموت قررت أن تنتصر، ولن تنتظر الإذن من أحد.

إلى الأعداء والخصوم نقولها بوضوح لا لبس فيه:

اعلموا أن حضرموت ليست أرضًا بلا حراس، ولا ساحةً مفتوحةً لأطماعكم. حضرموت أرض الرجال، وإذا ما اقتربتم منها بسوء، فستجدون في كل شبرٍ منها ثائرًا، وفي كل زاوية صاعقًا ينتظر لحظة الانفجار في وجوهكم. لسنا دعاة حرب، ولكننا لا نخافها، ولسنا طلاب فتنة، لكننا لا نتركها تمر بسلام إن كانت على حساب كرامتنا. جربتم اختراق إرادتنا بالأموال، ففشلتم، وجربتم عبر عملائكم، ففضحناهم. واليوم نقولها مجددًا: اقتربوا من حضرموت، وستكتشفون معنى الجنون حين يلامس كرامتنا أحد.

إلى أبناء حضرموت الأحرار، رفاق الشرف والوفاء:

كونوا كما عهدناكم، سدًّا منيعًا، وصفًا واحدًا، فلا وقت اليوم للتشظي، ولا مجال للخلافات المفتعلة. لا تلتفتوا إلى النباح في الخلف، فالقافلة الحضرمية تمضي نحو المجد، نحو دولة الجنوب الفيدرالي العادل، لا نحو مشاريع العمالة والانبطاح. كونوا عيونًا ساهرة على أمنكم، وعقولًا واعية لمكر الأعداء، ولا تسلموا رقابكم لأحد يلبس ثوب "الحضرمية" وفي قلبه خنجرٌ مسموم. كل واحد منكم هو جندي، هو قائد، هو مسؤول عن حضرموت. فلا تخذلوها، فإنها اليوم بأمسّ الحاجة لوحدتكم وثباتكم.

أما أنتم، من تحاولون العبث بأمن حضرموت واستقرارها:

نقولها بصرامة: أنتم تحت المجهر، وكل خطوة تخطونها مرصودة، وكل كلمة تنطقون بها محسوبة. لن نسمح لحفنة من المتسلقين والعملاء أن يحوّلوا حضرموت إلى ساحة للفوضى أو سوقًا لبيع السيادة. من يتلاعب بالأمن، من يزرع الفتنة، من يحرض على الانقسام، سيلقى الرد من أبناء حضرموت الأحرار، لا عبر الكلمات فقط، بل عبر الموقف الفاصل الذي يخرس الألسنة، ويجعل الخونة عبرة لمن اعتبر. حضرموت لن تُبتز، ولن تُدار من خارجها، ومن يحاول إشعال النار فيها، فليستعد للاحتراق بها أولًا!

موعدنا الخميس 24 أبريل .
المكلا تجمعنا .

مقالات الكاتب