سيف الحاجب
نقابة.. أم منصة ابتزاز !!
مرة أخرى وموسم أخر تحل علينا ظاهرة الإضرابات التعليمية في جامعات معظم المحافظات الجنوبية الذي شهدته المدارس مؤخرا كان بلا شك تصعيدا قائم على حسابات غير مدروسة... وما يعقد المشهد أكثر أن هذا الإضراب بات يدار عبر ما تسمى "نقابة المعلمين والتربويين الجنوبيين" نقابة تمشيها ثلة من رعاع الأولين وقليلا من الاخرين فأصبحت عبارة عن "جروب واتساب" تزلف وتحرض بأسم المعلم الجنوبي رغم أن تحركاتها التي تأتي بأوقات غير بريئة.. ممارسات هذه النقابة تجعلنا نجزم أكثر بأنها تتحرك وفق أجندات تتجاوز الحقوق المشروعة، وتسعى نحو خلق أبتزاز سياسي يخدم أطرافا معينة لا تمت للمعلم بأي صلة إنما هي مجموعة شقاة يستعطفوا الشارع ويشحتوا بأسم المعلم والتربوي الجنوبي..
فلو كان الإضراب اليوم يستند إلى أي قاعدة قانونية متينة أو إلى أرض منطقية تستوعب نتائج التعطيل، لهان الأمر.. لكن ما نراه حاليا ليس سوى هرولة وتلخبط.. موجه إلى مجلسان (رئاسي وانتقالي).. لا يملكوا حق الصرف أو اصدار قرارات مصيرية من أي نوع... إذن ماهي الفائدة من الضغط على جهة لا تمتلك قرار ومن العبث أن تطالب حكومة مشلولة اقتصاديا بتوفير المستحقات المالية..
والمضحك والمبكي... إن من يقودون حملة الإضراب ومن يتصدر المشهد ومن ويبلبل بأسم "نقابة المعلمين الجنوبيين" هم نفسهم كانوا في الماضي القريب في مواقع السلطة... ولم يصدروا بيان واحد للدفاع عن حقوق المعلم.. واليوم عندما خرجوا من دوائر القرار أصبحوا ملائكة الرحمة وعادوا فجأة ليتذكروا معاناة "التربوي الغلبان" ويشعلوا لأجله المعارك الإعلامية..!! إنها ببساطة منصة "ابتزاز" ما قدمت خارطة طريق... ولا جلست ولا اقترحت حل مرحلي.. ولا حتى سعت لمبادرة
إنما شغلها تحريض واتهامات وكلام فضفاض و"الإضراب مستمر حتى إشعار آخر..!!!
النقابة أو ما يسمى بها اليوم من المخجل والمعيب أن تتقمص الدور وتكون كيان يمثل المعلمين.. هؤلاء للأسف أول من يبيع الموقف عند أول "هبة" من سلطة أو تشبت بمنصب أو حتى فرصة للظهور الإعلامي... ولو أن هذه النقابة تؤمن فعلا بالمعلم وتحترم مهنته، لكانت بدأت عبر حوار وطرق تثبت بها أنها كيان لا"جروب واتساب" يتفاخر ببيانات عنترية.. تدفع بالمعلم إلى مستنقع غير تربوي..
الرسالة هنا ليست ضد المعلم ولا ضد مطالبهم.. بل ضد العبث الذي أصبحت تمارسه النقابة باسم المعلم.. ندرك تماما أن المعلم يطالب بحقوقه المشروعة.. لكن لا تنسوا أن الطالب أيضا له حقوق، وليس أقل منكم له حق في التعليم والمنهج الذي لازم يوصله كامل بدون نقصان.. الطالب ما هو خصم ولا هو طرف في معركتكم، لكنه الطرف الأكثر تضررا... يتجرع تبعات صراع متناقض ولا يعرف حتى تفاصيله... لوجه الله يا "نقابة الإبتزاز" لا تشوهوا مطالب المعلمين العادلة بـ حمقاتكم ولا تجعلوهم ضحية تصعيداتكم أو مناوراتكم.