سند اليافعي

قلوب طلاب مهمومة: نداء إلى أساتذة العلم في زمن العتمة

وكالة أنباء حضرموت

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلى أساتذتنا الأفاضل.. من حملوا مشعل العلم في زمنا اشتدت فيه العتمة إلى من سكبوا من وقتهم وصبرهم وجهدهم لنبني نحن طلابكم دروبنا ونمشي نحو المستقبل بثقة المثقف الواعي.. اليكم نكتب يا من علمتونا ابجديات اللغة:

قد لا نجيد الكتابة مثلما تجيدون أنتم شرح المفاهيم والساس المنيع.. وقد لا نملك ما نقدمه سوى كلمات لكنها والله تنبع من قلب ممتن ومخلص ويكن بالحب والخوف والشوق… نكتب إليكم لأننا اشتقنا.. لأننا قلقون.. ولأن غيابكم عنا أثقل أيامنا.. وشوه شكل صباحياتنا الجامعية.

كنا نظن أن الجامعة هي المبنى والقاعات وكراسي.. ثم أدركنا أن الجامعة هي أنتم… حضوركم.. وجوهكم، مواقفكم.. كلماتكم حين تبدأ المحاضرة، ونظراتكم التي كانت تقول لنا دون كلام «ستصبحون شيئاً عظيماً إن واصلتم»
فمنذ أن غبتم غاب كل شيء، وما انكسر في داخلنا شيء لا يصلح إلا بعودتكم

نعلم أنكم ما غبتم حباً بالغياب لقد تعبتم من وعود وكلمات معسولة تتكر ولا تنفذ،  ومن حقوق تؤجل، ومن حياة لا تليق بأمثالكم… أنتم من علمتمونا أن الكرامة لا تجزأ وأن العلم رسالة، لكن الرسالة تحتاج من يحترم حاملها ويصون تعبه.

نكتب اليكم اليوم لا لنعاتب بل لنشارككم الألم ولنقول: إن كان الكل قد خذلكم، فنحن لم ولن نخذلكم
نحن طلابكم… نراكم بأعين تختلف عن أعين الإعلام والسلطة والمجتمع.. نراكم كما أنتم: قدوتنا رموزنا نورا يضئ لنا الطريق.. كانت رواتبكم لا تكفي، وإن كانت الظروف قد قست وإن كانت هناك من يعاديكم ويحاول إسكات صوتكم ويقمع وقفاتكم… فإن احترامنا لكم لن "يتململ" مثقال ذرة ومكانكم في قلوبنا لن يتزحزح

حقا حقا ثم حقا.. لقد اشتقنا للروتين الذي كنا نشتكي منه للضغوط التي كنا نهابها لمحاضراتكم التي كنا أحيانا نستثقلها… كم كنا نجهل أن كل ذلك كان نعمة
اليوم ونحن نعيش أيام بلا جامعة، بلا علم، بلاكم، ادركنا اخيرا أن غيابكم جعل منا طلابا بلا هوية..

نعرف وندرك ونعي أن مطالبكم ليست ترفا بل حقاً مشروعا
لكننا نرجوكم من باب محبتنا ألا تطيلوا الغياب… فقلوبنا صغيرة وقلقنا كبير، ومستقبلنا لا يحتمل تأجيلا طويلا في بلاد "التأجيل"

نرجوكم مرة أخرى أن تشعروا بنا… أن تسمعوا صوتنا نحن الطلاب الذي يبيت مهموما يفكر بمستقبله وأن تعودوا حين تسمح لكم كرامتكم، حين تشعرون بأن صوتكم سمع، وأن عيشتكم كريمة

ختاما 
لا نريد سوى عودتكم وأنتم بخير…
نريد أن نراكم واقفين شامخين كما عودتنا.. مرفوعي الرأس، شامخي القامة تحملون كتبكم بيد، وكرامتكم باليد الأخرى، وتدخلون علينا كما تعودنا بهيبة الأستاذ وحنان الأب، وصدق المعلم.


لكم مني احتراما واعتزاز وتقدير