عبدالجبار باجبير

الحضارم لا يريدون المستحيل يا مجلس القيادة الرئاسي

ما ورد في بيان حلف قبائل حضرموت بتاريخ 31 يوليو 2024م هي مطالب مشروعة لكل الحضارم، لا يختلف عليها أحد. 

وعلى فخامة الدكتور رشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، وأعضاء المجلس أن ينفّذوا هذه المطالب قبل أن تتصاعد وتتأزم المواقف وتتدخل جهات كثيرة لخلط الأمور.

عمرو بن حبريش ومؤتمر حضرموت الجامع هو جزء من منظومة الشرعية التي أتت بكم، وعليكم أن تكونوا معهم لا ضدهم ،الرجل ومؤتمر حضرموت الجامع وحلف قبائل حضرموت لا يطلبون مطالب وحقوقًا صعبة يستحيل تنفيذها، بل هي مطالب وحقوق يطلبها كل مواطن حضرمي، بما فيهم السلطة المحلية بحضرموت ، فملف الكهرباء الذي أثقل الحكومة والسلطة المحلية بحضرموت، بل يمكن حتى لمجلس القيادة الرئاسي تريدون له حل .

 إيجاد الحل لملف الكهرباء بحضرموت، بسيط جدًا.

 هناك توجيهات سابقة للرئيس عبدربه منصور هادي إلى شركة بترومسيلة لتنفيذ 100 ميقا وات ، وللعلم هي توجيهات مشتركة صدرت لتنفيذ محطة عدن ومحطة بحضرموت ،إلا أن المشروع بحضرموت تبخّر ولا نعرف السبب. 

بالطبع، محطة 100 ميجا في الوقت الحالي لو نُفّذت لن تكون ذات قيمة لأن الطاقة التي تحتاجها حاليًا حضرموت، ساحلاً ووادياً، أكثر من ذلك بشكل مضاعف هذا لا يمنع أن تكون هناك توجيهات بإنشاء محطة 200 ميجا أو أكثر، مثل محطة عدن، على وقود النفط الخام أو الغاز أو نحو ذلك.

الناس، يا فخامة رئيس مجلس القيادة الرئاسي، في حضرموت تريد حلولًا جذرية، لا وعودًا ،هي مطالب مشروعة، فلا يعقل أن يعاني سكان حضرموت من انقطاع التيار الكهربائي يوميًا أكثر من 12 ساعة بشكل متقطع، وخيرات حضرموت موجودة.

الناس في حضرموت تريد خدمات ووقودًا مناسبًا ومصفاة لتكرير البترول وغاز الطبخ ،فلا يعقل أن يكون سعر البترول في محافظة مأرب أقل من حضرموت بضعفين، وفي حضرموت سعره 1250 ريال. وقس على ذلك بالديزل وغيرها من الخدمات، والكهرباء في مأرب مجانًا وتعمل على مدار اليوم، وفي حضرموت الكهرباء أقل من 12 ساعة بشكل متقطع وبتعرفة مالية عالية، سواء على فئة شريحة المواطنين أو التجاري المضاعف 400%.

نعلم أنكم سعيتُم، يا سيادة الرئيس، في تطوير مصفاة بترومسيلة وإضافة عملية تكرير المازوت من أجل وضع حلول لتكاليف شراء المازوت، إلا أن ذلك ليس حلاً ، نريد مصفاة متكاملة.

وتحتاج حضرموت إلى حلول جذرية في الملف الاقتصادي والرواتب، فهل تعلم، يا سيادة الرئيس، أن هناك أسرًا في حضرموت تأكل وجبة واحدة في اليوم، والبعض يأكل من القمامة؟ هذا حال الحضارم، يا سيادة الرئيس.

الناس لا تريد مشاريع في الطرق أكثر من توفير قوت يومهم وتوفير أبسط مقومات الحياة من كهرباء وماء ووقود بسعر مناسب. 

فلا يعقل أن يُوفّر ديزل بسعر مدعوم للمقاولين لتنفيذ طرقات، ولا يُوفّر وقود مدعوم للتجار لتوفير السلع الغذائية الرئيسية للمواطنين بحيث تقل أسعارها.

بالنسبة للشراكة وتفعيل دور مؤتمر حضرموت الجامع، يا سيادة الرئيس، هذا حق مشروع لهم، ودورهم عليه أن يتبلور مثل باقي القوى، وعلى السلطة في حضرموت أن تلتزم بذلك وألا تتعذر بأي شكل من الأشكال، وألا تُحيي الأحزاب والمكونات التي انتهت في حضرموت ولم نرَ لها أي دور منذ 2015م إلا هذا العام، وكان هناك من يحاول إجراء عملية إنعاش لهذه الأحزاب للظهور مجددًا وهي سكت دهرا والناس كانت بحاجة لمن يقف إلى جانبها مع احتلال القاعدة وبعد التحرير ولم نرى لها أي قائمة.

لا أنكر دور السلطة المحلية في حضرموت، وبالأخص محافظ حضرموت الأستاذ مبخوت بن ماضي، إلا أن المسؤولية كبيرة وتتطلب منكم الحسم، خاصة بإنشاء مشروع عملاق للطاقة الكهربائية وتنفيذ مصفاة متكاملة تتبع الدولة وهذا يتطلب قرارات سيادية وفترة زمنية محددة لتنفيذ.

الحضارم لا يطلبون المستحيل منكم، وإنما حقوقهم المشروعة وبتنفيذها ستدخلون قلوب الحضارم.

وكما يطلبون العدل والمساواة مع باقي المحافظات في المناصب والترقيات بحجم مكانة حضرموت.

مقالات الكاتب