اللواء علي حسن زكي

عن النقد والإشاعة والطابور الخامس

وكالة أنباء حضرموت

لفهم بعضاً من الوسائل والأساليب التي تستهدف راهناً المجلس الإنتقالي وقيادته برئاسة الرئيس القائد/ عيدروس الزبيدي من قبل جهات وجماعات ومتربصين وفي سياق مناهضة قضية شعب الجنوب وحقه في استعادة دولته لفهم ذلك -دعونا من وجهة نظرنا- ننظر في التالي مع الإعتذار سلفاً لأي إطالة ولسبق نشر موضوعات ربما تكون ذات إرتباط في بعضاً من مفرداتها:

إن النَّقد البنَّاء والهادف يأتي في سياق ممارسة حق الرأي فيما يأتي ممارسة حق الرأي في سياق ممارسة النهج الديمقراطي ولا ريب في ذلك، وحين يضل النَّقد البنَّاء الطريق! فإنه يتَّحول بالضرورة إلى مجرد تهبيش، نقداً من نوع هكذا يمارسه البعض بهذا الشكل أو ذاك تجاه شعبهم وقضيتهم العادلة والمجلس الإنتقالي حامل قضية شعبهم وممثله لإستعادة دولته وفي ضل خطورة المرحلة وحجم المخاطر والتحدّيات وعواصف ورياح التآمر التي باتت تَهبْ على شعب الجنوب من كل حدب وصوب ! 
حروب بعناوين وأساليب متعددة: سياسية - عسكرية - أمنية - إعلامية وحرب إقتصادية ومعيشية وخدمية وفي مقدمتها إنقطاع الكهرباء ومعها الماء وسياسة إفقار وتجويع وتأخير صرف المرتبات على ضئالتها وعدم صرف العلاوات القانونية المستحقة وبطالة وإنعدام توافر الوظيفة العامة وحَدّثْ ولا حرج وحيث تلتقي جميعها -تلك الحروب- عند إستهداف شعبنا الجنوبي وعدالة ومشروعية قضيتة وإستعادة دولته وإستهداف مجلسة الإنتقالي برئاسة الرئيس - القائد عيدروس قاسم الزُبيدي وعلى نحو ما يجري في الواقع ويتحدَّث عن نفسه والتفاصيل تطول بما هي معلومة للجميع .. 

لقد حان الوقت وفي هذه اللحظة الزمنّية الفارقه من تاريخ كفاح شعبنا الحُر ونضالاته وتضحياته وإستحقاقاته المشروعة وإستعادة دولته التي يناضل من أجل انتزاعها من "فم الأسد" حان الوقت للإرتقاء إلى مصاف هذه التحديات والمخاطر والمزيد من تعزيز وتعميق وحدة الصف وتماسك جبهته الداخلية ونسيجه الإجتماعي والسياسي والمدني والإلتفاف حول المجلس الإنتقالي حامل قضية شعبنا وممثله لإستعادة دولته من المهرة إلى باب المندب واحدة مُوحّدة وبحدود ماقبل مايو 1990م والدفاع عن سيادة الوطن الغالي وأمنه وإستقراره وفي سياق التمسك الثابت بحق شعبنا الجنوبي الأبي الحُر والمكافح من أجل إستعادة دولته وحقه في الحياة الحُرّة الآمنة والمُسْتقّرة والعيش الكريم حُراً أبياً في وطنه وسيداً على أرضه وثرواته ومالكاً لقراره الوطني .

إن الطابور الخامس: مجموعة من العملاء يتم تجنيدهم ودسّهم من قِبَل نظام حكم بواسطة أجهزته الإستخباراتية المتخصصة في نظام حكم آخر وقد يتم ذلك من مكون سياسي بواسطة عناصر تابعه له ضليعه في العمل المخابراتي ضد مكون آخر فضلاً عن نشرهم -مجموعة العملاء- بين صفوف العامة بهدف تعبئتهم والتضليل عليهم وتسميم أفكارهم بالمعلومات المغلوطة فيما يمكن أن تنطوي مهمة مجموعة العملاء على التخريب والتجسس والإرهاب أيضاً....

 لقد تم في الثلث الأول من القرن العشرين إطلاق مصطلح الطابور الخامس على العملاء ولا زال هذا المصطلح -التسمية- لصيق بهم ومتداول حتى اليوم ولذا أوردناه هنا للتعريف وهو بيت القصيد.....


إن الإشاعة: خبر كاذب يتم تأليفه وفبركته وسلقه في مطابخ سياسية إستخباراتية متخصصة وإذ هي الإشاعة إحدى مكونات الحرب الإعلامية/الإستخباراتية/النفسية فإنها تعتبر الأخطر على الإطلاق لا سيما وهي تستهدف الأدمغة والعقول ومحاولة التأثير على الرأي العام بالمعلومات الكاذبة فضلاً عن محاولة زعزعة الأمن والإستقرار والسكينة العامة في المجتمع وفق منهجية ومسارات محددة سلفاً ومتحركة بحسب متطلبات الزمان والمكان وبما يحقق لمن يقفون خلفها الغاية والهدف ولا ريب في ذلك..... 

ولإن كانت قوى بث الإشاعة قد ضلت في الماضي منحصرة على الطابور الخامس فإن الذباب الإلكتروني والقنوات الفضائية المملوكة والموجهة قد اندرجت في الحاضر في إطار جوقة الطابور الخامس ولإن كان واقع الجهل والتخلف في الماضي قد ضل بيئة لتلقِّي الإشاعة وتقبُّلِها في آن فإن وسائل التواصل الإجتماعي المختلفة وسعة إنتشارها في الحاضر قد صارت بيئة مناسبة لسعة إنتشارها حيث يكفي واحداً من الذباب الإلكتروني يقوم بتسريب خبر كاذب/مفبرك حتى يتلقَّفه آخرون ويتداولونه ولو بدون قصد لا يهم ذلك أصحابه طالما كان الغرض -سعة النشر- قد تحقق.... 


ولمَّا كان التاريخ يحدثنا أن الطابور الخامس والإشاعة تُسقِط منظومات حكم/دول ناهيكم عن استهداف مكونات سياسية والمجلس الإنتقالي وقيادته من ذلك ليس ببعيد يكون من نوافل القول أن مواجهة الإشاعة وكشف الطابور الخامس حيث وجدوا تضع نفسها كمهمة أمام شعب الجنوب بكل أبناءه وشرائحه الإجتماعية وأطيافه السياسية والمدنية ورجالات الصحافة والإعلام والمواقع بما هي أيضاً مهمة أمنية ولا ريب في ذلك...

مقالات الكاتب