عبدالله عمر باوزير

‏محسن بن محمد.. الرحيل الثاني ليس الأصعب!!.

وكالة انباء حضرموت

▪︎ لا يستطيع من هم من جيلي .. ممن تتلمذوا سياسيا و وطنيا على الرواد المؤسسين لحركة التحرر و الاستقلال - إلا ان يشعروا بالحسرة والالم ، كل ما رحل مثقف أو سياسي-مفكر ، يمتلك العلم و الخيال المنتج للرؤى و التصورات.. و من هؤلاء الذين تجتمع فيهم كل هذه الملكات و الصفات الأخ والرفيق: محسن  محمد بن بوبكر بن فريد الذي وافاه الأجل -الرحيل الثاني ..  في القاهرة جمهورية مصر العربية حيث ووري ثراها الإثنين 6 مايو 2024 يرحمه الله .
▪︎ القاهرة التي قدم اليها اواخر خمسينات القرن الماضي..بعد أن افشل الانجليز واعوانهم ثورة آلعوالق بسلاح الجو الملكي-البريطاني ، واعقبوها بمطاردة قيادات حزب الرابطة و في مقدمتهم السيد:محمد علي الجفري و الأستاذ شيخان عبدالله الحبشي،وغيرهم ومن بينهم الشيخ: محمد بن بوبكر بن فريد والد فقيدنا محسن الذي افتقدناه منذ ثمان سنوات على إثر ازمة دماغية خلال اجتماع عمل له في بدايات الأزمة و الحرب.
▪︎▪︎تلقى الأخ محسن تعليمه الأساسي و الثانوي و الجامعي في القاهرة.. وواصل دراسة للماجستير في الولايات المتحدة وهناك ترأس اتحاد الطلبة العرب في جامعته، قبل أن يعود ليلتحق باسرته في جدة بالمملكة العربية السعودية. 
▪︎▪︎▪︎ وبعد عودته وعلى إثر أحداث يناير 1986 تداعى شباب الرابطة وقرروا التحرك في اتجاه العمل للحفاظ على وحدة البلاد .. من خلال العمل الإيجابي بما في ذلك التواصل مع النظام في عدن..وكان هذا التوجه يقوده السيد :عبدالرحمن علي الجفري.. وبعد اتصالات ولقاءات في الهند و جيبوتي و القاهرة، عارضت القيادة التاريخية نتائجه لم يكن أمام الشباب الا انتخاب قيادة لحزب الرابطة لمواكبة المنغيرات- الاقليمية و الدولية والتاثير المتغيرات الوطنية.. في هذه المرحلة تعرفت على الأخ محسن بن محمد.. في منزل السيد عبد الرحمن خلال التحضير  للمؤتمر - الذي  انعقاد في  ظروف استثنائية بمنزل والده ، حيث تم انتخاب  اللجنة المركزية وبدورها انتخاب الهيئة التنفيذية .
▪︎▪︎▪︎▪︎ على إثر تلك الاجتماعات .. توطدت  علاقاتي بالأخ محسن بن محمد -الامين العام و السيد عبدالرحمن الجفري رئيس الحزب ، اكبر من مجرد  علاقات رفاقية.. حيث كنت خلال مرحلة ترسيخ التغير في صفوف المغتربين محور النشاط في منطقة الرياض-العاصمة السعودية ،  حتى 1990 حيث  حدث  اختلاف رأي ورؤية  مع القيادة..دون ما اختلاف شخصي .
فما يجمعنا  على الساحة السياسية لتتجسد تلك في وحدة الموقف   خلال الأزمة و الحرب ( 1994 ) وهنا ليس مجال الحديث عن تلك العلاقة الرفاقية..في ظل مشاعر الحسرة والالم تجاه كل ما يحدث ، فضلا عن كل من غيبهم  الموت او منع المرض بعضهم عن مواصلة النشاط في خضم كثرة البقالات السياسية.. رحم ألله محسن بن محمد .. فقد كانت غيبته الرحيل الأصعب!.
 

مقالات الكاتب