مياه الجنوب العكرة والاصطياد الخبيث..!
خالد شوبه
"الاصطياد في المياه العكرة" مثل شعبي بليغ، بات اليوم منهجاً موسعا وسائداً ومؤسفاً يتبعه الكثير من رو...
بعد وفاة أمير امارة الضالع ذلك الفقيد المهيب . شعفل بن علي شايف الاميري طيب الله . هناك من سالني ! من تتوقع ان يتولى منصب امارة الضالع بعد رحيل
رمزها التاريخي الامير شعفل بن علي شايف ؟ الذي رحل وقلبه يخفق بحب الوطن .
كان السؤال منطقياً وحتمياً بل وملحاً ! فهل تداعت اسرة الاميري لاختيار اميرا للضالع بعد رحيل رمزها الجليل ؟
وأعتقد ان الجواب قد ياتي على اشكال ومبررات بل وتفسيرات ، ومنها ان الظروف في الوطن ليست مواتية لاقامة شخصية في الضالع ، بعد غياب طال اكثر من نصف قرن ، وفي ظل التوترات الامنية .
وهناك من يجيب فيقول ان هناك حوارات تدور لاختيار احد الشخصيات من الاسرة ، وسوف لن يطول الامر في اعلان هذه الشخصية ، بل ان المسالة هي مسالة وقت وليس الا .
واتوقع ان الغياب والاقامة في الخارج بل والابتعاد عن الوطن لسنوات طويلة ، ليس مبرراً لان يغيب عن الضالع رمزها القبلي الذي يشمل المرجعية القبيلة ولا يتعارض هذا مع قوانين الادارة والحكم في المحافظة .
تذكرت واستندت في توقعي هذا وضع بعض الطوائف والأقليات في العالم ، فلها تلك الطوائف والجماعات اميرها او مرجعيتها ولا يشترط ان يعيش بينهم بل ان يبقى على تواصل معهم من اي موقع في العالم .
من هذه الشخصيات على سبيل المثال -رغم اختلاف التشبيه وعدم قبول البعض بطرحي هذا المثل - فلقد علمت ان امير جماعة الاسماعيلية التي يزيد أعضاءها عن ١٥ مليون نسمة ويتوزعون في مناطق العالم من اليمن الى باكستان وايران والهند . هذه الجماعة عينت من يتزعمها بعد رحيل مرجعيتها وهو - أغا خان الرابع الأمير -كريم الحسيني -والذي يحمل الجنسية البريطانية ويقيم في فرنسا وهو من اصول باكستانية .
لذلك هناك من يقول في ان تقرر اسرة أمير الضالع في الخارج اختيار اميراً للضالع حتى بدون عودته وذلك لتعيد تاريخها البهي وحضورها الرائع في وعي وذهن الناس ، فسيرة هذه الاسرة جعلها او يتحتم عليها ان لا تغيب عن واجهة الاحداث .
صحيح ان الامور تغيرت ، ولكن مثل هذه الشخصيات الوطنية التاريخية لها إسهاماتها ودورها
وهناك من عاد من السلاطين والامراء ومشايخ الجنوب وأقام وأرسى سفنه في مرافىء الوطن ، وهناك من سيعود فملاذنا هو وطننا وليس سواه.
بالامس رحل السلطان فضل بن محمد بن عيدروس العفيفي طيب الله ثراه . فكان ان طلبت يافع ان لا يترك موقعه خالياً بعد ان يوارى الثرى . وهكذا فقد عين ابنه الامير - نايف ابن فضل عيدروس - سلطانا على يافع بني قاصد وبعد دقائق من مواراة والده الثرى .
لا يعني البعد الجغرافي انه سيحول دون تعيين أميراً للضالع . واذا كنت قد سالت لماذا التاجيل في هذا التعيين؟ فهناك الكثير من سالوا مثلي وسؤالهم مبعثه التقدير والمودة والصدق .
على ان الوقت يسرق منا لحظة القرار ، وعلينا ان نواكب الوقت بل نستبقه . والله من وراء القصد .