د. صبري عفيف العلوي

وطني المنشود...وأجياله الضائعة؟

وكالة أنباء حضرموت

لقد ظلّ شعبنا طوال بضعة وثلاثين عامًا ينشد وطنًا مسلوبًا، وحرية منتهكة، وأرضًا منهوبة، ورغم مشقة السفر، والآلام السنين، استطاع أن يشق للنور منفذًا ويدّك جدارية الظلم والاستبداد والقهر والاضطهاد الذي سلط على شعبنا باسم قدسية الوحدة المشؤومة.
وأمام تلك الانتصارات والإنجازات ما زال مجرمو صنعاء يمارسون مخططهم واستراتيجيتهم التدميرية، فقد استهدفوا كل شيء بهذا الوطن، وفي هذا المقال سأقف عند أخطر تلك المخططات التدميرية المتمثلة في استهداف (عقول وأرواح) الأجيال الجنوبية، التي يرسم الأمل عليها في بناء الوطن المنشود.
إن إيقاف وتعطيل العملية التعليمية في العاصمة عدن والجنوب لهي الحالقة التي تحلق الرؤوس بالجهل والأميّة؛ ليكون هناك جيلا كاملا خارج نطاق الزمن؛ ليسهل قيادة نحو القادم المجهول وما تنظيمات الإرهاب التي غزت جنوبنا الحبيب عنا ببعيد. 
هل يدرك القائد السياسي والتربوي والإداري في العاصمة عدن أن لدينا في العاصمة عدن (157) الفا وطالب وطالبة خارج إطار التعليم بسبب توقف النظام التعليمي؟. 
هل يدرك القائد الإداري في الجنوب ان نسبة القبول في التعليم العالي في جامعة عدن والجامعات الجنوبية الأخرى تراجع بنسبة (60%) مقارنة مع سنين الحرب منذ انطلاقها؟. 
هل يدرك لجنة التعليم العالي في المجلس الانتقالي الجنوبي ومنسقية الانتقالي في جامعة عدن والقيادات التربوية الجنوبية في العاصمة عدن أن عدد المدارس الاهلية بلغت نسبتها (60%) وان المدارس الحكومية تراجعت الى (40%) وهل يدرك كذلك ان التعليم في حالة انهيار تمام في كل مستوياته التمهيدية والاساسية والابتدائية والجامعية. 
تابعت يوم أمس قرار الرئيس عيدروس الزبيدي في تأسيس دائرة تعليمية في قوائم دوائر الأمانة العامة وكم أتمنى ان تؤتي اكلها وألا تكن عباء على الانتقالي مثل باقي اللجان المعطلة في قوام هيئات المجلس الانتقالي لاسيما تلك الهيئات واللجان المختصة بالتعليم والدراسات والبحوث والثقافية التي هي محور رئيس في بناء الانسان قبل بناء الأوطان.

إن بناء الانسان لا يقل أهمية عن استعادة الأوطان ويعد الاتجاه لبناء الانسان خطوه مهمة لاستعادة وبناء الدولة الجنوبية المنشودة. 
إن بناء الإنسان من أولويات المرحلة وأول خطوة الاهتمام بالكادر التربوي باعتبار المعلم ربان الثورة العلمية والثقافية في المجتمع الجنوبي، إن إعطاء هذا الركن المتين الاهتمام الأكبر يعد المنطلق والاساس الذي تبنى عليه قواعد الغد المشرق وما عدا ذلك يعد حرثا في البحر.
مما سبق يتوجب إعلان الجاهزية الكاملة لحماية هذه الجبهة الوطنية المهمة وفق الخطوات الاتية.  

1- الاهتمام بالمؤسسات التعليمية وكوادرها في جميع المستويات التعليمية التمهيدية والاساسية والثانوية والفنية والجامعية.
2- تعزيز دور المعلم في المجتمع ووضع له مكانة خاصة تليق بالرسالة التي يحملها من خلال إعادة تأهيله ليواكب التطورات التكنولوجية والعلمية التي يشهدها العالم.
3- تحسين الوضع المعيشي للمعلم من خلال تخصيص نسبة متواضعة من الإيرادات المحلية في المحافظات والمديريات لدعم المعلم بصورة خاصة والعملية التعليمية بشكل عام على الأقل في هذه المرحلة حتى يتم معالجة الوضع الذي يعيشه الكادر التربوي والمؤسسات التعليمية.


      العاصمة السياسية عدن 
29 سبتمبر 2023م

مقالات الكاتب