ماجد الطاهري
21سبتمبر ذكرى عودة الحكم الإمامي
احتفل حكام صنعاء يوم امس الخميس الموافق 21من سبتمبر بذكرى ما يسمونه تأريخ النصر وتحرير الشعب من قبضة النظام الجمهوري المنقلب على نظام الإمامة الزيدية عام 1962م، واكب الاحتفال استعراض عسكري وطلاءا أخضرا صبغت به المباني والمركبات وتعدى ذلك ليشمل الأشخاص وهكذا أراد المنتصر أن يكون مختلفا عن تقاليد دول العالم أثناء احتفالها بالاستقلال إذ مزجت نشوة ذكرى انتصارها العسكري بطابع ديني عقائدي لم تكتفي برفع الرايات الخضراء بل جعلت من العاصمة صنعاء وبعض عواصم مدن المحافظات الواقعة تحت سيطرتها رايات خضر تهتف هيهات منا الذلة.
المضحك فيما يحدث شمالا والمبكي في آن واحد ويتكرر في كل عام هو احتفال الجماعة الحوثية ومعها من تبقى من أطلال الجمهوريين المهزوميين بذكرى ثورة 26 سبتمبر كيوم تأريخي يمثل انتهاء الحقبة الإمامية الكهنوتية الى غير رجعة!
والأغرب مما ذكر سابقا أن إماميوا مع جمهوريي صنعاء وهم في أوج صراعهم واختلافهم وتضادهم يلتقون عند نقطة محددة بإجماع ألآ وهي استمراريتهم في احتلال أرض وشعب الجنوب.
وبالرغم عن هذا المشهد المعقد شمالا وما يحمله من التباينات والإختلافات الفكرية والسياسية مازال الإخوة الخصوم الفرقاء هناك يكافح كل طرف منهم لعرض بضاعته في أسواق دول المنطقة والمجتمع الدولي مع تقاسم أدوار الإبتزاز بالترغيب أو الترهيب للفوز بالقرارات الدولية التي تحتم ديمومة وبقاء الوحدة اليمنية بإعتبارها ضمانا للسلم الإقليمي والدولي، مروجين ان غير هذا الحل ما هو الا الإرهاب واللا دولة جنوبا!
وبالمقابل نهجت قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي في سياستها خلال السنوات الماضية الى التأني والصبر وعدم التهور في ردات الفعل،ربما لأن لديها خبرة تراكمية عن نتائج إستعجال قيادة جنوبية سابقة في اتخاذ المواقف والقرارات المصيرية والتي أفضت الى فشل وضياع،لذا كان لزاما على قيادة اليوم أن تكون أشد حذرا وأكثر روية في مثل هكذا أمور وتحملت بسبب ذلك الكثير من النقد والاتهام من انصارها بالتقصير وربما وصفها البعض بالخيانة،وعموما لابد أن نشهد مستقبلا موقفا حازما من قيادة المجلس بحسب ما ستظهره نتائج المصالحة الحالية التي ترعاه دول التحالف وسلطنة عمان.
والى أن تتوقف الحرب ويستسلم ويرضخ المتصارعون لما فرض من حلول سياسية قادمة ستستمر معانات الشعب الجنوبي كورقة ضغط تساوم بها دول النفوذ والهيمنة.