ماجد الطاهري
يخيطون الثوب في غير موضع الخرق
تداولت بعض القنوات الإعلامية والمواقع والصحف الأخبارية أنباء عن حراك دبلوماسي حثيث برعاية أممية تصدرها المبعوث الأممي الخاص الى اليمن"غروند برغ" وبالتنسيق مع دولة عمان لطرح مبادرة مصالحة "غير شاملة" بين أطراف النزاع في الداخل"الحوثي-الشرعية-والمجلس الإنتقالي الجنوبي" الى جانب دول الجوار في منطقة الخليج العربي..
وأفادة الأخبار التي تناقلتها القنوات الإعلامية تركيز الجهود الدبلوماسية على الملف الإقتصادي والإنساني وطرح جملة من الخيارات للوصول الى إتفاقيات مرضية للجميع من شأنها تحريك المياه الراكدة وإنقاذ الوضع الإقتصادي المتردي بسبب استمرار الحرب ومنها دمج وتوحيد سعر العملة المحلية وإلتزام كافة القوى بالتوريد المالي للبنك المركزي اليمني في صنعاء، إضافة لفتح الممرات الإنسانية والسماح بإرسال واستقبال الرحلات الجوية والبحرية من والى العاصمة صنعاء.
ومع أن الغالبية من عامة الشعب لا تعول على مبادرات الحلول المبتورة ولمعايشتها لتجارب سابقة فشلت خلالها جهود السلام في أكثر من محطة زمانية ومكانية، إلا أن الجهود الحالية تختلف عن سابقاتها من حيث متغيرات الأحداث السياسية والتصعيد العسكري الروسي وااخاذها قرار الحرب على اكرانيا في مواجهة منها للتهديد الغربي الذي يستهدف أمنها القومي والذي تقوده دولة الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، الأمر الذي سارع بقيام معسكري قوى الصراع الشرقي والغربي نحو السباق المحموم لبناء تحالفات جديدة مع دول العالم وخاصة الدول العربية وذلك لموقعها الإستراتيجي الهام على خارطة العالم،وهو ما لوحظ مؤخرا من خلال تزعم دولة الصين الشعبية وإسهامها بعمل مصالحة أعادة من خلالها العلاقات بين دولتي ايران والمملكة العربية السعودية وبالتالي انعكست بظلالها ايجابا لـ تفضي الى مصالحة بين القوى المتصارعة في الداخل اليمني،ومن هنأ بالتحديد يكمن الفارق بين المساعي الأممية الحالية عن سابقاتها.
ما يعنينا في الجنوب مما يُدار حاليا خلف الكواليس المغلقة يكمن بالنظر لموقع حامل القضية الجنوبية في طاولة التحاور والمفاوضات واستحقاق طرح القضية الجنوبية گ معضلة أساسية وليست ثانوية أو هامشية في طريق الحل،لأن القفز على هذه النقطة بالتحديد تحت ذرائع الأولويات والحاجة لتقديم حلول مجزأة تتعلق بالملف الاقتصادي فيما يتم تجاهل تأجيل الملف السياسي إنما هي طريق لإستعادة وترسيخ مدامك الوحدة اليمنية ولكن بطرق ملتوية وناعمة وهو أمر مرفوض جنوبا، وبموجب ذلك يجب أن نكون أكثر حذرا من الوقوع في مثل هذه الفخاخ كما يجب أن نملك القرار الشجاع والخيار الأنسب لإتخاذه وفي التوقيت المناسب.
الجنوب ليس بحاجة لأنصاف الحلول.. إذ لم يخرج أحراره الى الساحات منذ عام 2007م لمجرد مطالب حقوقية ولم ينتفض من أجل الحصول على الدبة الغاز أو لتخفيض المشتقات النفطية ولم يلوح او يهتف خلال المسيرات الجماهيرية من أجل تحسين وضعه المعيشي ولكنه خرج مطالبا لإستعادة دولته بكامل ترابها وضحى من أجل ذلك بخيرة الرجال الأبطال ومازال يدفع الفاتورة الباهظة من أجل ذلك حتى اليوم، فما هي مصلحة الجنوبيين من مصالحة التقارب اليمني الحوثي في الإطار الإقتصادي فقط؟ اليست إلا بمثابة شرعنة مليشيات معتدية وفرضها بالقوة لمؤازرة أبناء عمومتهم في حكومة الشرعية وتوحيد جهودهم نحو الإستمرار الإحتلال لشعبنا ونهب أراضيه والاستخواذ على ثرواته..
هل هذا ما تحاول ان تحيكه الأمم المتحدة وحلفاء المصالح الضيقة،إذ يخيطون الثوب في غير محل الخرق؟