صالح أبوعوذل

الشراكة السعودية - الإيرانية الجديدة

وكالة أنباء حضرموت

الطرح السعودي بشأن "ان التدخل في الحرب ليس لقتال الحوثيين، وأنما لإخراج إيران"، فيه شيء من الواقعية، ربما هو الطرح الأكثر صدقا.
طوال ثماني سنوات حرب، لم يتم طرد الحوثيين من اي مدينة يمنية، على الاطلاق، بل كانت الرياض واضحة في قتال الحوثيين من خلال رفض اقتحام العاصمة اليمنية صنعاء بدعوى انها مدينة تأريخية، يخشى عليها من التدمير.
كانت هناك شعارات ترفع في الإعلام تحض على مواجهة التمدد الإيراني، لكن شاهدنا عملية حصول الأذرع الإيرانية ترسانة أسلحة ضخمة في فرضة نهم والجوف وضواحي مأرب وقانية وصولا إلى بيحان في شبوة.
لكن السؤال، هل يقصد السعوديون ان الهدف كان اخراج إيران من الجنوب؟.
تغيرت الاستراتيجية السعودية بعد الاتفاق مع إيران، فـ #الرياض على ما يبدو لا تمانع من مشاركة #إيران النفوذ في البحر العربي وخليج عدن وباب المندب، فالموقف السعودي المعلن يقول إنه مع "وحدة يمنية بزعامة عبدالملك الحوثي، كمرشد أعلى".
قد يفهم من خلال طرح مشروع الوحدة او مشروع الدولة الاتحادية في هذه الفترة، "الشراكة إيران النفوذ في الجنوب".
يشير بعض الساسة السعوديين إلى مسألة "ان الوضع في الجنوب قد يذهب نحو الاقتتال"، ونحن ندرك المهام التي جاءت من فكرة انشاء بعض التشكيلات العسكرية، هو التحضير لصدام "جنوبي - جنوبي".. وإلا ماذا يعني ارسال الأسلحة إلى العاصمة عدن".
تابعت مساحة مسجلة على تويتر لسعوديين، فيها اشارات إلى "ان الرياض اختارت طهران كحليف مستقبلي".
إنشاء كيانات مناطقية في الجنوب يقول سعوديون ان الهدف منها "قطع الطريق على المجلس الانتقالي الجنوبي"، وقطع الطريق على المجلس الانتقالي يعني بشكل واضح "تمهيد الطريق امام إيران وأذرعها لأحتلال الجنوب"، بأسم اليمن الاتحادي، وان التدخل السعودي جاء لتوحيد اليمن مرة أخرى.
قد يسأل "ما هو شكل الوحدة الجديدة"؟، او السؤال بصيغة أخرى :"مع من سيتوحد الحوثيون؟.
- قد نجد الأجابة في سؤال أخر، ما هو الهدف من إنشاء كيانات مناطقية، وتشكيلات عسكرية في الجنوب؟.
التسوية السياسية الشاملة من المتوقع ان يكون هناك طرف ما خاسر، وطالما وهناك فكرة "الوحدة مع الحوثيين"، فالطرف المستهدف من هذه الاطراف، هو الجنوب، ولكن الخاسر في نهاية المطاف "هو من سيخسر الجنوب، لأنه من الاستحالة ان يخسر الجنوب المعركة الأخيرة، بل سيكسبها، وسيكون في وضع أفضل بكثير من ان يمضي في فكرة تحالفات هشة"، ولو من باب "الحفاظ على شعرة معاوية".
سيتحرر الجنوبيون من فكرة "الحفاظ على شعرة معاوية"، نحو خلق تحالفات لمواجهة لمواجهة الاحتلال الجديد، وما انتزعه الجنوبيون بالحرب، لا يمكن ان يتنازلوا عليه مهما كانت الضغوط والتهديدات، فالحرب قائمة ولم تتوقف للحظة، ولكن اتضاح الرؤية في خريطة التحالفات المستقبلية قد تحرر "المجلس الانتقالي الجنوبي" في اتخاذ خطوات ينتظرها الشعب على أحر من الجمر.

#صالح_أبوعوذل

مقالات الكاتب