د. وليد ناصر الماس
الموت البطيء للمواطن في الجنوب!!
يعلق البعض معترضا لماذا لا تتكلمون عن موضوع الفساد والفقر والنهب المنظم للموارد، وتردي الحياة المعيشية للمواطن، الشعب الجنوبي بحاجة لحركة تصحيح حقيقية تعيد لثورته بريقها ووهجها.
هذا صحيح لكن ما الضامن ان تكون هنالك استجابة شعبية، وان يخرج الشعب من سباته ويطالب بحقوقه المكفولة في الحياة بكرامة والشعور بالأمان.
قد تتكلم وتتكلم وتنادي وتصيح لكن دون فائدة، شعب لا يقرأ وان قرأ لا يعي وان وعي لا يستجيب ولا يدرك اين تكمن مصلحته، وما هي أولويات قيادته.
إن طالبت بالاحتجاج السلمي فلن تخرج المظاهرات، وإن خرجت فبأعداد هزيلة، ستقمع ويصنف ناشطوها ومنظموها بالخونة والعملاء، وحتى الفقراء المطحونين سيتسابقون علئ تصنيف دعاة الرفض لسياسة التجويع عن إنهم عملاء يجب سحلهم واعتقالهم.
سيخرج المدافعون عن الفساد وسياسة الفشل، مرجعين الفشل الذريع للحكومة لأسباب خارجة عن الإرادة، وتتصل بعضها باستعادة الدولة، التي ان خرجت المظاهرات ستتأخر تلك العودة لآجال يعلمها الله وحده.
سيقف في وجهك أعداد كبيرة من المطحونين، مشككين بسلامة أفكارك وتوجهاتك، ولن تسلم من الاتهام والتصنيف والأذى، لذا سيظل حالنا علئ هذا النحو وأكثر، ولن يحرك التدهور المعيشي الفضيع ساكنا، لأن هنالك جهل مستفحل لدى الشارع المحلي يصعب تجاوزه.
ليس من الحكمة إلقاء باللائمة في أوضاعنا المتدهورة علئ قيادات الشمال في الحكومة والمجلس الرئاسي رغم دورهم المخيب، إلا أنهم مجرد ضيوف عابرين، إذ لا يهمهم نجاح الحكومة بقدر فشلها، فالغالبية الساحقة من سكان الشمال تقع خارج نفوذ هذه الحكومة.
وبالمناسبة يتواجد الجنوبيون بمقدار النصف في الحكومة وفي المجلس الرئاسي، فضلا عن سيطرتهم الميدانية على الأرض، وبمقدورهم إحداث التغيير المرجو لخدمة المواطن في الجنوب، وباستطاعتهم الضغط الشعبي على الحكومة وعلى الخارج إيضا، لكن لم نلحظ شيئا من هذا القبيل، وهذا يلقي بكم هائل من الأسئلة عن سر هذا التقاعس.