د. صبري عفيف العلوي

تفاهة التعويض المزعوم

وكالة أنباء حضرموت

عن أي تعويض يتحدث هذا المعتوه، هل التعويض المادي أم المعنوي؟ عن أي جيل يتحدث لكي يعوضه؟ أيعقل  من كان بالأمس جلادا لهذا الشعب صار  اليوم يجوس حول الديار ؟ أسألوه عن أي رقم يستهدفه التعويض.

أخبروه أن الرقم ٥٢ ألفا   التي ذكرها العليمي في قراره ما هي إلا قطرة من بحر ظلم ساد جوره في يوم مقداره الف يوم مما يعدون، فهناك شعب في الجنوب تجرع مرارات الاحتلال اليمني طوال ثلاثة عقود ونيف، أيام جور وظلم  شابت فيها الطفولة، وجن فيها كل رجل حليم، وضاعت فيه الحكمة والعقل والروح معا، فعن أي تعوض تتحدث يا هذا ؟؟

أي فئة عمرية يريد يعوضها العليمي؟ هل هي فئة الأطفال؟ أم فئة الشباب ؟ أم فئة الآباء الذي تهيكلوا  بين ظهرينا من القهر والجوع والمرض؟؟

إنه شعب بأجياله الثلاثة نالهم عذابا - ايها القامدون الينا بقوة الحديد والنار-  لم يناله أحد من العالمين، فشعب فلسطين خلال سبعون عاما لم يصبه ولو الشيء القليل مما تجرعه شعبنا في الجنوب، عن أي تعويض تتحدث، إن شعب الجنوب لا يكفيهم التعويض ولو ملئ الأرض ذهبا، والبحر يمده من بعده بسبع مثلها.

أجبني يامن تجهل من نحن!!! أني أسألك من المقصود ياهذا بالتعويض؟ هل هو جيل الآباء الذي وقع  معكم مشروع إعلان الوحدة؟، أن كنت تقصده، فأني ساخبرك الخبر اليقين، فذلك الشعب والشعب كله فقد أصابهم القهر والذل والحرمان بمقتل ولم يتبق منهم إلا القليل، فمنهم من قضى نحبه بعد أن قرب أعمارهم عذابكم، ومنهم من ينتظر عليل على فراش الموت.

أما جيل الأبناء الشباب الذين اسميتومهم ذات يوم بجيل الوحدة والبالغ عددهم مليون ونصف سنة، فمنهم من قتلتهم أيديكم وأرهابكم ومازالتم، ومنهم من تهجر في بلدان الشتات للبحث عن لقمة العيش ولم يعد، ومنهم من درس على حسابه الخاص وتعلم في الجامعات بعد أن باع كل ما يملك وها هو الآن في رصيف العاطلين عن العمل، هل يعلم العليمي أن في جامعة عدن ١٣٠٠ دكتوراه ومعيدا بلغ بهم العمر عتيا ولم يجدوا راتبا او وظفية في وطنهم المنكوب،وكاتب هذا السطور واحد منهم، وأمثالي الكثير، هل يعلم العليمي أن المقيدون من أبناء شعب الجنوب في الخدمة المدنية تجاوزوا ٣٠٠ الف شاب كادر وعاطل عن العمل،  أما فئة الأطفال فحدث ولا حرج فقد تركوا المدارس وأصبحت الأمية والعوز والجهل يخيم على فلذات أكبادنا نتيجة مؤامراتكم الدنيئة التي دمرت. المؤسسات التعليمية، التي كانت ذات يوم مفخرة بين الامم حين حصدت دولة الجنوب بشهادة الأمم المتحدة في عام ٨٤ المرتبة الأولى في جزيرة العرب بخلوها من الأمية.  

عن أي تعويض يتحدث هذا الرجل المعتوه، هل أصيب بالجنون، أم وصل به التضخم في الذات لحد العظمة.

اقلعوا تلك الجرثومة من بين صفوفنا والا أن رائحة النتنة ستفوح من مرابضها وقد تصيب شعب الجنوب بمقتل، وحينها لا يفيد الندم .


العاصمة السياسة عدن

١٨ مايو ٢٠٢٣

مقالات الكاتب