د. صبري عفيف العلوي

قراءة في تصريح اللواء البحسني

وكالة أنباء حضرموت

إن المتتبع لخلفية التصريح الذي أدلى به اللواء البحسني  يرى أنه جاء بعد ثلاثة أحداث مهمة وهي:
١-  تعلق عضويته في مجلس الرئاسي المؤقت، نتيجة عدم تجاوب المجلس الرئاسي مع مطالب حضرموت المتوافق عليها في اتفاقية ومشاورات الرياض
٢-  قيامه بزيارة خارجية ناجحة شملت عدد من الدول العربية لمناقشة بعض القضايا المهمة.
٣- قرار تعيينه نائبا لرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، ضمن الهيكلة التي أجراها المجلس في هيئاته القيادية والتنفيذية وذلك بعد عملية الحوار الوطني الجنوبي التي جرت في مطلع شهر مايو الجاري.

وفي يوم أمس وصل القائد اللواء البحسني عضو مجلس القيادة الرئاسي المؤقت ونائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي إلى مدينة سئيون، حيث أدلى بتصريح صحفي عقب وصوله، عبر من خلاله عن سعادته بعودته إلى أرض الوطن، وتواجده في مدينة سيئون بين أهله وناسه، مبررا في بداية تصريحه عن  فترة غيابه عن حضرموت، لم يكن لرحلة سياحية، بل كان  لمعالجة بعض الملفات السياسية المهمة والمهمة جدا، مفصلا طبيعة تلك المهام بقوله: "  مهمة لحضرموت مهمة للجنوب مهمة للوطن"  وكل تلك الملفات التي تتطلب حلول لمعالجتها.

وفي المحور الثاني لتصريحه تحدث عن قيامه بمهمة تقييم للمؤسسات بمحافظة حضرموت، ابتداء  بالسلطات المحلية بالمديريات، والمرافق الحيوية المهمة، للاطلاع عن كثب على مستوى أدائها، وأوضح أن الزيارات ستشمل الأجهزة العسكرية والأمنية أيضًا لتقييم عملها، مؤكدًا أنه سيتم تنفيذ مبدأ الثواب والعقاب مع المنضبطين والمقصرين في أداء واجباتهم.

ثم تركز المحور الثالث من التصريح في أهمية المرحلة القادمة التي تتطلب أن يكون العمل فيها بشكل جماعي وهذا العمل يرتبط بقضايا الجنوب حيث أشار مباشرة  إلى أن قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي تحضّر لعقد الدورة السادسة للجمعية الوطنية في الـ21 من مايو 2023م في محافظة حضرموت.من أجل التشاور والتداول حول النتائج التي توصلت إليها مخرجات الحوار الوطني الجنوبي والنظر إلى المستقبل.
وقد أكد أنه أصبح عضوا في قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، ولفت إلى أن أبناء حضرموت لن يختلفوا أبدًا حول مصير محافظتهم، كون أن المواقف التي تمّت على خلفية المتغيرات السياسية من أجل تعزيز الخيار الأفضل للمحافظة وتثبيتها في خارطة المسار السياسي الجديد.

وفي المحور الرابع من تصريحه أشار فيه إلى  جهود التسوية السياسية في البلاد التي وصفها بأنها" تمشي بطريقة سريعة، وأن العدو المتمثل بميليشيات الحوثي بات معروفًا للجميع". وتطرق إلى إرادة شعب الجنوب بقوله: " إن الجنوبيين اليوم يرفضون فكرة التوحّد مع هذه الميليشيات..ومش معقول نتوحد مع الحوثيين حتى أن ابنا الشمال أنفسهم لا يرضون أن نكون تحت سلطة الحوثي، وأشار أن هذا هو طلبنا الحل العادل وهناك حلول شبه واضحة والحل العادل واضح  وشدد على ضرورة أن يستعد أبناء الجنوب كافة ويسخروا جهودهم لنيل الاستحقاقات القادمة، وطالب بمشاركته في هذا الرأي وقال يجب أن نستعد بتضامن قوي وواسع وكل الجنوبيين يجب أن يلتحموا حول بعضهم البعض وهذا ما نسعى إليه قائلا أنا عندي امل ان هذا سيتم وكل القوى السياسية يجب أن يشتركوا على رؤية تجمعهم في الحوار ويحملون فكرة ورؤية ماذا يريدون للجنوب هذا ما سنسعى إليه في الأيام القادمة، وفي نهاية تصريحه صرح قائلا : إن العلاقات الدبوماسية مع أخواننا في المناطق الشمالية ستقف مع إخوانهم بقوله " إن أبناء الجنوب لن يتخلّوا عن إخوانهم من المناطق الشمالية الذين قاوموا الميليشيات، بل سيدعمونهم في سبيل التخلص من ميليشيات الحوثي..

مما سبق تبين أن هناك مرحلة جديدة تتبلور في المشهد السياسي الجنوبي واليمني، ففي محاور التصريح التي أدلى به البحسني ترتسم ملامح المرحلة، حيث أن ما صرح به البحسني جاء متواكبا مع مخرجات الحوار الوطني الجنوبي.
ويعد هذا اول تصريح للبحسني بعد تعليق عضويته وكذلك اول تصريح له بعد تعيينه نائبا لرئيس المجلس الانتقالي، مما يؤكد على أن الجنوب قادم على مرحلة جديدة تتطلب تكاتف الجميع نحو الهدف المشترك لأبناء الجنوب.  

١٤ مايو ٢٠٢٣م

مقالات الكاتب