د. وليد ناصر الماس
أسباب وراء تراجع شعبية أردجان!!..
من الأسباب الرئيسية التي ساهمت في تراجع شعبية أردجان وحزب العدالة والتنمية، في الشارع التركي:
تدخل انقرة الفاضح في الشأن السوري منذ 2011م، فقد ساهمت تركيا في دعم وتمويل العدوان علئ سوريا، وتبنت الإرهابيين ووفرت لهم كل أشكال الدعم من إقامة معسكرات للتدريب، وإمدادات للسلاح، وتوفير مقرات إقامة للمسلحين، حيث باتت الأراضي التركية نقطة انطلاقة للعناصر الإرهابية على سوريا..
لم يكن الملف السوري بتلك البساطة كما صورتها المخابرات الدولية، فقد تصدى الجيش العربي السوري ببسالة للعدوان الكوني، متماسكا بشكل منقطع النظير، والتفت جموع الشعب حول مؤسساتها رافضة هذا العبث.
كان للأزمة السورية ارتدادات قوية علئ النظام التركي، فقد تسببت الجماعات الإرهابية من داعش والنصرة والقاعدة وغيرها في تشريد ملايين السوريين من وطنهم، وتدفق أعداد كببرة منهم علئ الأراضي التركية، مما تطلب من الحكومة التركية المزيد من الإنفاق على منطلبات إقامتهم، وهو ما انعكس سلبا علئ الاقتصاد التركي، بما يمثله وجود كل هذه الأعداد من ضغط على الخدمات العامة.
ولا يفوتنا في ذات السياق الإشارة لأطماع أنقرة في الإراضي السورية، فزادت من نفقاتها إعدادا وتسليحا لعناصر ما يسمى بالجيش الحر، وهي مجاميع مسلحة موسومة بالعمالة والخيانة، وجدت لتدمير المقدرات السورية وتسليمها لتركيا.
تسببت الفوضى التي عمت كامل سوريا والتي ساهمت أنقرة بجزء وافر منها، تسببت في تمكين أكراد سوريا من السيطرة علئ مدن وبلدات عدة في الشمال السوري، مما شجع علئ التفكير بالانفصال في ظل تماهي ودعم أميركي، فدفع ذلك نظام أردجان الحاكم للتدخل لمواجهة المشروع الكردي في سوريا، مما انعكس ذلك على مكانة وشعبية أردجان أمام أكراد الداخل التركي، وهم يمثلون شريحة انتخابية مهمة.
من الأسباب الثانوية التي ساهمت إيضا في تراجع شعبية حزب العدالة والتنمية، جائحة كورونا التي اجتاحت تركيا كسائر أقطار أوروبا المجاورة، متسببة في تراجع الاقتصاد التركي. كما أدى الزلزال المدمر الأخير الذي ضرب جنوب تركيا، متسببا في خسائر مادية وبشرية كبيرة، وقفت الحكومة التركية شبه عاجزة عن مواجهة تبعاته، انخفظت مع ذلك شعبية الحزب الحاكم في هذه المناطق.