د. صبري عفيف العلوي

محاسبة المفسدين لا هيكلتهم

وكالة أنباء حضرموت

لا تخلو أي مؤسسة أو هيئة أو حزب سياسي من مرض العصر الذي أصاب الأمة العربية، واليمن والجنوب، ألا وهو الفساد الإداري والمالي والقيمي. لقد توغلت تلك الآفة الخطيرة إلى جنوبنا منذ أن توغلت الآلة العسكرية الغازية للجنوب في صيف 94م، وأصبحت تلك الكارثة وسيلة لترسيخ وتعزيز دعائم وأركان الاحتلال اليمني طوال 33 سنة، وها نحن اليوم على أعتاب الحرية التي رويت بالدماء والاشلاء الطاهرة التي تناثرت بكل حقول وسهول ووديان وهضاب هذه الأرض الطيبة أهلها. فبعد مرور بعضة أعوام من التحرير أنه لمن الخزي والعار أن تظل آفة الفساد بكل أنماطها تنخر في جسد هذا الأمة العربية الأصيلة، هيا لنبدأ أولا في تطهير مؤسسات الثورة الجنوبية المتمثلة في المجلس الانتقالي الجنوبي التي تسلل الفساد الاخطبوطي خلسة وأصبح له ركائز وأعمده، فهناك من العناصر المتمصلحة الباحثة عن تحقيق أغراضها الشخصية الضيقة رامية مصلحة الشعب والقضية ورأى الحائط، ومتناسية عهدنا للشهداء والجرحى والمعتقلين، فتلك الشعارات التي ترددت أصواتها في ساحات الميدانيين لم تمر على أذانهم ذات يوم (عاهدنا كل الشهداء والجرحى والمعتقلين...لن نتراجع لن نهدأ حتى طرد المحتلين) وطرد المحتلين طرد ماديا ومعنويا طردا لكل ثقافته وعاداته وسلوكه الدنئ وثقافته الهابطة. ولن ننسى أيضا ذلك القسم المشهور في اليوم المشهود الذي ردده المناضل الجنوبي احمد عمر بن فريد العولقي في منصة مذبحة الحرية بردفان( نقسم بالله العظيم ان دم الجنوبي على الجنوبي حرام نقسم بالله العظيم دم الجنوبي وماله وعرضه حرام) فكيف لها تلك العناصر أن تتجاوز الخطوط الحمراء التي رسمها شعبنا الجنوبي بالدماء الزكية، نقول لها : إلى هنا يكفي استغلال طيبة القائد وسعة صدره وثقته وعفوه، وكذلك متخذة من حساسية المرحلة مدخلا لممارسة فسادها وإفسادها. إننا في الميدان ندرك ونتابع كل تلك العناصر الشاذة التي تنخر في جسد المجلس الانتقالي الجنوبي، فبعد مرور 6 أعوام تجلت كثير من المواقف وكشفت عما ينفع الناس والزبد فيذهب هباء. إننا نوجها من هنا رسالة عاجلة إلى سيادة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي الذي بعث من رحم المعاناة وكان وجوده في هذه المرحلة العصيبة هبة لهذا الشعب، لقد آن الآوان أن تفتح أبواب الثواب والعقاب وتعطي كل ذي حق حقه وتحاسب كل من أساء وأفسد وعبث واستغل الوظيفة العامة لمصالح شخصية، أنانية، بعيدة كل البعد عن الهدف المنشود. الحمد لله اليوم اختتمت النخب السياسية والاجتماعية والثقافية الجنوبية في العاصمة عدن لقاءها التشاوري الأول الذي يؤسس لمرحلة جديدة تحمل شعار الجنوب لكل أبناءه. لقد دقت ساعة العمل والانطلاق نحو الهدف المنشود, دون الالتفات إلى الوراء أو الاتكاء على تلك العناصر المريضة المدبغة قلوبها وأيديها بالفساد وحب الذات والأنانية المقيتة. لسنا متحاملين ضد شخص بعينه أو فئة محددة، بل حرصيين كل الحرص على مصلحة الشعب والأمة الجنوبية التواقة للحرية والعدالة والكرامة والعيش الكريم، ولن تكن تلك القيم لتتحقق مادام المرجفون واللاعبون بمقدرات الشعب ومبادءه وقيمه ولهم جولة وصولة في مراكز القرار في المجلس الانتقالي الجنوبي ومفاصل إدارته. نحن نتكلم عن حرص وقلق لما قد تؤول إليه الأمور في حالة ترك هؤلاء المتسلقين الباحثيين عن مصالحهم الشخصية التي تقزم هدف ومبادئ قضية شعب الجنوب بوظيفة عامة يتم نهبها دون أن يسأل ذات ماذا حققه لنصرتها، فلربما رجل بسيط من أبناء الجنوب في باصه أو دكانه أو مدرسة أو في قارعة الطريق يقدم للقضية وشعبها أكثر بكثير من ذلك المدعي أنه حامل للقضية ومدافعا عنها. أننا نأسف أن يصبح الانتماء للمجلس الانتقالي الجنوبي هو ولاء وظيفي ليس إلا ومتى ما انقطعت تلك الوظيفة أو المصلحة أو شح موردها تحول صاحبها إلى خصم لدود للقضية وحاملها. لقد صمتنا كثيرا عن مثل تلك الشخصيات، وقد بلغ السيل الزبى وأننا نأمل من قيادتنا الرشيدة أن تتخذ قرار الهيكلة سلما للمحاسبة والمراقبة وسن مبدأ الجزاء لمن أحسن وأخطاء ولا تخأذكم رئفة بمن لا يملك مثقال ذرة من الوطنية والإنسانية والانتماء والولاء للوطن وقضيته وشعبه. نشد على أيديكم ونحن كنشطاء مستقلين ننضوي تحت أطار منظمات المجتمع المدني الجنوبي المستقلة سوف نمدكم بما لدينا من الملفات والتقارير واستطلاعات الرأي التي انشغلنا عليها على مدى الأعوام المنصرمة. وفقكم الله لكل ما فيه الخير لشعبنا وقضيتنا الوطنية العادلة.. وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ العاصمة السياسة عدن 7 ابريل 2023م

مقالات الكاتب