صالح أبوعوذل

الجنوب واليوم العالمي لحرية الصحافة

وكالة أنباء حضرموت

الـ3 من مايو من كل عام، "اليوم العالمي لحرية الصحافة"، المعتمد من الجمعية العامة للأمم المتحدة، تقول يونسكو إن يوم 3 من مايو بمثابة الضمير الذي يذكّر الحكومات بضرورة الوفاء بتعهداتها تجاه حرية الصحافة، ويتيح للعاملين في وسائل الإعلام فرصة الاهتمام بقضايا حرية الصحافة، والأخلاقيات المهنية".
هذا الحدث هو مناسبة سنوية، تعمل المنظمات الحقوقية ذات الصلة بالحريات الصحافية، على تذكير الحكومات بالانتهاكات التي حدثت من سابق، وتحذر من تكرار أي انتهاكات مستقبلية.
في الجنوب تعرضت الصحافة للقمع منذ ان فجر الـ7 من يوليو 1994م، حين تعرض الاعلام، لأبشع أنواع القمع والتنكيل، الى درجة انه تم إقصاء الصحافيين والإعلاميين الجنوبيين لمصلحة "أخرين" ليس لهم أي صلة لا بالإعلام الوطني العريق في عدن، ولا بالإعلام والصحافة بشكل عام.
ما تعرض له الإعلام والصحافة في الجنوب منذ حرب 1994م، ما كان له ان يحدث لولا الهيمنة العسكرية والنزعة الجهوية اليمنية التي فرضت إدارات على المؤسسات الإعلامية والصحافية العريقة في عدن، لشخصيات من خارج الجنوب.
بفعل الانتهاكات التي تعرض لها الجنوب، كان الصحافيون أبرز من دفعوا ثمن دورات العنف اليمنية، وخلال السنوات القليلة الماضية تعرض الصحافيون الجنوبيون لعمليات استهداف ممنهجة من قبل قوى الاخوان والحوثيين، وهنا نستذكر الشهيد البطل نبيل القعيطي الذين اغتيل اثر عملية مدبرة سلفا، وكذا الزميلة الصحافية رشاد الحرازي التي استهدفت برفقة زوجها الزميل محمود العتمي في العاصمة عدن.
وكذا الزملاء الذين قضوا في الهجوم الإرهابي الذي استهدف محافظ العاصمة الأمين العام احمد حامد لملس، وأبرزهم الصحافي الكبير أحمد بوصالح.
على الرغم من المتغيرات التي طرأت على الساحة السياسية منذ 2015م، الا ان الصحافة والإعلام الرسمي وفي طليعته "تلفزيون وإذاعة عدن"، بعيدا عن العاصمة وجرى استنساخ تلفزيون عدن في مدينة جدة السعودية والضاحية الجنوبية في لبنان".
لعل ما اود الإشارة اليه هنا، هو استغرابي التجاهل لهذه المناسبة السنوية من قبل الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي، ونقابة الصحافيين الجنوبيين، اللتان لم تشيرا الى هذه المناسبة، وانا هنا ابرر لهم انهم مشغولون بأعمال أخرى، ولكن هذه مناسبة كان يجب ان لا تمر دون ان يقف الجميع امام كل الانتهاكات التي تعرض لها الصحافيون في الجنوب.".
يحسب للمجلس الانتقالي الجنوبي انه جعل سقف الحريات الصحافية أعلى، وهذا أمر يحسب للمجلس الانتقالي على الرغم من هذا له تداعياته سلبية،  لكن الانتقالي يرى ان الانتقاد حق مكفول للجميع دون استثناء.
الشيء الأخر، اعتقد ان مجلس القيادة الرئاسي، لم يعد لديه أي مانع من عودة اعلام عدن العريق "إذاعة وتلفزيون"، خاصة وان الكثير من منتسبي هذا الصرع الإعلامي العريق دون اعمال والبعض منهم يعاني من المرض والأخر توفي في صمت دون ان يتم الالتفات لهم.
الرحمة والخلود كل ضحايا العنف ضد الصحافة في كل مكان.
#صالح_أبوعوذل

مقالات الكاتب