د. صبري عفيف العلوي

اتفاقيات مسعرة للحرب الحلقة الأولى معاهدة الطائف..1934م

وكالة أنباء حضرموت

معاهدة الطائف هي معاهدة تمت عام 1934 م بين المملكة المتوكلية الهاشمية والمملكة العربية السعودية، عقب مفاوضات بين الجانبين تمت في 18، و19 مايو 1934، بوساطة المجلس الإسلامي الأعلى. أعلن الاتفاق نهاية الحرب السعودية بين البلدين التي اشتعلت في الثلاثينيات من القرن العشرين بسبب أراضي الإمارة الإدريسية، وإقامة علاقات سلميّة بين الدولتين.

ونصت معاهدة الطائف على وقف الحرب بين البلدين، واستقلال كل منهما، كما قامت بتعيين الحدود بينهما، وتحددت مدة سريانها بعشرين عاماً على أن تجدد من تلقاء نفسها ما لم يعرب أحد الطرفين أو كلاهما عن رغبته في تعديلها.
حصلت هناك معارضة شديدة داخل نظام الحكم في صنعاء مما أدى إلى تنفيذ محاولة انقلاب في 48م وبعدها 
وبعد مرور 20 عاما تم تجديد الاتفاقية عام 1954م.
لم يستمر نظام صنعاء الموقع على المعاهدة ففي 62م سطير الجمهوريون على الحكم واستمرت الحرب 8 سنوات، وتم التوافق الوطني بين الملكيين والجمهورين الا أن قرب التجديد على الوثيقة حان موعده ففي عام  1974، طلبت السعودية اعتماد الحدود نهائيا ووافق وزير الخارجية اليمني آنذاك على الطلب إلا أنه قوبل برفض شعبي وسياسي كذلك أدى إلى رفضه مما أدى إلى تعطيل تجديد المعاهدة..

وظلت تلك المعاهدة معلقة عن العمل بها دون تجديدها حتى جاء عام 94م الذي يعد التجديد الثالث للاتفاقية مما جعل نظام صنعاء تلك المعاهدة سبيل المقايضة باستمرار احتلاله للجنوب مقابل التوقيع على اتفاقية تجديد المعاهدة بل إن عبد الكريم الارياني حولها من تجديد معاهده إلى اتفاقية ترسيم الحدود نهائيا بين الجمهورية العربية اليمنية لاسيما أن الجنوب واقع تحت الاحتلال اليمني. وكانت الضمانات لاستمرار تلك الوثيقة هو احتلال الجنوب.
وهذا ما تم بعد حرب صيف 94م حيث أن المفاوضات بين نظام صنعاء والرياض استمر ستة سنوات وفي عام 2000م تمت التوقيع على اتفاقية جدة وترسيم الحدود اليمنية السعودية لاسيما الأراضي المتعلقة بمعاهدة الطائف.

لكن الواقع تحول وحين بدأ الحوثي بالحديث عن الأراضي اليمنية وحتمية استعادتها وتمت السيطرة على صنعاء كانت بداية مرور 20 عاما الأخرى لزمن تجديد المعاهدة إلى أن حرب 2014.
وها نحن اليوم بعد مرور 8 سنوات حرب مؤشرات إيقاف الحرب وتجديد تلك الاتفاقيات المتعلقة بالحدود اليمنية السعودية.

مما سبق تبين أن الصراع الحدودي بين المملكة ممتد منذ الثلاثينات حتى اللحظة وهذه الاتفاقية تكاد تكون هي مصدر الصراع الأول الذي تشعل الحرب في اليمن .

بينما الجنوب العربي والوحدة الجغرافية والاجتماعية والثقافية بين الشعبين كانت مصدر أمن واستقرار للمنطقة لاسيما المملكة العربية السعودية، فمنذ قرن من الزمن وهاذين البلدين الشقيقين المتداخلين في عاداتهما وعقديتهما وثقافتهما ومصيرهما المشترك. .


أما آن الآن لمعرفة دقائق الأمور وقراءة التاريخ قراءة سياسية لكي نصل إلى الحقائق التي تكشف المعلومات والاراء المزيفة والتي تسهم في إرباك المشهد وإشعال النيران والحروب في المنطقة.


العاصمة السياسة عدن

17- يناير -2023م

مقالات الكاتب