ناصر التميمي
كارثة النزوح
منذ العقد الأول من القرن العشرين وتحديداً ابان حكم اسرة حميد الدين ،التي حكمت الشعب اليمني الشقيق بالحديد والنار ،ومارس ضدهم الإمام يحيى حميد الدين سياسة التعذيب والتجويع والجهل وعزل اليمن الشقيق عن محيطه العربي والإسلامي والعالم اجمع واستخدم القوة ضد معارضيه وعامة الشعب في العربية اليمنية ،وجراء هذه السياسية التي مارسها عليهم الإمام هاجر الآلاف من ابناء اليمن جماعات وفرادى الى الجنوب العربي هربا من بطش الإمام وحاشيته،واستقر بهم الحال في الجنوب العربي كنازحين من ظلم الحكام .
فبعد احتلال الجنوب بالقوة من قبل نظام صنعاء في عام 1994م الظالمة ارتفعت وتيرة النزوح الممنهج هذه المرة كانت موجة النزوح تضم قيادات عسكرية وسياسية ودينية كبيرة بإيعاز من قبل الهالك عفاش عراب سياسة التوطين اليمني الممنهج في الجنوب العربي، حيث قام عفاش بإقتطاع مساحات شاسعة في من الأراضي السكنية اغلب المحافظات وحولها الى مدن لأبناء العربية اليمنية دون غيرهم الهدف منها كان سياسي بحتة لإحداث تغيير ديموغرافي في التركيبة السكانية في الجنوب .
بعد السيطرة صنعاء اليمنية من قبل أتباع ايران نزح مئات الآلاف من اليمنيين بحجة الحرب ومايزال هذا النزوح مستمر الى اليوم ،وهي أكبر موجة نزوح يشهدها الجنوب على مدى تاريخه القديم والحديث،رغم ان بعض المناطق اليمنية لاتوجد فيها معارك قط والنزوح منها متواصل لم ينقطع بعد رغم توقف المعارك في كل الجبهات في العربية اليمنية ،نحن كجنوبيين ندرك جيداً حجم المؤامرة التي تحاك ضد شعب الجنوب من خلال اغراقه في وحل الأزمات الملاحقة في الخدمات وقطع الرواتب واقلاق السكينة والأمن عن طريق بعض الجماعات الخارجة عن القانون الذين تدفع بهم القوى اليمنية تحت حجة النزوح والملف الانساني الذي يعزفون عليه ليل نهار وتركوا مهمتهم الوطنية في حرب المليشيات الحوثية وفضوا الإنبطاح على خوض المعركة من اجل تخليص اهلهم من بطش أتباع الفرس.
تسعى القوى اليمنية الى العودة مرة اخرى الى الجنوب بطرق اخرى وملتوية بعد ان عجزت عن مواجهة قواتنا المسلحة الجنوبية في ميادين الشرف والبطولة،
فاستخدموا ملف النزوح كورقة ضغط على القيادة السياسية للقبول بالحلول المنقوصة التي لاتلبي تطلعات الشعب ولإفشال اي استفتاء شعبي للجنوب على البقاء في وحدة الغدر والخيانة او فك الإرتباط عن العربية اليمنية والى الأبد،قيادتنا السياسية تعلم بحجم المؤامرات التي تطبخ على نار هادئة وستفشلها كسابقاتها ولن تتنازل عن حق الشعب في تقريره مصيره أبدآ مهما كانت التضحيات.
لقد اصبح ملف النزوح اليمني الى الجنوب من اهم واخطر الملفات التي يواجهها المجلس الإنقالي الجنوب الى جانب كثير من الملفات الأخرى كقطع إلرواتب والخدمات والإنهيار الإقتصادي ،المطلوب من القيادة الضغط على المنظمات لاخراج النازحين من العاصمة عدن الى مخيمات النزوح حتى يسهل الإشراف عليها،لانها باتت خطر على امن العاصمة والجنوب مالم يتم تنظيمها من قبل الجهات المسئولة،والتي ستتحول الى كارثة على الجنوب في المستقبل فيما لو استمرت موجة النزوح دون حسيب او رقيب وسنعاني منها على مدى العقود القادمة.