د. صبري عفيف العلوي

تفكيك اتحاد أدباء وكتاب الجنوب من الداخل

وكالة أنباء حضرموت

بعد مرور شهرين على تقديم ورقة بحثية تقيم أداء أنشطة اتحاد أدباء الجنوب وفق معيار تعزيز الهوية الوطنية الجنوبية الجامعة التي عدل الاتحاد وأنشطته عنها بعيدا، وورقة التقييم تلك التي قدمها قبل الباحث صبري عفيف العلوي، قوبلت من قبل قيادة الاتحاد بالشتم والأساءة الشخصية ولم ترتق تلك القيادة إلى المكانة التي يشغلونها، كل ذلك لا يهم الآن، لكن الأهم وبعد فترة وجيزة من تلك الدراسة التقييمية قامت تلك القيادة نفسها باتخاذ قرار تعسفي ضد الدكتور الرائد والمؤسس عبده يحيى صالح الدباني بتهمة الخيانة والكتابة ضد الاتحاد، رغم أنه بعيدا كل البعد عن مسارات التقييم، إلا أنهم أتخذوا من الدكتور عبده يحيى هدفا لمشروعهم الاقصائي ، متناسين القيم الأدبية واللوائح التنظيمية، ساعين في الوقت نفسه إلى تحويل الاتحاد الى كتيبة عسكرية تخضع لهم بالولاء المطلق.
لقد أنهت قيادة الاتحاد المنتهية شرعيتها بمرسومها قرار الفصل رقم 1 لعام 2023م ، استقلاليّتها والطبيعة الديمقراطية التي أسس عليها الاتحاد وتحوّيله إلى أداة أخرى من الأدوات التي يسيطر عليها، يبدو أنّ الأمور في الاتحاد ذاهبة باتجاه "دكتاتورية مركبة " في ظلّ إصرار قيادة الاتحاد على الاستمرار في مشروعهم الفوضوي القائم على تفكيك كلّ ما راكمته تجربة المجلس الانتقالي الجنوبي الديمقراطي في الجنوب على أمل بناء مؤسسة وطنية جنوبية تعزز الهوية وتنمية الانتماء لدى أفراد المجمتع،

أننا في هذا المقام نعلنها للجميع أن  المؤسسات الوطنية الجنوبية وكل الهيئات التي تأسست على نهر من الدماء الشريفة وعصارة فكر للنخب والكفاءات العلمية خلال مسيرة ثورتنا المباركة،  لن تكون مظلة للأقصائيين أو الانتهازيين الذي لم تمسهم حرارة شمس النضال.

فمنذ اليوم الأول لتأسيس الاتحاد كشفت عدد من الشخصيات أقنعتها وبإصراراً منها على فرض رؤيتها أبتدأ بالأهداف والأسس والمبادئ والشعار وعملت على تنفيذ خطتها الهادفة إلى إعادة تشكيل عصبتها كاملة، وفقاً لرؤيتهم المنفردة في محاولة للإمساك بكامل خيوط القرارات الإدارية والمالية واستكمال السيطرة على الاتحاد الوطني الجنوبي. وتجميد عدد من أنشطته وفروعه في محافظات الجنوب. واختتم اليوم بتجميد عضوية الدكتور عبده الدباني ومن ثم فصله نهائيا من إدارة الدائرة الثقافية بغرض استبدله بعضو ضعيف يسيطر عليه.

وبالتالي، يرى عدد كبير من الأعضاء والمهتمين بالشأن الأدبي في الجنوب أنّ ما قامت به قيادة الاتحاد من إجراءات وممارسات متتابعة ومتناسقة منذ تسلّمهم رئاسة الاتحاد ، وما سيقوم به في الفترة المقبلة، يدخل في صلب خطتها الهادفة إلى تفكيك عُرى الأسس الديمقراطية الناشئة في الاتحاد التي تعد انموذجا للجنوب الكبير .

إن هذا العبث مؤشر خطير حين تجعل من رئيس الاتحاد أو أمينه العام أن يكونا وحدهما المتحكّمين الفعليين في ما بقي قائماً من دوائر لا ينازعهما أحد في أي شيء، ولا ينتقدهما أحد في أيٍّ من تأويلاتهما الفريدة، وصولاً إلى تكريس الحكم الفردي التام، بعيداً عن أي شكل إداري ديمقراطي كما تنص عليه وثائق الاتحاد.

قيادة الاتحاد ، بسيطرتها على كل شئ، يكون قد دقّ آخر مسمار في نعش أهم تجارب المجلس الانتقالي الجنوبي الذي ينشد الديمقراطية في جل مؤسساته المدنية .

خلاصةً لما سبق، إن قيادة الاتحاد بسيطرتها على هذا الأمل المنشود ، التي كان نتاجاً لنضال سياسي ومدني كبير لدمقرطة مؤسسات الثورة، ووضعها تحت جناحيه على الأقل أربع سنوات، يكون قد دقّ آخر مسمار في نعش أهم تجارب المجلس الانتقالي الجنوبي، واستبدالها بدكتاتورية مفرطة من خلال التفكيك الممنهج للاتحاد، وهو مؤشر هدم لباقي المؤسسات الوطنية الثورية.

وبحسب استطلاع للآراء أجراه كاتب هذا السطور عن أداء الاتحاد في محافظات الجنوب خلال عام 2022م الذي أكّد تراجعاً حادّاً في أنشطته الوطنية التي وصلت إلى 23.2% فقط، وهو أدنى مستوى وصل إليه الاتحاد مقارنة مع باقي المؤسسات الوطنية الثورية، وأكد الاستطلاع تزايد نسبة  المعارضين أو غير الموافقين على سياسات قيادة الاتحاد وإجراءاتها الإدارية.

مما سبق ندعو القيادة السياسية ممثلة بالرئيس القائد عيدروس الزبيدي بسرعة تنفيذ قرار التدوير على مؤسسات وهيئات المجلس الانتقالي الجنوبي قبل الانهيار المدوي.

وكذلك ندعو الأعضاء في الاتحاد بممارسة النقد البناء وإزاحة الكابوس عن اتحادهم ومشروعهم الوطني قبل أن يتحول إلى دكان لبيع البسكويت.

اللهم أني بلغت اللهم أشهد


العاصمة السياسية عدن
 

مقالات الكاتب