ناصر التميمي

وأخيرا تحقق الحلم !

وكالة أنباء حضرموت

ما كان مستحيل بالأمس 
أصبح حقيقة داخل عاصمة الجنوب عدن التي سيلتقي فيها اكثر من الف من الكوادر الصحفية والإعلامية الجنوبية لأول مرة منذ مابعد كارثة احتلال الجنوب في صيف عام 1994م في أكبر حدث اعلامي جنوبي بإمتياز سيتمخض عنه كيان نقابي اعلامي تحت رأية الجنوب،وسيطوي الجنوبيين صفحة النقابة اليمنية السوداء والى الأبد غير مأسوف عليها،لانها المسئولة الأولى عن كل الجرائم الوحشية تعرض لها الكادر الجنوبي إبان عهدهم الملئ بالظلم والإضطهاد والتعسف.

انا لست أدري بماذا أبدأ كتابة مقالي هذا المتواضع؟بسبب الفرحة الكبيرة التي اعيشها هذه الأيام والسعادة التي غمرت نفسي بقرب تدشين المؤتمر واختياري ضمن مندوبي حضرموت الذين سيشاركون فيه،ولكني مسكت قلمي وأرغمته على الكتابة وبدأت أسرد هذه الجمل والعبارات التي تنم عن مافي جوفي من سعادة كبيرة لا أستطيع أن أصفها،والله انها لحظة تاريخية هامة لن تتكرر أبدأ،لانها جاءت مع بداية عهد جديد يشكل في الجنوب والإقليم والعالم وسيكون لهذا الحدث التاريخي الهام االذي يعد بمثابة جرس انذار لمن مايزال في أذنه صصم ولايريد الاعتراف بالمعطيات الجديدة التي تحققت مابعد عام2015م إيذاناً بقرب موعد التحرير واعلان قيام الدولة الوليدة.

والله حقيقة كانت موجودة في نفوسنا اننا لم نتذمر مما اصابنا من اجحاف من قبل نظام صنعاء لأننا كنا على يقين بأنه سيأتي اليوم الذي تتكسر فيه قيود العزلة التي فرضت علينا وسينجلي معها الليل الحالك بإذن الله،وبصبرنا وعزيمة ارادتنا القوية الصلبة، هانحن اليوم ننجز أكبر مهمة لننطلق بعدها لمواجهة ماكنة الكذب والتزوير التابعة للقوى اليمنية التي تسوق لنا بضاعتها الفاسدة عبر قنواتها وصحفها ومواقعها الرمادية المغلفة بثوب الحقد والخداع وتغذية روح الفته عبر مهرجيهم اصحاب البطون الجوفاء التي لا تشبع.

نجاح هذا المؤتمر هو نصر جنوبي يضاف الى كل المكاسب الجنوبية العظيمة التي انتصر فيها الجنوبيين بدءا بمعركة تحرير الجنوب من مليشيات الحوثي الايرانية والتنظيمات المتعاونة معها وتأسيس المجلس الانتقالي وتشكيل الجيش والامن الجنوبي واليوم نجحنا في انتخاب قيادة وكيان نقابي جنوبي موحد وتحت راية الجنوب،والله كم انت عظيم ياشعب الجنوب لقد اذهلت العالم بما انجزته في فترة وجيزة وكل الدول باتت تحترم ادراتك وهي تتعاطى معنا كأصحاب قضية عادلة،وهذا مالم يتحقق لو ما وجد المجلس الإنتقالي والقيادة الحكيمة برئاسة الرئيس عيدروس الزبيدي،اعلن عن المجلس الذي قالوا عنه ولد ميت وفتحنا كل الأبواب والأقفال الفولاذية التي كانت مؤصدة في وجه الجنوبيين،واليوم شكلنا كياننا النقابي فالمكاسب التي ستتحق لشعبنا بعد ولادة هذا الكيان النقابي كبيرة ستكون لها اثر ايجابي على المستوى الدولي.

جهود كبيرة بذلتها اللجنة التحضيرية للمؤتمر الأول للصحافيين والإعلاميين الجنوبيين ممثلة برئيسها الدكتور عبدالله الحو والأستاذ عيدروس باحشوان وجميع اعضاء اللجنة الذين بذلوا قصارى جهدهم في سبيل تذليل الصعاب من أجل انجاح المؤتمر واخراجه بصورة ممتازة،وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على حرصهم الشديد لانجاز المهمة التي أوكلت إليهم، ونحن كصحفيين نقدر ما بذله الأخوة من جهود جبارة،طبعا ينعد المؤتمر برعاية الرئيس القائد عيدروس الزبيدي الذي يولي اهتمام كبير ورعاية كريمه من سيادته،على طريق بناء مؤسسات الدولة التي دمرها نظام الهالك عفاش وعصابته.

ما نتمناه من المؤتمر أن يخرج بقرارت هامة تصب في مصلحة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين لبوا الدعوة وهبوا من كل حدب وصوب للمشاركة الفاعلة من أجل صناعة هذا المنجز التاريخي،الذي يعبر تحول جديد وحدث مفصلي سيضع النقاط على الحروف ،وان يفتح المجال للشباب والمرأة واشراكهم في دفة القيادة ،وانا بعد ابلاغي من اللجنة المكلفة للمؤتمر لم أتردد أبدأ فحزمت أمتعتي وشديت الرحال مع زملائي من مندوبو حضرموت رغم بعد المسافة الا أننا قررنا المشاركة،وتحملنا مشاق السفر ووعثاء الطريق لنمثل حضرموت الققافة والتاريخ في أعظم حدث وعرس إعلامي جنوبي خير تمثيل ،لأنه اذا حضرت حضرموت حضر الجنوب كله وان غابت غاب الجنوب كله،ونحن سعدنا كثيراً بوجودنا بين اخوتنا وأهلنا في عدن الذين رسمنا معهم لوحة جميلة بأيدينا في هذا العرس الذي حضرته وفود عربية وأجنبية.

لقد تجاوزنا العقبة الكأدأ  التي عانينا منها عندما كنا نمارس عمل صاحبة الجلالة بدون كيان يحفظ لنا حقوقنا ويحمي الجميع من أي ممارسات تعسفية وخرجنا منتصرين من المؤتمر بولادة المكون النقابي الذي انتظرناه طويلاً وأخيراً تحقق لنا الحلم.

مقالات الكاتب