د. صبري عفيف العلوي

خطاب الرئيس الزبيدي والدبلوماسية المدهشة..

وكالة أنباء حضرموت

لقد تجلت آيات التسامح والكرم لدى شعبنا العظيم وها هو يحتفل بذكرى 17 للتسامح والتصالح تلك المناسبة العظيمة التي، أسست مسيرة نضالات شعبنا العظيم شعب الأنصار وقبائل السكاسك وجيشان والنخعين ودثينة وكنده ويافع وارض الاحقاق ووادي حجر العظيم، لقد تجسد ذاك التسامح حين فتحت الجنوب قلبه لغزاة الامس لنطعمهم من جوع من خوف لعل وعسى أن تلين لقمة العيش في بطونهم.

فالتسامح والتصالح قيمة دينية اخلاقية وطنية إنسانية،  قلما يتصف بها وصفها الكاتب الأميركي مارك توين: «التسامح هو العطر الذي تلقيه زهرة البنفسج على القدم التي سحقتها». التسامح والتصالح، من بين القيم الإنسانية الأصيلة والنبيلة. 
وفي خطاب قادنا وزعيمنا
الرئيس القائد عيدروس الزبيدي تكمن لغة التسامح والتصالح والخطاب التضامني،  تعال أيها القارئ الكريم لنضع خطاب الرئيس في ميزان علم السيميائيـــات الذي هو علم قائم بذاته ( علم العلامـــات )، حيث عدّت المقاربة السيميائية للخطاب بمثابة الجهاز المحرّك للعمل التأويـــلي المنتج، وذلك انطلاقا من اقتناع مبدئي مفاده أنّ عناصر الخطاب تتضمن دلالة ما، والدارس في لغة التواصل اللفظية والجسدية للرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزبيدي يرى أنه" أبهر الجميع، بحنكة سياسية لقد كان ومازل الأكثر حضورا في المشهد السياسي المحلي والإقليمي، لقد أزال غبار السنين عن قضية شعبه، ومزق الحجب التي كانت تغيب عدالة قضيته، نعم القائد أنت! ونعم الرجل الأمين، كل من لا يعرفك كان يظن أنك خبيرا عسكريا فقط، لكنك أدهشت الصديق البعيد، والعدو القريب حين تجلت دبلوماسيتك المتزنة، وحنكتك المتناغمة، وصبرك الجميل، وعزميتك الفولاذية التي لا نظير لها، لقد اختبروا صدقك، وامتحنوا عهدك، وأدموا جراحك، وصمتوا دهرا لكي تنطق كفرا، لكن عقلك زان الجبال رزانة، وكلامك كله صدق، ووعد، وعهد منجز،. هكذا وجودك، وشعب هنا في الجنوب على ذلك عهدك، وتلك هي سريرتك ومنبع أصالتك، غيابك آية سياسية، وظهورك نصرا وبشارة عسكرية، طبت وطاب مقامك أيها الأسد الضرغام، شاهدنا إنسانيتك في دار عزاءهم، والكل ينظر إليك بشغف وكأنك المنقذ لهم، كم أنت عظيم بتواضعك وكم قلبك كريم بتسامحه، طوبى لك يا أبا القاسم طوبى لأخلاقك الكريمة، وصفاتك النبيلة، وهنيئا لشعب أنت قائده لك السلامة والصحة والنصر المؤزر.

إن ما أقوله ليس تزلفا أو مدحا أنما هي حقائق سيميائية تجلت من ملامح الصورة وبلاغة الخطاب العيدروسي وتلك الدراية لم تأت اعتباطا بل هي دراسات معمقة توغلت في ثنايا الكلام وملامح الصورة.

 

العاصمة السياسية عدن 
13 يناير 2023

مقالات الكاتب