ناصر التميمي
المنطقة الثانية أمن وامان والأولى إرهاب وخراب
كانت توجد في ساحل حضرموت عشرات الألوية والمعسكرات التابعة لنظام صنعاء من جيش و أمن مركزي وحرس جمهوري ونجدة وشرطة وأمن قومي واستخبارات كل هذه القوات التي تقدر بمئات الآلاف وكان الإنفلات الأمني سيد الموقف القتل يحدث بشكل يومي وفي وضح النهار وامام النقاط الأمنية والمعسكرات المدججة بالاسلحة والجند والفوضى في كل مكان ،ومع ذلك اختفت كل هذه التشكيلات العسكرية في ليلة وضحاها وذابت كحبة الملح في الماء بعتادها العسكري وسلمت ساحل حضرموت للقاعدة،وهذا يعني أن كل هذه القوات كانت مهمتها قمع وارهاب الشعب في الجنوب وحماية الفاسدين وناهبي الثروة فقط وانكشفت حقيقتها وزيفها الذي كانت تتمترس خلفه طيلة عقود من الزمن ،وظل الحال قرابة عاما كاملاً حتى جاءت ساعة الخلاص وتحرير الساحل الحضرمي من قبضة القاعدة من قبل قوات النخبة الحضرمية التي تشكلت حديثاً بدعم من الأشقاء في التحالف العربي وتحديداً دولة الإمارات الشقيقة التي بذلت جهود جبارة من من اجل تخليص ساحل حضرموت من تنظيم القاعدة وتمكنت قواتنا الحضرمية الباسلة من تحرير ارضنا في عملية عسكرية خاطفة وسريعة خلال اثنتين وسبعون ساعة،ومثل هذا الإنجاز العسكري لم يسبق له مثيل في تاريخ المنطقة العربية والعالم،وهي أول عملية عسكرية تحقق أهدافها في ساعات ،وان دل ذلك على شيء فإنه يدل على إننا شعب مقاوم لايرضى بالذل والهوان وكلنا رأينا تلك الملاحم البطولية التي سطرها ابطالنا في المعارك التي دارت رحاها في المحافظة،وادركنا إننا لدينا قوة مدربة قادرة على حماية الوطن من الأعداء في اي مكان وزمان.
ومنذ ذلك اليوم التاريخي الذي سجله ابطال قوات النخبة الحضرمية بأحرف من دم ،وسالت فيه دماء شهدائنا الزكية في سبيل تخليص الوطن من الاحتلال اليمني فقد شرعت هذه القوات في تثبيت الأمن وارساء دعائم الأستقرار وحماية الممتلكات العامة والخاصة من أيادي العابثين كخطوة اولية لاعادة الحياة والتنمية في المحافظة التي تعرضت مؤسساتها للنهب والتخريب الممنهج من قبل ضعفاء النفوس المدعومين من نظام صنعاء البائد الذي كان
يغذي الفوضى في المحافظة المسالمة لتمرير أجندته الخبيثة على حساب البسطاء من الشعب الذين لاحول لهم ولا قوة.
بعد سيطرة النخبة الحضرمية وانتشارها في عموم مديريات الساحل حظيت بترحيب شعبي كبير جدآ،ونجحت في فكفكة خيوط من تبقى من بقايا نظام صنعاء وفرضت قبضتها الحديدية على المنطقة ،وهذا ساعدها على تثبيت دعائم الأمن والاستقرار بعد عقود طويلة من الإنفلات الأمني المتعمد من قبل نظام عفاش الذي
دمر المعكسرات ومراكز الشرط والسجون ،وهي سياسة خبيثة وتدميرية اتبعها الإحتلال اليمني على أمل منه بأمن يذهب الجنوب الى المجهول،الا أن احفاد زائد وقفوا الى جانب ابناء حضرموت خاصة والجنوب عامة واعادوا بناء ما دمره الاعداء في الجانب العسكري والأمني من خلال اعادة تأهيل المعسكرات وتزويدها بالعتاد العسكري والسيارات وتدريب وتاهيل القوات العسكرية والأمنية.
ومن إيجابيات رجال النخبة لايتعاملون بالرشوة لأنهم اهل الأرض واسيادها بل جاؤوا من أجل خدمة اهلهم ووطنهم الذي عانى الكثير من الويلات وعندما تمر في النقاط الامنية المنتشرة على طول الساحل الحضرمي بدءا من ساحل أمبح المتاخم لحدود محافظة شبوة في الجهة الغربية الى حدود محافظة المهرة تشاهد الجندي الحضرمي ا لذي يتعامل معك بكل أدب واحترام ويتحدث باللهجة الحضرمية لذا تشعر بالأمن والأمان وهكذا في بقية مديريات المحافظة حيث تنتشر النخبة الحضرمية،لقد نجحت هذه التجربة في الساحل وستنجح في الوادي في حال لو انتشرت النخبة في الوادي الذي يعاني الأمرين مماتقوم به قوات العسكرية الأولى التي تمارس الإرهاب ضد الأهالي هناك وتستميت في نهب الثروة وحماية مصالح المتنفذين من أبناء العربية اليمنية لأنهم لاينتمون الى الأرض لامن قريب ولا من بعيد ،ويتعاملون مع السكان الأصليين كمواطنين من الدرجة الرابعة والخامسة وهذا ليس من المعقول أن يأتي شخص او جندي من ذمار او مأرب او ريمة اليمنية ويحكم في حضرموت بأي حق،وهذا يرفضه كل حضرمي حر شريف.
فالعسكرية الأولى منذ احتلالها للوادي لم تقم بدورها في استتباب الأمن قط،وكل مافعلته وتفعله هو نشر الفوضى والإرهاب وتغذيتها لتفتيت النسيج الإجتماعي وملاحقة المناضلين من شباب الغضب وقيادات الإنتقالي،وهناك بون شاسع بين المنطقة العسكرية الثانية التي ساهمت في نشر الأمن والإستقرار في الساحل والمنطقة الأولى التي نشرت الإرهاب والخراب في وادينا المسالم ،ولهذا فإن ترحيلها مطلب شعبي،فهي سترحل عاجلاً أو آجلاً غضبا عن المزايدين والمروجين لبقاء أبناء حاشد وبكيل في ارضنا بينما ارضهم ترزح تحت صولجان أتباع إيران ،إن غدا لناظره لقريب..!!