خالد الكابر

عمر والأحلام الوهميه

وكالة أنباء حضرموت

عمر متذو طفولته المبكره كان يحلم بان يدخل المدرسه ويتعلم ويصير معلم لكي يعلم اولاد قريته النائيه، ولما بلغ السن القانوني للدراسه ولج عمر المدرسه وتدرج في صفوفها بدرجة الامتياز حتى وصل إلى الثانويه واحلام عمر تكبر ،وطموحاته تتوسع أكثر  وعند دخول المرحله الثانويه بدأ التفوق والتميز عمر التعليمي يتطور بشكل كبير حتى نال على شهادة الثانويه من الاوائل في المحافظه.
بعد الانتهاء من مرحلة الثانويه كانت معنويات عمر مرتفعه جداً في مواصلة التعليم وأحلامه ترتفع رويداً رويدا..
وبعد انتهاء فترة الثانويه ودخوله الجامعه كانت أمنياته تحقيق حلمه، وبدأ مرحلته الجامعيه وسط أجواء ممتلئه بالأمل والتفاؤل في تحصيله العلمي.
وبعد عامين من استمراره في الجامعه أرادت أمه أن تحقق له اغلى الامنيات وهي الخطوبه ثم الزواج،ومع إصرار أمه له على الخطوبه وافق عمر على طلب أمه،وخطب أحد بنات قريته
وبدأت احلام عمر تتصاعد تدريجيا في كيفية الحصول على التفوق العلمي وكيفية اكمال نصف دينه الزواج ،وكانت أمانيه بعد تحصيله العلمي هي أن تكون عنده وظيفه نظراً لجهوده المبذوله في التعليم وتحقيق آماله في دراسة أبناء قريته، وكذلك سعادة قلب أمه الغاليه في الزواج وتكوين أسرة

وبعد التخرج بسنوات طويله بدأت أحلامه تتبخر وتضيع، عندما راء زملائه أبناء مسقط رأسه تأتيهم الوظائف عن طريق الوساطات ودفع المسبق ،وهو لا يمتلك شي من تلك الأشياء.

ومع الانتظار الطويل يتفاجى عمر بوالد خطيبته أن فلذت كبده طالت انتظارها وان بنات قريتها لأتي هن في سنها وأقل منها سناً تزوجين،وهي منتظره لك، وفسخ عمر خطوبته منها.
والمصائب تتوالى على عمر وفي نفس العام لذي فسخ خطوبته تزوجت تلك الفتاه من ابن عمه لذي خرج من المدرسه وهو في الصف السادس الابتدائي،ولذي نال الوظيفه بالوساطه وعن طريق بن هادي،وبعد ذلك تم تعيينه مدير إدارة المدرسه في القريه .
وفي نفس العام ماتت ام عمر وماتت أحلامه نهائياً وأصبح راعي غنم للأهالي قريته بالأجر اليومي..

✍️ خالد الكابر..

مقالات الكاتب