د. صبري عفيف العلوي

الخصال الحضارية لبقاء واستمرار الشعوب.

وكالة أنباء حضرموت

بماذا تقدم الغربيون؟ أو كيف تقدم الغربيون؟ هذا سؤال هو عنوان لكتاب قدمه الكاتب والمفكر الجنوبي محمد علي لقمان في خمسينات القرن الماضي، وهو سؤال قديم متجدد أخبر به رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، حيث وصف مقومات البقاء والاستمرار الأمم ، فعن المستورد الفهري قال: قال صلى الله عليه وسلم:" تقومُ الساعةُ والرومُ أكثرُ الناسِ". فقالَ لهُ عمرو بن العاص: أبصرْ ما تقولُ؟ قال: أقولُ ما سمعتُ مِنْ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ. قال عمرو: لئنْ قلتَ ذلكَ، إنَّ فيهِمْ لخصالًا أربعًا: إنهُمْ لأحلمُ الناسِ عندَ فتنةٍ، وأسرعُهمْ إفاقةً بعدَ مصيبةٍ، وأوشكُهمْ كرَّةً بعدَ فرَّةٍ، وخيرُهمْ لمسكينٍ ويتيمٍ وضعيفٍ، وخامسةٌ حسنةٌ وجميلةٌ: وأمنعُهُمْ مِنْ ظُلمِ الملوكِ.*( رواه مسلم  ومسند أحمد ومسند الشاميين، رقم 18023).

تميز الغربيون بخصائص ومقومات البقاء والاستمرار رغم كفرهم وضلالهم، فهم أسرع الناس إفاقة بعد مصيبة، وأحلم الناس، وأقدرهم على المعاودة، وهم خير الناس للمساكين والأيتام والضعفاء ولا يسكتون على ظلم ملوكهم.

وهذه الخصال العظيمة هي التي أهلت الغربيين لقيادة البشرية، ولو زالت من حياتهم لزالت معها سيطرتم وهيمنتهم، وعدم وجودها في حياة العرب والمسلمين هو الذي جعلهم في ذيل الركب الحضاري تابعين لا متبوعين، ومأمورين لا آمرين.  فمتى نجدد مسيرتنا الحضارية بما يقتضيه الأمر من الشروط والأحكام والمقومات حتى نستحق تلك "الخصال الحضارية" .


العاصمة السياسية عدن

8- ديسمبر- 2022م

مقالات الكاتب