د. صبري عفيف العلوي

محطات من تاريخ شعب الجنوب...للتذكير ليس إلا..

وكالة أنباء حضرموت

إن ذكرى النصر الجنوبي العربي العظيم الذي تحقق في 30 من نوفمبر 67م المجيد،جاءت بعد الهزيمة والانتكاسة العربية التي منيت بها جيوش خمس دول عربية في حرب المواجهة مع العدو الاسرائيلي، حينها خيم الحزن وبلغت القلوب الحناجر، فتجلى شعبنا العظيم، ليصنع المفارقات والمعجزات، وتلك هي سجيته، فقد أطلت بشائر النصر الأكبر حين تهاوت القلاع والحصون العربية في العمق الاستراتيجي العربي، فكان 30 من نوفمبر المجيد هو الفرحة الكبرى والنصر العظيم للشعوب العربية الإسلامية.

أخي أيها العربي العظيم إن تلك الدولة والشعب العظيم، الناذر نفسه حاميا ومدافعا عن الركن الجنوبي من شبه الجزيرة العربية، ليصرخ ويئن منذ بضعة وثلاثين عاما، حين جار عليه الزمن وتاهت به السنون، وعن غفلة وقع تحت وطأة الظلم والاحتلال والقهر والغزو والاستبداد، رغم أنينه وشكواه فلم يجد أحد من الشعوب والأمم من يسمع لشكوته،  ورغم ما أصابه من الأحزان والآلام فلم يحنو عليه أحد، ليمسح دمعته، ويسمع صرخته.  

يا أخوة الأسلام والعروبة، فقد كان جنوبا العربي ذات يوم مساحا للدموع، سماعا للشكوى، ملبيا للندى،  لقد كان وطنا يحمي كل مشرد، وقوة لمن لاقوة له.  

إنها الحقيقة،  والحقيقة تلك سنوجز بعضا منها هنا.. ليس مننا، أو أذى، بل للتذكير ليس إلا.

ففي عام 70 تنازلت دولة الجنوب طوعا بجزر كوريا موريا لدولة عمان الشقيقة، حفظا للأخوة والجوار والسلم العربي، رغم أنها واقعة في حدود دولة الجنوب المتعارف عليها قبل الاستقلال.

وفي عام 73م وقفت زوارق جيش الجنوب في أعماق مضيق باب المندب،  لتوقيف الملاحة الدولية ولمدة 20 يوما، دفاعا عن الأمن القومي العربي في حرب اكتوبر المجيد ضد العدو الاسرائيلي، الذي كان ذلك الموقف أحد عوامل هزيمته.

وفي سبيل القضية العربية الفلسطينية واللبنانية أرسلت دولة الجنوب كتائبها الفدائية إلى ميدان القتال العربي في سبيل الدفاع المشترك.

وفي سبيل الدفاع عن دولة ليبيا أرسلت دولة الجنوب أفضل القوات العسكرية في عامي 78م و 82م.

وفي سبيل نصرة الشعوب المشردة والحركات الثورية التحررية فتحت عدن أبوابها لكل اللأجئين والمنفين والمشردين من معظم الدول العربية، والافريقية، مثل العراق،  والصومال، وسوريا،  والسودان، والجزائر ، ولبنان، وعمان،  والعربية اليمنية،  فصارت الجنوب وطنا عربيا لمن لا وطن له، بل أنها خسرت كثير من علاقاتها الدبلوماسية في سبيل نصرة تلك الشعوب وفي مقدمة تلك الموقف احتضانها معارضي نظام صدام حسين، وكانت قضية اغتيال الأجئ العراقي توفيق رشدي أثرا كبيرا في العلاقات الدبلوماسية لاسيما حين نفذ تلك الجريمة حراسة أمن السفارة العراقية في خور مكسر واتخذوا من السفارة ملجأ لمنفذي العملية ولم يكن أمام الامن الجنوبي إلا أن يقتحم السفارة ويعتقل منفذي الجريمة وقد ترتب عن ذلك إغلاق السفارة 4 سنوات حتى تم فتحها في عام 81.

وعلى المنوال نفسه سارت دولة الجنوب في مشاركة الدول الحرة نيل حقوقها نحو الوقوف مع دولة اثيوبيا ودول القرن الافريقي ..وكذلك كان النهج الدبلوماسي في العلاقات الخارجية لدولة الجنوب دائما ما يقف ضد العدوان على الدول، والتدخل في، شؤونها الداخلية، فكان لها موقفا من الحرب العراقية الايرانية التي شنت في عام 82م وكذلك العدوان والغزو الذي شنه نظام صدام حسين في 90م ضد شعب الكويت الشقيق، الذي وقفت قيادة اليمن وشعبها، سياسيا وشعبيا مع المعتدي، متظاهرين بالكيماوي ياصدام، بينما كان شعب الجنوب في عدن منددا بالحرب والعدوان ضد شعب الكويت.

وفي حرب الوكالة في اليمن التي اندلعت في 2015م وقف شعب الجنوب ضد المشاريع الايرانية والاخوانية المهددة للأمن القومي العربي صفا واحدا ومنذ ثمانية أعوام وشعبنا يقدم قوافل من الشهداء والجرحى في سبيل الدفاع العربي المشترك،  وحماية الأرض والعقيدة من نجس التنظيمات الإرهابية في اليمن..

مما سبق هذا ملمح من الملامح البطولية الجنوبية العربية، فهل آن الآن لرد الجميل، ورفع صوت العذاب عن هذا الشعب العظيم.

اللهم بنصر من عندك أنك القادر على كل شئ.

العاصمة السياسية عدن

28/ نوفمبر 2022م

مقالات الكاتب