د. صبري عفيف العلوي

مزالق أدبية تهدد الهوية الوطنية الجنوبية..(مجلة فنار عدن انموذجا)

وكالة أنباء حضرموت

الملخص التنفيذي للبحث

لقد حرصتْ الشعوبُ والأُمم منذُ بداية فجر البشريّة حتّى هذا اللحظة المُحافظةِ على تميُّزها وتفرُّدها سياسيا واجتماعياً وثقافياً، لذلك أنصب اهتمامها بأن يكون لها هويّةٌ تُساعدُ في الإعلاءِ من شأن الأفراد وربط بعضهم ببعض، كما ساهم وجود الهو يّة في زيادةِ الوعي بالذّات الثقافيّة والاجتماعيَّة، ممّا ساهمَ في تميُّزِ الشّعوب عن بعضهم بعضاً؛ فالهويّة جزءٌ لا يتجزّأ من نشأة الأفراد منذُ ولادتهم حتّى رحيلهم عن الحياة.
في هذا الملخص نستعرض الدور الأدبي في تنمية الهوية الوطنية الجنوبية، حيث توصل البحث إلى أن المؤسسات والنخب الأدبية جاءت في المرتبة السادسة  مقارنة مع باقي المؤسسات الإبداعية والفكرية والثقافية الأخرى.
مما جعلنا نتتبع تلك الظاهرة في أحد الاصدارات المدعومة من المجلس الانتقالي الجنوبي والمتمثلة في اتحاد  ادباء وكتاب  الجنوب لاسيما لسان حاله المتمثل في مجلة فنار عدن الثقافية.
ومن خلال القراءة الفاحصة والاستطلاع الشامل للمجلة ومحتوياتها الأدبية والفنية وقراءة استراتيجيات الاتحاد ووثائقه وأدبياته ومقارنتها مع   ما يصدره الاتحاد في مجلته تبين لنا الآتي :

 1-  أن كمية كبيرة من المواد الأدبية في مجلة فنار عدن الناطقة باسم اتحاد أدباء كتاب الجنوب والمدعومة بسخاء ورعاية مباشرة من الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزبيدي فمن خلال استطلاع ل12 عدد تم توثيق مزالق أدبية وأخطاء جسيمة تمزق الهوية الوطنية الجنوبية من خلال توصيف الهوية الوطنية، ناهيك عن الموضوعات الشعرية والأدبية التي لم ترتق لمستوى السرد التاريخي للجنوب وكذلك المأساة التي ينبغي للأدب أن يجسدها تجسدا واقعيا.
وأبرز تلك الأخطاء هي:

2- أن فنار عدن لا يحمل الهوية الجامعة للجنوب مقارنة بعدد من المجلات المحلية والعربية والدولية كمجلات دراسات يمنية ومجلة سبا ومجلة اليمن ومجلة الكويت الثقافية ومجلة العربي بشقيها الثقافية والصغير ..وغيرها

3-التوصيف للعاصمة عدن في مجمل الكتابات المنشورة في فنار عدن منذ صدورها حتى اللحظة، لم يرد ذكرها كعاصمة للجنوب سواء في المرحلة التاريخية السابقة أم الحالية بل ترسخت بـ"مدينة عدن"، في مجلة الاتحاد لسان حال الاتحاد.

4- كشف البحث عن سياسة ليست عفوية في ترسيخ ثقافة تمزيق النسيج الوطني الجنوبي من خلال عدد من المزالق الخطيرة، أبرزها استعراض كثير من أسماء الكتاب والفنون بأسماء هوياتهم المناطقية وليس الهوية الجامعة للجنوب، نحو  " الشاعر العدني " الكاتبة العدنية، المرأة الحضرمية، الرسام الحضرمي،،وكذلك إطلاق الصفة المناطقية على الفنون الإبداعية نحو الأمثال الحضرمية، الأمثال اللحجية، اللغة المهرية، الفرقة الموسيقية الحضرمية، الفن المعماري اليافعي، طقوس الزواج في المهرة، التراث المهري، الاهازيج والمحاجر اللحجية...والرقصات الأبنية، وتلك المصطلحات لا تكاد أن تختفي من أي عدد من الأعداد الصادرة .

5- أن التسميات المناطقية، التي تضرب الهوية الوطنية الجنوبية وتشجع أعداء الجنوب على تكريس سياسة التقسيم الخطيرة، وتلك المشاريع التي تظهر هنا وهناك حيث صارت فنار عدن الثقافية منبرا يضاف إلى قنوات الإخوان( المهرية ، عدن، حضرموت، المهرة، المدعومة لتمزيق الهوية الوطنية الجنوبية سياسيا وثقافيا واجتماعيا .

6- تبين جليا غياب الرؤية الاستراتيجية في ترسيخ الهوية الوطنية الجنوبية، أو على الأقل التشديد على الكتاب والمخرجين والمشرفين بضرورة تكريس الهوية الوطنية الجامعة على الهوية الخصوصية، التي لا ضير أن جاءت مضافة إلى الجنوب.

7- كل هذا لا يعني عدم وجود عنوانات ومواضيع تتجلى فيها مؤشرات الهوية الثقافية التي تكرس الهوية بمفهومها الثقافي، إلا إن  الاتحاد لا يزال لديه خطوط حمراء بشأن الحديث عن الموروث السياسي لجنوب جامع لكل مقومات هويته السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية.

8- تبين أن المجلة حين تورد اسم الرئيس القائد لم تشر في عنواناتها بصفته كرئيس للمجلس الانتقالي الجنوبي..
فتارة تسقطها كليا وأخرى بدون ذكر صفة الجنوبي.

أبرز التوصيات .

1- الدعوة لرسم استراتيجية وطنية جنوبية تعزز الهوية الوطنية الجنوبية في معظم الفنون الإبداعية والفكرية لاسيما الإنتاج الروائي والسردي الذي يعد من أبرز التقنيات الحديثة المعبرة عن قضايا الشعوب التواقة الحرية والعدالة والاستقلال.

2- المراجعة الشاملة لكل الأخطاء الجسيمة التي جسده الانتاج الادبي في معظم موضوعاته المنشورة في مجلة فنار عدن الثقافية الناطقة باسم اتحاد أدباء وكتاب الجنوب.

3- فتح فرصة للشباب الجنوبيين الذي لديهم القدرة في  والإدارة والابداع في سبيل تقديم انموذج لجنوبنا الجديد. .

ولكم جزيل الشكر والتقدير ..

العاصمة السياسة عدن
10 نوفمبر 2022م

مقالات الكاتب