قراءة حول بيان الخارجية السعودية بشأن التطورات الأخيرة في محافظتي حضرموت والمهرة
د. وليد ناصر الماس
البيان الصادر عن الخارجية السعودية مؤخرا، لم يشر إطلاقا إلى استعادة الدولة اليمنية أو مواصلة القتال...
عندما تذهب إلى بلد يحكمه القانون في الشرق أو الغرب، بغرض الحصول على فرصة عمل، هل تُسأل عن أصلك هل رفيع أم وضيع أو عن قبيلتك وما إذا كنت تنتمي إلى قبيلة مشهورة أم مطمورة، وعن لونك أبيض أم أسود، وعن ديانتك ومذهبك، بالطبع لن يُطلب منك ذلك كله، ولكن يُطلب منك المؤهل والمهنة والخبرة، فالبلد المضيف لك لن يهمه منك إلا معارفك وخبراتك وقدراتك، وما إذا كنت ستفيده في مجال من المجالات أم لا، أما غير ذلك فلا حاجة لهم بها.
أصلك وعرقيتك وقبيلتك ومنطقتك ومذهبك هذه أمور ثانوية وغير هامة، ليست مؤهلات تمكنك من شغل وظيفة ما، إنما تعصب خاطئ، ولا توضع كمعايير في أي مجال، والتمسك بها لا يحدث إلا في البلدان المتخلفة، بلدان تحكمها العصبية.
لن تقوم الدولة المؤسسية إلا بالتخلص من مختلف العصبيات.
العصبية والدولة شيئان متناقضان، لا دولة في ظل العصبية ولا عصبية مع وجود الدولة.
وجود العصبية في أي مجتمع يعني استبعاد المعيار العلمي الدقيق، واعتماد المعايير غير الموضوعية في التوظيف والاختيار في مختلف المجالات، وهو السائد في بلداننا العربية.
د. وليد ناصر الماس.