د. صبري العفيف

خطة اصطياد الاتحاد السوفيتي وحلفاؤه العرب

وكالة أنباء حضرموت

إن القارئ لتاريخ الصراع بين قطبي العالم أمريكا وحلفاؤها والاتحاد السوفيتي وأصدقاءه من الدول العربية والإفريقية التي تحررت من الهمينة الاستعمارية الغربية يرى أن هناك خطة مرسومة بدقة ضد الاتحاد السوفيتي، وحلفاؤه، وضعت لاصطياده واستنزافه، في الجبال الصعبة والوديان المتوحشة، فعمدت دول الغرب  إلى إثارته بحرب أفغانستان وادخلته مرغما مما أعطى الفرصة لصيحة مدوية باسم الجهاد الإسلامي ضد الدول الملحدة وكانت تلك الحرب ميدانها أفغانستان وعقيدتها حرب الجهاد على الإلحاد، تلك الخطة تبنتها دول المنطقة الحليفة والصديقة للغرب وامريكا وفي مقدمتها إيران والسعودية والمغرب والأردن ومصر  وإسرائيل والعربية اليمنية،وغيرها من الدول، تلك الاستراتيجية التي اغرت الشيخ عبدالله عزام الفلسطيني لترك وطنه وقضيته والسفر إلى الشرق ليقود الجهاديين العرب وشجعت الشيخ القبلي اليمني عبدالله بن حسين الأحمر لزيارة أفغانستان واللقاء بالمجاهدين هناك ورفع معنوياتهم.

بينما كان هناك من العرب المقاومين للاستعمار من تجرأ على المقاومة والرفض والصمود بل صنعوا انتصارات للأمة العربية، ففي حرب اكتوبر 73م عمد نظام اليمن الجنوبي إلى إغلاق باب المندب الذي يعد شريان الحياة لاسرائيل، منا يجعله يستسلم بل ينهزم ويخضع للسلام ولم يقف الحد هنا بل عمد إلى فتح اراضي الجنوب أمام كافة الحركات التحرر الوطنية والعربية والإفريقية،
وكانت الحركات الفلسطينية بكل انواعها تجول وتصول وتحكم وتقاوم في مدينة عدن دون أن يشعروا لحظة واحدة بأنهم في غير موطنهم ،  بل عمد إلى عقد اتفاقية صداقة وتعاون دائم مع الاتحاد السوفيتي، حتى صار عضوا فاعلا في جبهة الصمود والتحدي العربية، من هنا قررت امريكا وحلفاؤها العرب تأديبه وكانت البداية المباشرة لعملية التأديب، دفع الجمهورية العربية اليمنية في صراع مباشر معه ومن ثم  الأحداث الدموية التي فجرت في بنية النظام في عام 78م وهو ما جعل الجامعة العربية تتخذ اقوى قرار تعسفي بتجميد عضوية جمهورية اليمن الجنوبية إلى جانب ذلك عدد من القرارات العقابية، ولم يكتفوا بذلك بل سعوا إلى تفجير الحرب الأهلية في عام 86م وهي قاسمة الظهر ولم يقف الحد هنا بل عمدوا إلى الخطة الأكثر تدميرا حين حشدوا المقاتلين العرب المنتصرين في أفغانستان إلى اليمن ليشنوا حربهم المقدسة ضد من اسموهم في الفتوى المشهورة  بالشيوعيين والملحدين الجنوبيين ومنذ تلك اللحظة والحرب المقدسة في منظور تلك القوى الارهابية سارية المفعول ضد شعبنا وعدالة قضيتنا.
فهاهو العالم اليوم ترك شعب الجنوب في مواجهة مباشرة مع قوى الإرهاب. فكلما حررت مدينة سقط مدينة أخرى.
ومن هنا ندعو شعب الجنوب الأبي المقاوم أن يقف صفا واحدا في مواجه العدو القديم الجديد والمتجدد مع مصالح القوى اليمنية الاستخباراتية الدولية.

اللهم نصرك الذي وعدت أنك على كل شيء قدير

العاصمة عدن
10 سبتمبر 2022م

مقالات الكاتب