أماني الهلالي

المستقيل متهم حتى وإن أثبت كفاءته

وكالة أنباء حضرموت

نتساءل دائماً ماالذي  يجعل الموظف المتميز يستقيل عن وظيفته رغم الظروف المعيشية القاسية ، وشحة فرص العمل التي تكاد تنعدم.

ما الأسباب العدة أو ما السبب العقيم الذي يجعل الموظف يشرِّع في تفكيره أو على الطاولة بتقديم استقالته؟

لقد أوضحت الدراسات واجمعت على أن أكبر سبب يدفع الموظف لترك وظيفته هو الرئيس المباشر فهو  العامل المؤثر الأساسي على أداء الموظفين وهو المتحكم الرئيسي في نفسية الموظفين  وإنتاجهم من خلال اتصاله  المباشر بهم.

ويختلف الرؤساء من قائد، ديكتاتوري، متفهم ،محايد، منمي،،محابي، عنصري،هادم، جاذباً ، منفراً وغيرها من الصفات وأضدادها.

أسباب عدة لجعل الموظف المشهود له بالكفاءة والخبرة  والمثابرة، وحب العمل يترك  المرفق الذي يعمل به  ليس كرهاً بهذه المؤسسة فهو لايترك عمله لسنوات وخبرته الذي اكتسبها بكل جسارة ويرمي بها بغياهب الجب، ولكنه يشد الرحيل بها إلى حيث يلقى من يتخاطب مع إنسانيته وكفاءته حيث العدل ،الإنصاف ،المصداقية، احترام الذات.

هناك إغراءات كثيرة لبقاء راتب مجزي،دورات تدريبية ، حوافز، الخ من الأمور التي تساعد  في زيادة إنتاج الموظفين ،لكن كل هذه الإغراءات  تفشل إن لحقها ظلم أو انتقاص أوتحقير وتهديد مما يجعل بيئة العمل كالسجن المشدد مع الأشغال الشاقة ذهنياً مما يجعل الموظف لايتوارى بتفكيره عن تقديم استقالته لينال حريته ولو كان مسجوناً بقفص  من ذهب أو لم نتعلم (أن الحرية لاتُشترى بثمن).

لذلك ياسادة علينا أن نكف عن إصدار الأحكام بحق الموظف ( المستقيل  بكرامته ) فنحن لانعلم مالذي كان يعانيه خلف كل هذه النجوم التي نراها ساطعة ويخطف بريقها عدل أحكامنا.

فالموظف يصبر على قلة الرواتب وساعات العمل الطويلة ومشقته إن كان هناك مدير جيد يعرف كيف يقود موظفيه إلى الإنتاجية المبهرة برفع معنويات موظفيه ورفع مستوى تعامله الراقي معهم من عدل ومساواة وصدق وتقدير وتحفيز .

فكم من موظف التحق بعمل وهو وليد شهادته فقير الخبرة فأصبح ذات كفاءة عالية وقدرات ملحوظة ويرجع ذلك ببرمته إلى رئيسه أو مديره الذي أحسن التخاطب مع عقله وقدراته وأصبح قدوة لموظفيه ومنهجاً للتقدم والنجاح بلينه وحسن تعامله حتى أرسى بموظفه في قمم النجاح فاعلاً منتجاً مذهلاً لأقرانه.

وكم من موظف جاء كالبراق بخبراتهِ وكفاءته العالية وحب العمل، وتفاني وطموح يسير به لنيل العُلاء ، وحطم كل ذلك رئيساً متعجرفاً لايمد للقيادة بصلة غير العمر العتيق وبعيض من أوراق خولته للتحكم بأحلام وطموحات غيره، فشتان بين الإثنين.

لماذا لايكون للمدراء والمسؤلين عن الموظفين (قسم )كالأطباء والقضاء وغيرهم من الذين يقع على عاتقهم رقاب الناس فالمدراء لايقع على عاتقهم رقاب الناس  فحسب، بل عقول وقلوب وأحلام وجهد سنين ونجاح مهدور بتسلط وعنجهية.

فربما لو أقسموا سيستشعرون الأمانة التي في أعناقهم التي سيسألهم الله عنها ولن تشفع لهم العنصرية ولا المحاباة ولا العنجهية الزائلة، فلقد أصبحنا في زمن المسؤول الكاذب يصدقه منصبه والموظف المستقيل متهم حتى وإن أثبت كفاءته.

مقالات الكاتب