ناصر التميمي
حضرموت.. وموعد التحرير !
بعد اجتياح الجنوب وإحتلاله من قبل نظام صنعاء وفرض سياسة الإقصاء والتهميش وترسيخ مبدأ الهيمنة الإستعمارية بمفهوم اليمننة الجديد الذي فرضه علينا المحتلين الذين تقمصوا لباس الرحمة والمودة زوراً وبهتاناً ،بينما هم جاؤوا أصلاً لتدمير مابناه أجداداً على مدى قرون من الزمن من موروث ثقافي وحضاري ونهب كل خيراتنا في البر والبحر تحت حجة إنهم هم أصحاب الحق ولهم أن يفعلوا مايشاؤون ،بينما نحن أصحاب الأرض وأسيادها الذين لنا الحق في التصرف فيها وفرض مانشاء ،لكن مافعله هؤلاء الغرباء الذين احتلوا أرضنا بقوة السلاح من جرائم بحق الشعب ونهب للثروة سيظل وصمة عار في جبينهم ومنذ ذلك اليوم المشؤوم الذي سيطر فيه المحتل اليمني على الجنوب ،كنا على ثقة تامة في شعبنا بأنه سيأتي يوم سينتفض فيه شعبنا الجنوبي الأبي ضد جحافل الفيد والنهب والسلب التي أمعنت في العبث بكل شي جميل في الجنوب العربي .
لقد خاض الجنوبيين مرحلة نضال صعبة ومريرة مع نظام صنعاء منذ يوم ٢٠٢٧/٧/٧ م وكانت الشرارة الأولى في مواجهة الإحتلال اليمني ،فحضرموت كانت حاضرة بقوة في خضم هذا الثورة الشعبية المباركة التي لم يكن يتوقعها نظام الإحتلال لانه كان مشغول بالنهب والسلب والبطش بأبناء الجنوب المسالمين حيث استخدم كل قوته العسكرية لاخماد الثورة ففشل فشلاً ذريعاً ،فبعد أن سيطر الإنقلابيين الحوثيين على الشمال وتقدمهم الى الجنوب وبدء عاصفة الحزم كان ابناء الجنوب على أهبة الإستعداد لمواجهة جحافل الإنقلابيين ،وفعلاً استبسل أبناء الجنوب في القتال ضد الغزو اليمني الجديد بأبسط الإمكانيات وحققوا إنتصارات ساحقة في فترة قصيرة نجح فيها الجنوبيين في تحرير مناطق واسعة من أرض الجنوب ،ونكاية بأبناء حضرموت ولإستمرار احتلالهم ونهبهم للثروة فقد سلمت حضرموت للقاعدة ،
وبعد عام من السيطرة على ساحل حضرموت من القاعدة ،تمكنت النخبة الحضرمية من طرد عناصر القاعدة بعد أن خاضت معها حرباً ضروس انتهت بسيطرت النخبة على الساحل الحضرمي بعد أكثر من عقدين من الزمن من الإحتلال ،وبذلك خرج ساحل حضرموت من تحت عباءة الإحتلال اليمني وبات في قبضة أبناءه الأحرار ،وبقي وادي وصحراء حضرموت تحت أقدام عصابات الفيد والنهب التي عاشث فيه الفساد ،رغم القبضة الحديدية التي يفرضها القوى المهيمنة على الوادي والصحراء الا أن أبناء حضرموت مستمرين في مواجهة هذا العنجهية والتغطرس بصدورهم العارية والإنتقالي الجنوبي من خلفهم من أجل تحرير أرضهم من القوى المسيطرة عليه بقوة السلاح وتمارس فيه أقبح أعمالها .
وماحصل في شبوة من تمرد على سلطة المحافظ الشيخ عوض بن الوزير من قبل أعداء الجنوب قوات الإصلاح التي أعلنت تمردها على المجلس الرئاسي ،أمراً لم يكن مستغرباً ولكنه كان متوقعاً من قبل هذه القوى التي لاتؤمن بالشراكة ،وكل ماتريده هو إبقى هيمنتها على منابع النفط والغاز لتمويل مشاريعها العدائية ضد شعب الجنوب والتحالف العربي ،حيث نجحت قواتنا الجنوبية المسلحة المتمثلة بقوات العمالقة ودفاع شبوة الذين لبوا نداء الواجب الذي أطلقه محافظ شبوة ، من أخماد نار الفتنة التي أرادت قوات المتمردين إشعالها في شبوة لإفشال المجلس الرئاسي وهربت قواتهم الى وادي وصحراء حضرموت ودويلة مأرب التي تحاول اللعب بالنار في الجنوب وتركت قوات الحوثي التي لاتبعد عنها سوى بضع كيلوا مترات وأرسلت قواتها الى شبوة وهذا مايؤكد أن قوات الإصلاح على تواصل وعلاقة مع المتمردين الحوثيين والا لما طالت الحرب ،نعم انتصرت شبوة للجنوب بعد سنوات من القهر والظلم والبطش الذي مارسته القوى الذي سيطرت على المحافظة منذ حرب صيف ١٩٩٤م شبوة اليوم حرة نفضت غبار الإحتلال العفن وتنفست الصعداء كأخواتها عدن والضالع وسقطرى ورفعت فيها رأية الجنوب على أسوار المعسكرات التي كانت تحتلها القوى المعادية للمشروع الجنوبي وأختفت الأصوات التي كانت تنادي بوحدة الضم والإلحاق الوحدة المشؤؤمة التي رفضها شعبنا منذ أول يوم لاعلانها ،وساد الأمن والإستقرار في ربوع شبوة الحبيبة التي عادت الى حضنها الجنوب .
أهلنا في الوادي والصحراء منتظرين ذلك اليوم الذي سيتم فيه طرد جحافل الفيد والنهب بفارغ الصبر ،ونحن هنا نقول لهم إصبروا فالنصر قادم بإذنه الله وسيخرج كل المحتلين من الوادي سلماً أو بالقوة فمكانهم ليس هنا بل في دويلة مأرب اليمنية التي باتت منها قوات اتباع ايران على مرمى حجر ،ارحلوا أليها قبل أن يرحلونكم أصحاب الأرض إذهبوا أرضكم التي إغتصبها الحوثي وحرروها منه ان أردتم تخليص أهلكم من المجوس الإيرانيين ،أما الجنوب فهو لأبنائه .
قريباً بإذن الله سنحتفل بالنصر الكبير الذي يلوح في الأفق من وادي وصحراء حضرموت وسترفع الرأية الجنوبية التي أزعجتهم في سارية المنطقة العسكرية الأولي والمعسكرات التابعة لها وكل المناطق وسوف تطلق الألعاب النارية وستزغرد النساء بيوم النصر وسيرحل المحتلين وأذنابهم وهم يجرون خلفم ذيول الخزي و الهزيمة وسوف نكون نحن أسياد الأرض ولنا الحق في أخذ ثرواتها وإن غداً لناظره لقريب .