الدلالة من عناق ابين والمعنى في الحملة القادمة

يس غريباً ذلك العناق الذي حصل في ابين بالنسبة لنا في الجنوب لاننا نعرف جميعاً التركيبة البنيوية والسيكولوجية الفريدة التي لايمكن للجنوبي الخروج عنها مهما حاول القفز عليها .
الهاجس الوطني ورباط الاخوة تظل هاجس ابناءالوطن الجنوبي الواحد ونازع الفرقة ليس له مكان ،وكل ماحصل من شطح لبعضنا فهو ناتج عن ضروف معيشية وناتج عن تعبئة خاطئة سببها الاستعمار الزيدي الذي دمر العقل الجنوبي من خلال سياسة الطمس للمنهج الجنوبي المعبر عن القيمة الانسانية ،واستبداله بمنهج المكر والخيانة والفيد غير المشروع ،خلال ثلاثين عام من عمر الاحتلال كان لها تاثير لدى فكر بعض الجنوبيين وسرعان ماتغلبها الفطرة الجنوبية عندما تفرق البطارية من الشحن التي يعمل عليها زيود الهظبة ولم يفلحوا ولقاء الابطال في ابين ، الدليل الذي يثبت ان السيكولوجية الجنوبية رباط وثيق ان الشطح الذي حصل له عوامله ،التي اهمها العوز والقصور في الفهم الناتج عن احكام الطوق على العقل الجنوبي ومنعه من ممارسة الفكر المستنير واشغاله بهموم الواقع المرير الذي صنعه ذلك الاحتلال .
الحملة التي ستشهدها المنطقة الوسطى في القريب العاجل بعد الاتفاق ساري المفعول خلال الايام القادمة له دلالات ومعاني ومنها اعادة الثقة بين الاخوة في تدريباتهم اليومية على صعيد واحد ، الجلوس معاً لتدارس المهمة الموكلة لهم المتمثلة في تطهير الارض ، المحاضرات المستمرة التي يقوم بها التوجية المعنوي والتي يجب ان تكثف وخاصة بعد اللقاء الحميم وهذه الثقافة على القائمين على الحملة ان تاخذ الحيز الاكبر من وقتهم ،لما لها من الاثر الطيب في التجانس وتطبيع الالفة التي يحتاجها الجندي في ميدان المعركة ، من التعاضد والتضحية في سبيل فك الحصار ،في حالة التفاف العدو لمحاصرة سرية او كتيبة لفصلها واسر جنودها ،الثقافة الوطنية لها دورها عندما تسبق الحملات العسكرية لتثيت العقيدة القتالية والتي بها تكلل الحملة بالنجاح .
القيمة المعبرة عن روح الاخوة هي انطلاق الحملة من ابين وشقرة والعرقوب ونرى فرقاء السلاح في موكب واحد بعد التقوقع في تلك المناطق المذكورة قبل لم الشمل وتوحيد الصف ، من الان فصاعداً لن ولم نرى بعون الله مايفرق بين الجنوبيون ، وقريباً تنطلق الحملة باتجاه احور والمنطقة الوسطى لتصل بعدها الى مناطق جيشان والمحفد وفي هذا يتم تصفيتها من الارهاب وبسط النفوذ للجنوبيين على ارضهم بعد التوسع الذي سيحصل بفضل هذه الحملة وبعد تامين المناطق التي ستشملها الحملة ، ستكون المرحلة الثانية يداً بيد ، الانطلاق نحو باقي المناطق للوصول والالتحام مع القوات المرابطة في شبوة لمساعدتها لفرض النفوذ الشامل على المحافظة ، والاستعداد لمرحلة جديدة بعدها .