د. عبده يحيى الدباني

في معاودة الرئيس الزُبيدي

في اليوم الثالث على التوالي من أيام عيد الاضحى المبارك ذهب الجنوبيون من مختلف شرائحهم من عدن ومن محافظات الجنوب القريبة إلى رئاسة المجلس الانتقالي في جولد مور لمعاودة الرئيس عيدروس قاسم الزبيدي ، نصره الله ونصر به شعبه الصابر .
لم اتمكن خلال يوم العيد وثاني العيد من الذهاب إلى هناك في زيارة الرئيس ومعاودته فذهبت هذا اليوم الاثنين .
ادهشني ذلك الزحف الجنوبي إلى  مقر الرئيس منذ الصباح الباكر إلى ما قبل الظهر ..حشود كثيرة تنتظر دورها في المعاودة على الرئيس: قيادات ومواطنين واكاديميين ونساء وشباب وبعضهم  كان يصحب معه اطفالا .
وقفنا في طابور أكثر من مرة لكثرة الناس،  ولكن مشت الأمور بسلاسة،  رغم ازدحام الناس.. تعامل الحراس كان راقياً ومسؤولا لم يفرطوا بالاحتياطات الأمنية ولم يتعبوا  الناس ، او يضيقوا عليهم، فقد خففوا ما استاطعوا من إجراءات التفتيش ،  
لقد كان الأمر مرتبا ومنظما وهذا الشيء يفرح القلب.
دخلنا على الرئيس وعاودناه، كان وافقا منذ الصباح يستقبل زواره فيتصورون إلى جانبه،  ويحادث كل منهم باريحية فلا يبدو عليه التسرع او الاستعجال رغم كثرة الناس ورغم الالتزامات التي تنتظره  .
عندما أرى هذا الرجل اشعر انه وجد ليكون رئيسا فسبحان الله الذي يعطي الكارزما من يشاء. 
كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما يرى عمرو بن العاص يمشي يقول : ماكان لأبي عبدالله أن يمشي على الأرض إلا اميرا ، وأنا اشعر عندما أقابل الرئيس عيدروس بأنه يمتلك كاريزما رئيس حقيقي حلما وتانيا ومسؤولية وعزما وإرادة.  
 وانا هنا لا ابالغ ولا اطبل كما يحلو للبعض إن يسمي هذا الوصف تطبيلا ، فهذا شعوري ورأيي ويشاطرني في هذا  الكثيرون ممن عرفوه عن قرب .
هذا الحماس الشعبي لزيارة الرئيس ومعاودته ، وهذا الحب العميق لهذا الرجل رئيسا جاءا بعد ظمأ طويل لوجود رئيس جنوبي يلتف الشعب من حوله فيشعر بالأمان والثقة في ظل وجود قيادة رشيدة تقود ثورته التحررية وتحقق قيام دولته المنشودة.  
عاش شعبنا عقودا ثلاثة في شوق كبير وحاجة تاريخية ملحة إلى وطن حر وعزيز يستظل تحت سمائه ، وإلى دولة مستقلة تلم شعثه وتحفظ اجياله من الضياع وهويته من الطمس والتلاشي والاندثار . 
وهاهو شعبنا اليوم قد حقق بعضا من هذه الأهداف رغم صعوبة الراهن وقسوته ومرارته ، فهذه سويعات ما قبل انبلاج الفجر بعون الله تعالى.

نسأل الله تعالى ان يهل علينا العيد القادم وشعبنا الجنوبي بخير وقد نال استقلاله وقامت دولته .

مقالات الكاتب